محكمة أميركية تصدر حكمها الأول على طبيب باع الكيتامين لماثيو بيري

من المقرر أن تصدر محكمة أمريكية حكمها في قضية وفاة الممثل الشهير ماثيو بيري، نجم مسلسل “فريندز”، يوم الأربعاء. القضية تتعلق بالطبيب سلفادور بلاسنسيا الذي أقرّ ببيع مادة الكيتامين لبيري قبل وفاته بجرعة زائدة. ومن المتوقع أن تستمع المحكمة إلى شهادات من عائلة بيري قبل إصدار الحكم.
تأتي هذه المحاكمة في ختام تحقيق مطول في ملابسات وفاة بيري، والتي هزت معجبي المسلسل حول العالم. التركيز الآن منصب على تحديد العقوبة المناسبة للطبيب بلاسنسيا، مع الأخذ في الاعتبار اعترافه بالذنب وتأثير أفعاله على حياة الممثل الراحل.
تفاصيل القضية وتهم الطبيب سلفادور بلاسنسيا
يواجه الطبيب بلاسنسيا، البالغ من العمر 44 عامًا، احتمال السجن لمدة تصل إلى 3 سنوات، وذلك بموجب اتفاق إقرار بالذنب. اعترف الطبيب ببيع كميات كبيرة من الكيتامين بشكل غير قانوني لبيري، على الرغم من علمه بإدمانه للمادة ومعاناته الطويلة مع تعاطي المخدرات. ومع ذلك، لم يتهم الادعاء الطبيب ببيع الجرعة القاتلة التي أدت إلى وفاة بيري في 28 أكتوبر 2023.
وفقًا لمستندات المحكمة، كان بيري يتلقى الكيتامين بشكل قانوني كجزء من علاج لحالته النفسية والاكتئاب. ولكن، بعد أن رفض طبيبه المعتاد تزويده بالكميات المطلوبة، لجأ إلى بلاسنسيا الذي استغل حالته لتحقيق مكاسب مالية. وكشفت رسالة نصية أرسلها بلاسنسيا إلى طبيب آخر عن وصفه لبيري بأنه “أحمق” يمكن استغلاله.
مطالب الادعاء ودفاع الطبيب
يطالب الادعاء العام القاضية شيريلين بيس غارنيت بالحكم على بلاسنسيا بالسجن لمدة 3 سنوات، مؤكدين أنه بدلاً من مساعدة بيري في التغلب على إدمانه، سعى الطبيب إلى استغلال حالته الهشة لتحقيق الربح. في المقابل، يحاول محامو بلاسنسيا تقديم صورة أكثر تعاطفاً له، مؤكدين أنه خرج من الفقر وأصبح طبيباً محبوباً من مرضاه.
ويصف المحامون بيع الكيتامين لبيري بأنه “تصرف متهور وأكبر خطأ في حياته”، معربين عن ندمه الشديد على المأساة التي وقعت. ويؤكدون أن الطبيب قد خسر بالفعل رخصته الطبية وعيادته ومسيرته المهنية، بالإضافة إلى تعرضه لهجمات إعلامية وتهديدات أدت إلى انتقال عائلته إلى ولاية أخرى حفاظاً على سلامتهم.
الكيتامين وإدمان ماثيو بيري
تعتبر قضية ماثيو بيري مثالاً مؤلماً على مخاطر إدمان الكيتامين، وهو مخدّر يستخدم عادة في الجراحات ولكنه قد يؤدي إلى الإدمان والاستخدام غير المشروع. وكان بيري يعاني من الإدمان لسنوات عديدة، منذ فترة عمله في مسلسل “فريندز”، حيث أصبح من أشهر نجوم جيله.
وقد شارك بيري في المسلسل مع جينيفر أنيستون وكورتني كوكس وليزا كودرو ومات لوبلان وديفيد شويمر، واستمر المسلسل لمدة 10 مواسم من عام 1994 إلى 2004. وقد تحدث بيري بصراحة عن صراعه مع الإدمان في مذكراته، وكيف أثر ذلك على حياته المهنية والشخصية.
بالإضافة إلى قضية بلاسنسيا، هناك أربعة متهمين آخرين توصلوا إلى اتفاقيات إقرار بالذنب في القضية، وسيصدر الحكم عليهم في جلسات منفصلة خلال الأشهر القادمة. ومن المتوقع أن تحضر سوزان، والدة بيري، جلسات المحاكمة مع زوجها كيث موريسون، وقد يُسمح لهما بإلقاء كلمات قبل النطق بالحكم على المتهمين.
من المنتظر أن تصدر القاضية غارنيت حكمها على الطبيب بلاسنسيا يوم الأربعاء، مع الأخذ في الاعتبار جميع العوامل المتعلقة بالقضية. وسيحدد هذا الحكم مسارًا جديدًا في التحقيق في وفاة ماثيو بيري، وقد يثير تساؤلات حول مسؤولية الأطباء في وصف الأدوية للمرضى الذين يعانون من الإدمان. وستراقب الأوساط الإعلامية والقانونية عن كثب تطورات القضية، وما إذا كانت ستؤدي إلى تغييرات في القوانين المتعلقة بوصف الأدوية والمخدرات.





