ماذا ستكسب السعودية والمنطقة من زيارة “بن سلمان” لواشنطن؟

تعكس زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة، والتي بدأت في 18 نوفمبر 2025، التزام واشنطن الراسخ بتعزيز العلاقات مع المملكة العربية السعودية، خاصةً في ظل التحديات الإقليمية المتزايدة. وتأتي هذه الزيارة في وقت حاسم، حيث تتناول المحادثات قضايا أمنية واقتصادية وسياسية مهمة، بما في ذلك صفقة محتملة لشراء طائرات إف-35، مما يعزز مكانة السعودية كشريك استراتيجي للولايات المتحدة في المنطقة.
التقى ولي العهد بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، وناقش الطرفان مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك الأوضاع في غزة وسوريا واليمن ولبنان، بالإضافة إلى التوترات مع إيران. وتعد هذه الزيارة أول زيارة لولي العهد إلى واشنطن منذ سبع سنوات، مما يؤكد أهمية هذه العلاقات في الوقت الحالي.
أهمية صفقة طائرات إف-35 لـ السعودية
أكد الرئيس ترامب عزمه على بيع طائرات إف-35 للمملكة، مشيراً إلى أنه لن يثير مخاوف إسرائيل. ويرى مراقبون أن هذه الصفقة قد تكون خطوة نحو انضمام الرياض إلى اتفاقيات أبراهام، مما يعزز تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية. هذه الخطوة تعكس نظرة الولايات المتحدة إلى السعودية كلاعب رئيسي في دعم الاستقرار في الشرق الأوسط.
وبالنظر إلى أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك هذه الطائرات حاليًا، فإن حصول السعودية عليها يمثل نقلة نوعية في قدراتها الدفاعية.
الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة
بالإضافة إلى صفقة الطائرات، تعهد ولي العهد برفع الاستثمارات المحتملة للمملكة في الولايات المتحدة من 600 مليار دولار إلى تريليون دولار. يعكس هذا التعهد عمق العلاقات الاقتصادية بين البلدين، ورغبة السعودية في تنويع استثماراتها وتعزيز التعاون مع الولايات المتحدة في مختلف القطاعات.
هذا الالتزام المالي يعزز مكانة السعودية كشريك اقتصادي حيوي للولايات المتحدة، ويساهم في خلق فرص عمل وتعزيز النمو الاقتصادي في كلا البلدين.
التحديات الإقليمية والحلول الدبلوماسية
تأتي هذه المباحثات في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، وخاصةً فيما يتعلق بالصراع في غزة والوضع في اليمن وسوريا ولبنان، بالإضافة إلى الملف النووي الإيراني. ويشير المحللون إلى أن كلا من السعودية والولايات المتحدة يتفقان على أهمية إيجاد حلول دبلوماسية لهذه التحديات، وتجنب التصعيد العسكري.
كما أكد الأمير محمد بن سلمان على أهمية إعادة إعمار غزة، وهو ما يتماشى مع الجهود الدولية الرامية إلى تخفيف المعاناة الإنسانية في القطاع.
من المتوقع أن تستمر المباحثات بين الجانبين السعودي والأمريكي خلال الأيام القادمة، مع التركيز على تفاصيل صفقة الطائرات وآليات تنفيذ الاستثمارات الجديدة. وسيتابع المراقبون عن كثب التطورات المتعلقة بالملفات الإقليمية، ومدى قدرة البلدين على التوصل إلى توافق حول رؤية مشتركة لتحقيق الاستقرار في المنطقة. يبقى مستقبل هذه العلاقات، وتأثيرها على التوازنات الإقليمية، رهنًا بالعديد من العوامل المتغيرة.





