مدير مجمع الشفاء: هذا ما دار بيني وبين حسام أبو صفية قبل اعتقال الاحتلال له

كشف طبيب من مجمع الشفاء الطبي في غزة عن تفاصيل مقلقة تتعلق باعتقال الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان، من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. يأتي هذا الكشف في ظل تدهور مستمر للأوضاع الصحية في قطاع غزة، وتزايد المخاوف بشأن سلامة الكوادر الطبية المحتجزة. وتثير هذه الاعتقالات تساؤلات حول استهداف المنظومة الصحية الفلسطينية.
أفاد الدكتور محمد أبو سلمية، مدير مجمع الشفاء، بأن الدكتور أبو صفية قام بتسليمه صورة قبل يوم واحد من اعتقاله، توضح الوضع المأساوي داخل مستشفى كمال عدوان. وأشار أبو سلمية إلى أن الدكتور أبو صفية توقع حدوث مكروه له، وطلب منه إيصال حقيقة ما يجري في المستشفى إلى العالم. وقد تم اعتقال الدكتور أبو صفية في 27 ديسمبر/كانون الأول 2024، ولا يزال مصيره مجهولاً.
اعتقال الكوادر الطبية وتدهور الوضع الصحي في غزة
تأتي هذه الاعتقالات ضمن سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المنشآت والموظفين الطبيين في قطاع غزة. وتشير التقارير إلى أن الاحتلال لم يوجه أي تهم للدكتور أبو صفية حتى الآن، رغم مثوله أمام المحكمة ثلاث مرات. هذا الأمر يثير قلقاً بالغاً بشأن الأسباب الحقيقية وراء الاعتقال.
يؤكد الدكتور أبو سلمية أن الاحتلال يتعمد استهداف الأطباء والعاملين في القطاع الصحي بهدف إضعاف المنظومة الصحية الفلسطينية. ويعتقد أن هذا التدمير الممنهج يهدف إلى دفع السكان المحليين إلى الهجرة القسرية، من خلال حرمانهم من الوصول إلى الخدمات الطبية الأساسية. هذه الاستراتيجية تثير جدلاً واسعاً حول مدى التزام الاحتلال بالقانون الدولي الإنساني.
توقعات الدكتور أبو صفية قبل الاعتقال
أوضح الدكتور أبو سلمية أنه نصح الدكتور أبو صفية بمغادرة المستشفى قبل ثلاثة أيام من الاعتقال، لكن الأخير رفض الإخلاء وأصر على البقاء مع مرضاه. هذا الرفض يعكس التزام الدكتور أبو صفية بمسؤولياته المهنية والإنسانية، حتى في ظل الظروف الخطيرة التي يمر بها قطاع غزة.
وأضاف أبو سلمية أن قوات الاحتلال كانت تسأل بشكل متكرر عن هوية مدير المستشفى والطاقم الطبي خلال اقتحاماتها للمستشفيات في غزة. هذا التركيز على الكوادر الطبية يثير تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الاقتحامات تهدف إلى جمع معلومات استخباراتية أو إلى اعتقال العاملين في المجال الطبي.
تداعيات الاعتقالات على الخدمات الصحية
تعتبر هذه الاعتقالات بمثابة “وصمة عار” على جبين الإنسانية، وفقاً لتصريحات الدكتور أبو سلمية، خاصة وأنها تأتي في وقت يواجه فيه القطاع الصحي في غزة تحديات غير مسبوقة. وتشير التقديرات إلى أن نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى تدمير المستشفيات، قد أدى إلى انهيار جزئي للخدمات الصحية في القطاع. الوضع الإنساني يتدهور بشكل مستمر.
ودعا الدكتور أبو سلمية جميع النقابات والمنظمات الطبية العالمية إلى مقاطعة نظيراتها الإسرائيلية واتخاذ موقف حازم ضد هذه الاعتقالات. كما أعرب عن مخاوفه الشديدة بشأن سلامة الدكتور أبو صفية، مشيراً إلى التقارير التي تتحدث عن سوء معاملة الأسرى في السجون الإسرائيلية وحرمانهم من العلاج اللازم. الأسرى الفلسطينيون يعانون ظروفاً قاسية.
وتشير روايات محامي الدكتور أبو صفية إلى تدهور حالته الصحية وحرمانه من الأدوية والعلاج الضروري. هذا الأمر يزيد من القلق بشأن مصيره، ويدعو إلى تدخل عاجل من قبل المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية.
من المتوقع أن تستمر التحقيقات مع الدكتور أبو صفية، وقد تطول فترة اعتقاله. في الوقت الحالي، لا توجد معلومات مؤكدة حول موعد محاكمته أو التهم الموجهة إليه. يجب مراقبة التطورات المتعلقة بقضيته عن كثب، والضغط على الاحتلال الإسرائيلي للإفراج عنه وضمان سلامته. كما يجب على المجتمع الدولي تكثيف جهوده لتقديم المساعدة الإنسانية اللازمة لقطاع غزة، ودعم المنظومة الصحية الفلسطينية المتضررة.





