أكد هيرفي رونار، المدير الفني للمنتخب السعودي لكرة القدم، استمراره في منصبه لقيادة الأخضر، مشيرًا إلى أن قرار استقالته ليس من صلاحياته بل يعود إلى الجهات المسؤولة. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الأربعاء، للحديث عن الاستعدادات لمباراة تحديد المركز الثالث في بطولة كأس العرب ضد الإمارات، والتي ستُقام غدًا الخميس. وتُعد هذه التصريحات مهمة في ظل التساؤلات حول مستقبل المدرب هيرفي رونار مع المنتخب بعد الخروج من نصف النهائي.
تأتي تصريحات رونار بعد خسارة المنتخب السعودي أمام الأردن في الدور نصف النهائي من البطولة، مما أثار جدلاً واسعًا حول الأداء والمستقبل. وشدد رونار على أن الفريق يركز الآن على تحقيق الفوز في المباراة القادمة لإنهاء البطولة في أفضل مركز ممكن، معترفًا بأنهم ليسوا سعداء بأدائهم بشكل عام.
تقييم أداء المنتخب السعودي في كأس العرب
أشاد رونار بمستوى البطولة وتنظيمها والحضور الجماهيري، واصفًا إياه بالمثالي. ومع ذلك، أقر بوجود بعض الجوانب التي تحتاج إلى تحسين في أداء المنتخب. وأضاف أن بطولة كأس العرب كانت فرصة جيدة للاعبين لاكتساب الخبرة، لكنه أكد أن مباريات كأس العالم ستكون مختلفة تمامًا من حيث المستوى.
الاستعدادات لمباراة الإمارات
أوضح رونار أن الفريق أجرى استعدادات جيدة لمواجهة الأردن، وأن الإحصائيات كانت ممتازة، مع تفوق المنتخب السعودي في الاستحواذ على الكرة. لكنه أشار إلى أن الأردن استغل بعض الفرص بشكل أفضل، وأن المنتخب السعودي لم يتمكن من ترجمة الفرص المتاحة له إلى أهداف. الآن، يركز الفريق على مباراة الإمارات، مع التأكيد على أهمية الفوز لرفع معنويات اللاعبين.
وتطرق رونار إلى مسألة الروح القتالية للاعبين، مؤكدًا أنهم يتمتعون بمستوى عالٍ من الحماس والتحفيز. وتساءل عن سبب عدم تحقيق المنتخب السعودي لأي لقب منذ عام 2003، مشيرًا إلى أن هذا السؤال يطرح نفسه بقوة.
وفي سياق متصل، أكد رونار أنه على استعداد لتقديم استقالته إذا طلب منه المسؤولون ذلك، معتبرًا أن هذا هو طبيعة عمله كمدرب. لكنه كرر تأكيده على استمراره في منصبه ما لم يقرر أحد خلاف ذلك. هذا الموقف يعكس ثقته في قدراته ورغبته في مواصلة العمل مع المنتخب.
من جهة أخرى، يرى مراقبون أن مشاركة المنتخب السعودي في كأس العرب تعتبر بمثابة بروفة لكأس العالم 2022. وتشير التقارير إلى أن المنتخب السعودي يحتاج إلى مزيد من العمل والتحضير لمواجهة المنتخبات العالمية في المونديال. وتعتبر بطولة كأس العرب فرصة لاكتشاف نقاط القوة والضعف في الفريق، والعمل على تطويرها قبل الحدث العالمي.
كما أشار رونار إلى أهمية استخلاص الدروس من المشاركة في كأس العرب، وتصحيح الأخطاء التي ظهرت خلال المباريات. ويتوقع أن يقوم الجهاز الفني للمنتخب بتحليل دقيق لأداء الفريق، ووضع خطة عمل واضحة للاستعداد لكأس العالم. وتشمل هذه الخطة التركيز على الجوانب التكتيكية والفنية والبدنية والنفسية للاعبين.
تعتبر قضية التحضير لكأس العالم هي الأهم حاليًا، حيث يتطلع المنتخب السعودي إلى تقديم أداء مشرف في البطولة. ويعتمد الكثير على قدرة رونار على قيادة الفريق وتطويره، وتحقيق الانسجام بين اللاعبين. بالإضافة إلى ذلك، تلعب الدوري السعودي دورًا هامًا في إعداد اللاعبين، حيث يجب أن يكونوا في أفضل حالاتهم البدنية والفنية قبل المونديال.
في الختام، من المتوقع أن يعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم عن خططه التفصيلية للاستعداد لكأس العالم في الأسابيع القادمة. وستشمل هذه الخطوات تنظيم معسكرات تدريبية ومباريات ودية، بالإضافة إلى متابعة أداء اللاعبين في الدوري. يبقى مستقبل رونار مع المنتخب معلقًا على نتائج هذه الخطط، وعلى الأداء الذي سيقدمه الفريق في كأس العالم.
