محيسن: تطوير السياسات السياحية العربية وتعزيز مسارات العمل المشترك

شاركت دولة الكويت في أعمال الدورة الثامنة والعشرين للمجلس الوزاري العربي للسياحة، التي عُقدت في بغداد مؤخرًا. تركزت المشاركة الكويتية على دعم تطوير السياحة العربية وتعزيز التعاون الإقليمي في هذا القطاع الحيوي، وذلك بهدف تحقيق التنمية المستدامة وزيادة حضور الدول العربية على الخريطة السياحية العالمية. جاءت مشاركة الكويت ممثلة بوكيل وزارة الإعلام، الدكتور ناصر محيسن.
عُقدت أعمال الدورة في العاصمة العراقية بغداد، وشهدت حضور وزراء السياحة وممثلي الدول العربية الأعضاء. ركزت المناقشات على عدة محاور رئيسية تهدف إلى تطوير القطاع السياحي العربي، بما في ذلك الاستفادة من التكنولوجيا والابتكار. تهدف هذه الجهود إلى تعزيز مكانة المنطقة كوجهة سياحية متميزة.
أهمية مشاركة الكويت في تطوير السياحة العربية
أكد الدكتور ناصر محيسن، وكيل وزارة الإعلام، حرص دولة الكويت على المساهمة الفعالة في تطوير السياسات السياحية العربية. وأشار إلى أن هذه المشاركة تأتي في إطار التزام الكويت بدعم جهود التنمية المستدامة وتعزيز التعاون الإقليمي في مجال السياحة. تعتبر السياحة من القطاعات الهامة التي تساهم في تنويع مصادر الدخل الوطني وتعزيز النمو الاقتصادي.
محاور النقاش الرئيسية
تناولت الدورة الحالية للمجلس الوزاري العربي للسياحة مجموعة من الموضوعات الهامة. شملت هذه الموضوعات الابتكار والتحول الرقمي نحو السياحة الذكية، وتحديث الاستراتيجيات العربية المشتركة للقطاع السياحي. بالإضافة إلى ذلك، تم بحث سبل دعم المبادرات التي تهدف إلى تحسين جودة التجارب السياحية في الدول العربية.
ركزت المناقشات أيضًا على تطوير منتج سياحي إقليمي مشترك. يهدف هذا المنتج إلى دمج المقومات والمنتجات السياحية العربية المتكاملة، مما يسهم في تعزيز الحركة السياحية بين الدول العربية. يعتبر هذا التكامل خطوة مهمة نحو تحقيق المزيد من التعاون والازدهار في القطاع السياحي.
التحول الرقمي والسياحة الذكية
أكد المشاركون على أهمية تبني التكنولوجيا الحديثة في تطوير القطاع السياحي. يشمل ذلك استخدام الذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، وتطبيقات الهواتف الذكية لتحسين تجربة السائح. تهدف هذه الجهود إلى تقديم خدمات سياحية أكثر كفاءة وفعالية، وتلبية احتياجات السياح المتغيرة.
بالإضافة إلى ذلك، تم التأكيد على أهمية تطوير البنية التحتية الرقمية في الدول العربية. يشمل ذلك توفير شبكات اتصال عالية السرعة، وتطوير منصات حجز وإدارة الفنادق والرحلات عبر الإنترنت. يعتبر هذا الاستثمار ضروريًا لجذب المزيد من السياح وتعزيز القدرة التنافسية للمنطقة.
التعاون الإقليمي وتطوير المبادرات المشتركة
أشار الدكتور محيسن إلى أن القرارات الصادرة عن المجلس الوزاري العربي للسياحة ستعزز التعاون بين الدول الأعضاء. كما ستسهل تبادل الخبرات وتطوير البرامج المشتركة في مجال السياحة المستدامة. أكدت الكويت على التزامها بدعم هذه الجهود والمشاركة في تنفيذ المبادرات المستقبلية.
وشدد على أن دولة الكويت ستواصل دعم منظومة العمل العربي المشترك في تطوير قطاع السياحة. كما ستساهم بفعالية في تنفيذ القرارات والمبادرات التي اعتمدها المجلس، بهدف تعزيز مسيرة العمل السياحي العربي وتحقيق تطلعات الدول الأعضاء. تعتبر هذه المشاركة جزءًا من رؤية الكويت لتنويع اقتصادها وتعزيز مكانتها الإقليمية.
بالإضافة إلى ذلك، ناقشت الدورة الحالية آليات لتعزيز الترويج السياحي العربي بشكل مشترك. يهدف ذلك إلى زيادة الوعي بالوجهات السياحية العربية في الأسواق العالمية، وجذب المزيد من السياح من مختلف أنحاء العالم. تعتبر هذه الجهود ضرورية لتحقيق النمو المستدام في القطاع السياحي.
وفي سياق متصل، تم بحث سبل تطوير الكفاءات والمهارات العاملة في القطاع السياحي. يشمل ذلك توفير برامج تدريبية متخصصة للعاملين في الفنادق، والمطاعم، وشركات السياحة. تهدف هذه البرامج إلى تحسين جودة الخدمات السياحية المقدمة، وزيادة رضا السياح.
من المتوقع أن يقوم المجلس الوزاري العربي للسياحة بتشكيل لجان فنية متخصصة لمتابعة تنفيذ القرارات والمبادرات التي تم اعتمادها خلال الدورة الحالية. سيتم تقديم تقارير دورية حول التقدم المحرز في تنفيذ هذه المبادرات، وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة أي تحديات أو عقبات تواجه التنفيذ. من المقرر أن تعقد الدورة القادمة للمجلس الوزاري العربي للسياحة في عام 2025، حيث سيتم تقييم نتائج المبادرات الحالية ووضع خطط جديدة للمستقبل.




