مخرجات اللقاء التاريخي بين الشرع وترامب في البيت الأبيض

في زيارة تاريخية غير مسبوقة، استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره السوري أحمد الشرع في البيت الأبيض، حيث بحثا سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. ووفقًا لوزارة الخارجية السورية، فقد أكد ترامب خلال اللقاء على دعمه للقيادة السورية الجديدة وللشعب السوري، مشيرًا إلى استعداد بلاده لتقديم الدعم اللازم لإنجاح مسيرة البناء والتنمية في سوريا.
وكان اللقاء قد شهد أيضًا اجتماعًا موسعًا ضم وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره الأميركي ماركو روبيو والتركي هاكان فيدان، حيث تمت مناقشة آليات تنفيذ الاتفاق المبرم بين الرئيسين، والذي يشمل دمج قوات سوريا الديمقراطية “قسد” في صفوف الجيش السوري.
نقطة تحول في العلاقات السورية-الأميركية
يعتبر المحلل السياسي محمد مسالخي أن الزيارة التاريخية للرئيس السوري إلى واشنطن تمثل نقطة تحول في العلاقات بين البلدين، حيث تأتي بعد عقود من العزلة والقطيعة. وأضاف مسالخي أن تصريحات ترامب خلال اللقاء تشير إلى توجه إستراتيجي جديد يقوم على الانخراط بدل العزلة، وأن الإدارة الأميركية باتت تدرك أن استمرار سياسة العقوبات لا يخدم مصالحها ولا الاستقرار الإقليمي.
وفي هذا السياق، أشار مسالخي إلى أن اللقاء قد يمهد الطريق أمام خطوات أميركية مستقبلية، من بينها الرفع الكامل للعقوبات المفروضة على سوريا وتسهيل مشاريع إعادة الإعمار، وربما حتى فتح مكاتب تمثيل أو لجان تنسيق مشتركة في القضايا الأمنية والاقتصادية.
رسالة سياسية واضحة
ويرى مسالخي أن تزامن اللقاء مع إصدار وزارة الخزانة الأميركية قرارًا بتمديد تجميد العمل بقانون قيصر لـ180 يومًا لم يكن مصادفة، بل يعبر عن رسالة سياسية تؤكد أن الملف السوري لم يعد يدار بعقلية “العقوبات فقط”، بل بمنطق التفاهمات والتوازنات. وأضاف أن هذا قد يمارس ضغطًا متزايدًا داخل الكونغرس لمراجعة قانون قيصر خلال الفترة المقبلة.
من جانبه، أشار المحلل السياسي عبد الكريم عمر إلى أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا على إسرائيل لتوقيع اتفاق أمني مع سوريا، والذي قد يشبه اتفاقية فض الاشتباك عام 1974. إلا أنه أشار إلى أن إسرائيل تظهر تهربًا واضحًا من تنفيذ هذا الاتفاق رغم الضغوط الأميركية.
إعلان تعاون سياسي
وفي تطور لاحق، كشف وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى عن توقيع دمشق إعلان تعاون سياسي مع التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وأشار إلى أن الاتفاق سياسي ولا يتضمن مكونات عسكرية حتى الآن.
كما أعلن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني عن تسلمه قرارًا من واشنطن برفع القيود المفروضة على البعثة الدبلوماسية السورية في واشنطن، مما يمكنها من استئناف نشاطها كاملًا.
خطوة نحو تعاون أوسع
ويعتبر الباحث السياسي معن طلّاع أن افتتاح السفارة السورية في واشنطن خطوة مهمة نحو تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. وأضاف أن هذه الخطوة ستسمح بإجراء اتصالات مباشرة وتوقيع اتفاقات دولية وجذب استثمارات، مما يعزز التعاون الاقتصادي والسياسي بين سوريا والولايات المتحدة.
وفي الختام، يبدو أن الزيارة التاريخية للرئيس السوري إلى واشنطن قد فتحت الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين. ومع استمرار التطورات، يبقى من المتوقع أن تشهد الأشهر المقبلة مزيدًا من الخطوات العملية في هذا الإطار، بما في ذلك تنفيذ الاتفاقات المبرمة ورفع العقوبات المفروضة على سوريا. ويبقى الوضع في المنطقة محط أنظار العالم، حيث يتابع الجميع التطورات السياسية والأمنية في سوريا وما يمكن أن يترتب عليها من تداعيات إقليمية ودولية.




