Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

مسؤول روسي: هذا ما عرضناه لوقف الحرب مع أوكرانيا

قال ليونيد سلوتسكي، رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي، إن موسكو قدمت تنازلات كبيرة في محادثاتها مع أوكرانيا بهدف إنهاء الحرب الدائرة، بما في ذلك بحث إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن الأراضي المتنازع عليها. يأتي هذا التصريح في ظل تكثيف الجهود الدبلوماسية الروسية والأمريكية للوصول إلى حل للأزمة الأوكرانية، مع تأكيد سلوتسكي على أن الخطة الأمريكية الأخيرة تستند إلى مبادرات روسية سابقة، والحرب في أوكرانيا.

وأضاف سلوتسكي، في مقابلة مع قناة الجزيرة، أنه لا يستطيع الكشف عن جميع تفاصيل هذه التنازلات، لكنه شدد على أن الحل المقترح يركز على ضمان عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) أو أي تحالف عسكري آخر، بالإضافة إلى تطهير القوانين والمؤسسات الأوكرانية من أي أيديولوجيات نازية. وأشار إلى أن روسيا تعول على استعداد كييف للتفاوض بناءً على هذه البنود المتفق عليها مع الولايات المتحدة.

تصعيد التوتر والحرب في أوكرانيا

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد صرح في وقت سابق، خلال مؤتمره السنوي، بأن بلاده قدمت بالفعل تنازلات، ولكنه أكد في الوقت نفسه على عزم روسيا على تحقيق أهدافها في المناطق الشرقية من أوكرانيا بالقوة إذا فشلت المفاوضات الدبلوماسية. وتشمل هذه الأهداف، بحسب تصريحاته، السيطرة على الأراضي التي أعلنت روسيا ضمها.

المطالب الروسية

تطالب موسكو بشكل رئيسي بضمانات أمنية تمنع توسع حلف الناتو شرقاً، وتعتبر ذلك تهديداً لأمنها القومي. وتشمل المطالب أيضاً “نزع الفاشية” من أوكرانيا، وهي اتهامات متكررة يوجهها الكرملين للحكومة الأوكرانية، وفقًا لتقارير إعلامية روسية. بالإضافة إلى ذلك، تسعى روسيا إلى الحصول على اعتراف دولي بالسيطرة على شبه جزيرة القرم والأراضي الأخرى التي احتلتها في أوكرانيا.

وخلال العمليات العسكرية التي بدأت في عام 2022، تمكنت القوات الروسية من السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي في شرق وجنوب أوكرانيا. وقد شهدت منطقة زاباروجيا، على وجه الخصوص، تقدماً سريعاً للقوات الروسية في الأشهر الأخيرة، وفقًا لما أفاد به مسؤولون عسكريون. الوضع الميداني المتغير يضع ضغوطاً متزايدة على كييف وحلفائها الغربيين.

تصريحات الرئيس بوتين، بما في ذلك وصفه لقادة الاتحاد الأوروبي بـ “الخنازير” وتعهده بالسيطرة على الأراضي الأوكرانية بالقوة، تشير إلى تصعيد في لهجة روسيا تجاه أوكرانيا والغرب. وهذه التصريحات تزيد من صعوبة إيجاد حل دبلوماسي للأزمة.

من ناحية أخرى، تسعى الولايات المتحدة إلى التوصل إلى حل لهذه الأزمة، في إطار التزامها السياسي الذي أعلنه الرئيس السابق دونالد ترامب. لكن الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي قد عبر عن رفضه للخطة الأمريكية المقترحة، واصفاً إياها بأنها “غير عادلة” وتتعارض مع مصالح بلاده. هذا الرفض يثير تساؤلات حول إمكانية التوصل إلى اتفاق مقبول للطرفين.

ردود الفعل الدولية

أثارت هذه التطورات ردود فعل متباينة على الساحة الدولية. وقد أعربت العديد من الدول الغربية عن قلقها العميق بشأن التصعيد في التوترات ودعت إلى حل سلمي للأزمة، مع الحفاظ على وحدة الأراضي الأوكرانية وسيادتها. في المقابل، دعت روسيا إلى الحوار والمفاوضات الجادة مع أوكرانيا وحلفائها الغربيين، مع الأخذ في الاعتبار مصالحها الأمنية.

تصريحات سلوتسكي تأتي في وقت حرج تشهد فيه المنطقة تفاقم الأوضاع، وزيادة حدة التوترات بين روسيا وأوكرانيا والغرب. الوضع يتطلب جهوداً دبلوماسية مكثفة، ومرونة من جميع الأطراف، لإيجاد حل يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة. الوضع في أوكرانيا لا يزال معقداً.

في ظل هذه التطورات، من المتوقع أن تستمر المشاورات الدبلوماسية بين روسيا والولايات المتحدة، مع التركيز على إيجاد أرضية مشتركة للتوصل إلى اتفاق. كما سيراقب المجتمع الدولي عن كثب تطورات الوضع الميداني، ونتائج هذه المشاورات. الجدول الزمني للتوصل إلى حل لا يزال غير واضح، وهناك العديد من العقبات التي قد تعيق المفاوضات. التركيز سينصب على ردة فعل أوكرانيا على المطالب الروسية، ومدى استعداد الغرب لتقديم تنازلات لإنهاء الأزمة الأوكرانية.

تحليل الأوضاع يتطلب متابعة دقيقة للتصريحات الرسمية، والتطورات الميدانية، والتحركات الدبلوماسية. الخطر لا يزال قائماً بتصعيد إضافي للنزاع، مما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على المنطقة والعالم. المفاوضات الروسية الأوكرانية تعتبر حجر الزاوية لحل الأزمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى