محادثات الرياض.. اختراق إستراتيجي

إن اختيار واشنطن وموسكو لتكون العاصمة السعودية الرياض مكاناً لأول لقاء بين وزيري خارجية البلدين، يؤكد بقوة على علاقات المملكة المتوازنة دولياً، وعلى حجم ثقلها السياسي، وما تحظى به قیادتها من مصداقية ومستوى عالٍ من الثقة من قبل القيادات الكبرى في العالم.
ومن هنا، فإن مكانة المملكة ودورها القيادي على المستوى الدولي والإقليمي، لم تأتِ من فراغ، بل هي عبارة عن تراكمات ومواقف سياسية ودبلوماسية، أدّت إلى هذه النتيجة، التي باتت معه واحدة من عواصم صناعة القرار العالمي، بل وصناعة السلام عالمياً وإقليمياً، وهو ما يظهر جلياً في حرص الدول الكبرى على تعزيز التواصل مع قيادتها والتنسيق معها لإيجاد حلول للأزمات والتحديات الدولية.
إن ارتباط المملكة بعلاقات متوازنة وإستراتيجية مع القوى الدولية الكبرى، ينطلق من رؤية ولي العهد وسياسته الحكيمة، والتقدير الدولي الكبير الذي يحظى به، وهو ما يسهم في تعزيز فرص نجاح المبادرات التي يطلقها لتسوية الخلافات، في إطار جهوده لتعزيز الأمن والاستقرار الدولي ونمو الاقتصاد العالمي.