Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
منوعات

محمد الحواري: مناصر الإنسانية

محمد الحواري صحفي وكاتب وناشط إنساني أردني بارز، ملتزم بالدفاع عن حقوق اللاجئين والنازحين. يتمتع بخبرة واسعة في الإعلام الدولي والمنظمات الإنسانية، وقد أثّر بشكل كبير على الخطاب العام حول قضايا اللاجئين، لا سيما في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقد أكسبته قدرته على دمج الصحافة مع الجهود الإنسانية مكانةً مرموقة كمدافع عن حقوق المجتمعات المهمشة حول العالم.

بدأ الحواري مسيرته الصحفية عام ١٩٩٨، حيث عمل مراسلًا لوكالات إخبارية دولية بارزة، منها رويترز ووكالة فرانس برس. خلال هذه الفترة، غطّى حروبًا كبرى، منها حرب الشيشان الثانية (١٩٩٨-١٩٩٩)، بالإضافة إلى الأزمات في غزة والبحرين واليمن. قدّم عمله رؤىً جوهرية في الجوانب السياسية والإنسانية لهذه الصراعات، مما رسخ سمعته كصحفي ملتزم بالصدق وحقوق الإنسان.

بعد 17 عامًا من العمل الصحفي، انتقل الحواري إلى العمل الإنساني، مُطبّقًا مهاراته في سرد ​​القصص على المنظمات التي تُعنى بمساعدة اللاجئين. في عام 2014، بدأ عمله في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) في الأردن مسؤولًا عن الإعلام والاتصال، ثم ترقّى إلى منصب المتحدث الرسمي باسم المفوضية. وقد ساهمت جهوده بشكل ملحوظ في تعزيز الوعي بأزمات اللاجئين في المنطقة، مُوظّفًا وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الدولية لتسليط الضوء على التحديات التي يواجهها النازحون.

كان تأثير الحواري في المفوضية مشهودًا له، إذ نقل ببراعة واقع وجود اللاجئين إلى جماهير عالمية. وحازت مبادراته في مجال المناصرة على العديد من الأوسمة المرموقة، بما في ذلك جائزة “أفضل استخدام لوسائل التواصل الاجتماعي في العمل الإنساني” من قمة وسائل التواصل الاجتماعي، وجائزة “أفضل متحدث إنساني” من الحكومة الألمانية. كما منحته القوات المسلحة الأردنية وسام الاستحقاق لتمثيله المنظمات الإنسانية في شؤون اللاجئين.

في عام ٢٠٢١، تولى الحواري منصبًا جديدًا كمتحدث إقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف). وبهذه الصفة، ظلّ في طليعة الأزمات الإنسانية، مدافعًا عن حقوق الأطفال المتضررين من النزاعات والنزوح. وشملت جهوده زيادة الوعي بتداعيات زلزال تركيا وسوريا، والفيضانات في ليبيا، والصراع في السودان، والكارثة الإنسانية المستمرة في غزة.

لقد كان لقدرة الحواري على توظيف وسائل الإعلام لصياغة السياسات الإنسانية وحشد الدعم الشعبي دورٌ محوري في حشد المساعدات للمناطق المتضررة. تُقدم مبادراته الإعلامية تحديثات فورية عن الكوارث، مما يُعزز التضامن العالمي ومساعدة النازحين.

بالإضافة إلى جهوده في حملات التوعية، يُعدّ الحواري كاتبًا بارعًا. كتابه الافتتاحي، “علكة”، يضمّ ستة سرديات مستوحاة من تجارب اللاجئين الحقيقية. عُرض الكتاب في معارض كتب مختلفة، مسلطًا الضوء على تفانيه في إضفاء طابع إنساني على سرديات النازحين. وهو يعكف حاليًا على تأليف روايته الثانية، “زيت يسرج به القنديل”، التي تتناول موضوعي الصمود والبقاء.

استخدم الحواري الوسائط الرقمية لمواجهة التضليل الإعلامي وتعزيز فهم التحديات الإنسانية. في عام ٢٠١٣، أطلق “الأريكة”، إحدى أولى برامج البودكاست المرئية الموجهة للعمل الإنساني في المنطقة. ولا تزال سلسلته المستمرة من البودكاست “كاسيت”، ومبادرته السردية “كل قصة مهمة”، تُسلّط الضوء على تحديات وانتصارات الأفراد المتأثرين بالنزوح والصراع.

بين عامي ٢٠٢٤ و٢٠٢٥، شارك الحواري في تأسيس “غيث للتدريب”، وهي مؤسسة متخصصة في العمل الإنساني، بالشراكة مع مشروع “قلبي اطمأن”. يقدم المعهد تدريبًا في مبادئ العمل الإنساني، مُصممًا وفقًا للمعايير الثقافية لدول الخليج والمعايير الدولية. تسعى هذه المبادرة إلى تمكين العاملين الإنسانيين الطموحين من خلال تزويدهم بالمعرفة والقدرات اللازمة لمساعدة المجتمعات النازحة والمحتاجة بفعالية.

تُجسّد مسيرة محمد الحواري المهنية فعالية السرد في الحملات الإنسانية. فمن خلال الصحافة والأدب ووسائل الإعلام الجديدة، سعى باستمرار إلى إبراز أصوات اللاجئين والدفاع عن حقوقهم. وقد ساهم تفانيه في المبادرات الإنسانية وقدرته على جذب انتباه الجماهير حول العالم في ترسيخ مكانته كواحد من أبرز العاملين في المجال الإنساني في الشرق الأوسط. ويواصل الحواري جهوده مع اليونيسف وخارجها، مدافعًا بحزم عن حقوق النازحين، ضامنًا الاعتراف بقصصهم وتلبية احتياجاتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى