محافظ العاصمة: «سقيا الغد» تنسجم مع الجهود الوطنية الهادفة إلى نشر ثقافة الاستدامة

:
اختتمت محافظة العاصمة مبادرة “سقيا الغد” الوطنية، التي استهدفت طلاب المرحلة الثانوية في مدارس العاصمة، وذلك بهدف تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على المياه وتشجيع الابتكار في إيجاد حلول مستدامة. جرت فعاليات المبادرة على مدى شهر، بدءًا من 4 نوفمبر وحتى 4 ديسمبر، تحت رعاية وحضور محافظ العاصمة الشيخ عبدالله سالم العلي. وتأتي هذه المبادرة في سياق الجهود الوطنية المتزايدة لمواجهة تحديات ندرة المياه.
وقد شهد حفل الاختتام تكريمًا للمدارس المشاركة والطلاب الفائزين، بالإضافة إلى لجنة التحكيم. تعد هذه المبادرة خطوة مهمة نحو بناء جيل واعٍ بأهمية الموارد المائية، وقادر على المساهمة في حمايتها. وقد شارك في المبادرة عدد كبير من الطلاب الذين قدموا مشاريع متنوعة تعكس اهتمامهم بالقضية.
أهمية مبادرة “سقيا الغد” في ظل تحديات الحفاظ على المياه
تأتي مبادرة “سقيا الغد” في وقت تشهد فيه المنطقة تحديات متزايدة فيما يتعلق بتوفر المياه، نتيجة للتغيرات المناخية والنمو السكاني. وتشير التقارير إلى أن دول الخليج العربي من بين أكثر المناطق عرضة لندرة المياه في العالم. لذلك، فإن مبادرات مثل “سقيا الغد” تعتبر ضرورية لرفع مستوى الوعي لدى الشباب بأهمية ترشيد الاستهلاك وإيجاد حلول مبتكرة لإدارة هذا المورد الحيوي.
مشاركة الطلاب وإبداعاتهم
ركزت مشاركات الطلاب في المبادرة على مجموعة متنوعة من الأفكار والحلول، بما في ذلك تقنيات إعادة تدوير المياه، وحملات توعية مجتمعية، ومشاريع علمية تهدف إلى تطوير طرق ري أكثر كفاءة. وقد أشاد محافظ العاصمة بمستوى الإبداع والابتكار الذي أظهره الطلاب، مؤكدًا أنهم يمثلون الركيزة الأساسية لنهضة الوطن وتقدمه.
وشملت المشاريع أيضًا استخدام الطاقة المتجددة في عمليات تحلية المياه، وتصميم أنظمة ذكية لمراقبة استهلاك المياه في المنازل والمؤسسات. هذه المشاريع تعكس فهمًا عميقًا للتحديات البيئية، وقدرة على تطبيق المعرفة العلمية في إيجاد حلول عملية.
دور المؤسسات التعليمية والمعلمين
أكد الشيخ عبدالله السالم على الدور المحوري الذي لعبته المؤسسات التعليمية والمعلمون في نجاح المبادرة. فقد حرصوا على توجيه الطلاب وتشجيعهم على المشاركة، وتوفير الدعم اللازم لتنفيذ مشاريعهم.
وبحسب تصريحات من وزارة التربية والتعليم، فقد تم دمج موضوع الاستدامة المائية في المناهج الدراسية، بهدف تعزيز الوعي البيئي لدى الطلاب منذ المراحل الأولى من التعليم. كما تم تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية للمعلمين، لتأهيلهم لتقديم المعلومات والمهارات اللازمة للطلاب في هذا المجال.
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت المدارس في تنظيم فعاليات توعوية داخل المجتمع المحلي، بهدف نشر ثقافة الحفاظ على المياه بين أفراد الأسرة والمواطنين بشكل عام. وقد لاقت هذه الفعاليات استحسانًا كبيرًا من قبل الجمهور، مما يعكس الوعي المتزايد بأهمية القضية.
تأثير المبادرة وآفاق المستقبل
من المتوقع أن تساهم مبادرة “سقيا الغد” في إحداث تغيير إيجابي في سلوكيات الطلاب وأسرهم فيما يتعلق بالاستهلاك المائي. كما أنها ستشجع على المزيد من الابتكار والبحث العلمي في مجال إدارة الموارد المائية.
وتشير محافظة العاصمة إلى أنها تخطط لتوسيع نطاق المبادرة في السنوات القادمة، لتشمل المزيد من المدارس والطلاب، وتنظيم فعاليات توعوية على مستوى أوسع. كما يجري التنسيق مع الجهات المعنية، مثل وزارة الكهرباء والماء، لتطبيق بعض الحلول والمشاريع التي قدمها الطلاب على أرض الواقع.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة البيئة والمياه عن خطط لإطلاق حملة وطنية شاملة لترشيد استهلاك المياه، بالتعاون مع مختلف القطاعات الحكومية والخاصة. ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن تفاصيل الحملة في الأشهر القليلة القادمة.
يبقى تقييم الأثر طويل المدى للمبادرة أمرًا بالغ الأهمية، ويتطلب متابعة مستمرة لتطورات الوضع المائي في البلاد، وقياس مدى فعالية الحلول والمشاريع التي تم تطبيقها. كما يجب الاستمرار في دعم وتشجيع الشباب على الابتكار والمساهمة في حماية هذا المورد الحيوي للأجيال القادمة.



