مسؤول أميركي رفيع يصل إلى إسرائيل لبحث الخطوات المقبلة من خطة ترامب

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بوصول المبعوث الأمريكي الخاص إلى الأمم المتحدة مايك والتز إلى إسرائيل اليوم الاثنين، في زيارة رسمية تهدف إلى بحث استكمال خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة. وتأتي هذه الزيارة في ظل جهود مكثفة لإحياء مفاوضات وقف إطلاق النار وتحديد مستقبل القطاع، مع التركيز بشكل خاص على ملف المساعدات الإنسانية وتحديات الأمن الإقليمي.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن والتز سيلتقي برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمناقشة “المراجعات الأمنية في شمال وجنوب إسرائيل” وتقييم التحديات القائمة. وأكد والتز في منشور على منصة إكس التزام الولايات المتحدة الراسخ بأمن إسرائيل واستقرار المنطقة، مشيراً إلى أن التعاون بين البلدين لم يكن يوماً أكثر أهمية مما هو عليه الآن.
ملف دخول المساعدات إلى غزة
يُعد تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة محوراً أساسياً في مباحثات والتز مع المسؤولين في عمّان وتل أبيب، وفقاً لوزارة الخارجية الأمريكية. ويأتي هذا التركيز في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه.
وتواجه جهود إدخال المساعدات عقبات كبيرة، حيث تتهم إسرائيل بفرض قيود على حجم ونوع المساعدات الداخلة. فقد نص اتفاق وقف إطلاق النار على دخول 600 شاحنة يومياً على الأقل، إلا أن إسرائيل لم تسمح بدخول سوى 220 شاحنة كحد أقصى، مما أثار انتقادات واسعة من قبل المنظمات الدولية.
تحديات لوجستية وأمنية
بالإضافة إلى القيود الإسرائيلية، تواجه عملية إدخال المساعدات تحديات لوجستية وأمنية. فمعبر كرم أبو سالم، وهو نقطة العبور الرئيسية، يعاني من ازدحام شديد وبطء في إجراءات التفتيش. كما أن المخاوف الأمنية تعيق وصول المساعدات إلى المناطق الأكثر احتياجاً في القطاع.
وزار والتز معبر كرم أبو سالم ومركز التنسيق والمراقبة الأمريكي في منطقة غلاف غزة، حيث تتمركز قوات مراقبة وقف إطلاق النار. تهدف هذه الزيارة إلى تقييم الوضع على الأرض والبحث عن حلول لتسريع إدخال المساعدات وتأمين وصولها إلى المستفيدين.
زيارة نتنياهو لواشنطن والمرحلة الثانية من الاتفاق
تأتي زيارة والتز في سياق التحضيرات لزيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن في نهاية الشهر الجاري. ومن المتوقع أن يعلن الرئيس ترامب خلال هذه الزيارة عن الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق إنهاء الحرب في غزة، وفقاً لموقع “أكسيوس”.
وتشمل المرحلة الثانية، وفقاً لمصادر في الإدارة الأمريكية، تشكيل هيئة جديدة لحكم قطاع غزة، ونشر قوة استقرار دولية في مناطق سيطرة الجيش الإسرائيلي بالتزامن مع انسحاب القوات ونزع سلاح حركة حماس. الوضع في غزة يظل معقداً ويتطلب جهوداً دولية مكثفة لتحقيق الاستقرار الدائم.
ومع ذلك، لا يزال هناك تباين في وجهات النظر بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن بعض جوانب المرحلة الثانية، خاصة فيما يتعلق بمسألة الانسحاب الإسرائيلي من القطاع. كما أن إسرائيل تماطل في تنفيذ بعض بنود المرحلة الأولى، مثل فتح معبر رفح في الاتجاهين.
مخاوف من التهجير القسري
تثير هذه المماطلة مخاوف من أن تكون إسرائيل تسعى إلى فرض سياسة تهجير قسري لسكان القطاع، وهو ما ترفضه بشدة الدول العربية والإسلامية. وقد أصدرت ثماني دول عربية وإسلامية بياناً أكدت فيه رفضها لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين، ودعت إسرائيل إلى الالتزام الكامل بخطة ترامب.
الأمن الإقليمي يمثل أيضاً أولوية قصوى في مباحثات والتز مع المسؤولين الإسرائيليين. وتشعر الولايات المتحدة بقلق بالغ إزاء تصاعد التوترات في المنطقة، وتسعى إلى منع أي تصعيد قد يؤدي إلى حرب أوسع.
من المتوقع أن تستمر الجهود الدبلوماسية المكثفة خلال الأيام القادمة لإيجاد حلول للتحديات القائمة، وتهيئة الأجواء لزيارة نتنياهو إلى واشنطن. يبقى مستقبل قطاع غزة غير واضح، ويتوقف على قدرة الأطراف المعنية على التوصل إلى اتفاق شامل ومستدام يضمن الأمن والاستقرار للمنطقة.





