“مسار الأحداث” يناقش القضايا التي يتوقع أن يبحثها نتنياهو مع ترامب | أخبار

من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في ميامي لمناقشة مجموعة من القضايا الإقليمية والدولية. وتتركز التوقعات حول هذا اللقاء، الذي سيُعقد في 27 ديسمبر 2025، على بحث التطورات في غزة، والتوترات المتصاعدة في المنطقة، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين. ويُعد هذا اللقاء فرصة هامة لتبادل وجهات النظر حول مستقبل العملية السياسية في الشرق الأوسط.
شارك في تحليل هذه التطورات وتقديم رؤى حول القضايا المحتملة التي ستطرح في الاجتماع، كل من توماس واريك، المسؤول السابق في الخارجية الأميركية، وعادل شديد، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، ودلال عريقات، أستاذة الدبلوماسية وحل الصراعات بالجامعة العربية الأميركية، وإبراهيم المدهون، مدير المؤسسة الفلسطينية للإعلام، وذلك خلال حلقة من برنامج “مسار الأحداث” الذي يقدمه عبد السلام محمد.
أجندة محتملة للقاء نتنياهو وترامب: التركيز على غزة والتوترات الإقليمية
تأتي هذه القمة في وقت حرج يشهد تصاعدًا في الأزمات الإقليمية، وعلى رأسها الوضع في غزة. ومن المتوقع أن يركز نتنياهو على الحصول على دعم أميركي مستمر لعملياته العسكرية في القطاع، بالإضافة إلى الضغط على حماس لمنع أي تصعيد مستقبلي. وتشير التقارير إلى أن إسرائيل تسعى لضمان عدم تدخل أطراف إقليمية أخرى في الصراع.
بالإضافة إلى غزة، من المرجح أن تتناول المحادثات التهديدات الأمنية الإسرائيلية المتصاعدة من قبل الجماعات المدعومة من إيران في المنطقة. وتشمل هذه التهديدات التوترات على الحدود اللبنانية مع حزب الله، والوضع في سوريا، والأنشطة الإيرانية في البحر الأحمر. وتسعى إسرائيل إلى تعزيز التعاون الأمني مع الولايات المتحدة لمواجهة هذه التحديات.
دور الولايات المتحدة في التهدئة الإقليمية
يرى المحللون أن الولايات المتحدة تلعب دورًا حاسمًا في محاولة تهدئة التوترات في المنطقة. وتشمل هذه الجهود الدبلوماسية، والضغط على الأطراف المتنازعة، وتقديم المساعدات الإنسانية. ومع ذلك، فإن تحقيق الاستقرار الإقليمي يتطلب جهودًا متضافرة من جميع الأطراف المعنية.
مستقبل العملية السياسية: آفاق محدودة وتحديات جمة
لا يزال مستقبل العملية السياسية بين الإسرائيليين والفلسطينيين غامضًا. ويواجه أي تقدم في هذا المجال تحديات كبيرة، بما في ذلك الانقسامات الداخلية الفلسطينية، واستمرار بناء المستوطنات الإسرائيلية، والافتقار إلى الثقة المتبادلة.
أشار الخبير عادل شديد خلال حلقة “مسار الأحداث” إلى أن إدارة ترامب قد تبدي استعدادًا لاستئناف بعض المحادثات، ولكن من غير المرجح أن تقدم مبادرات جديدة وشاملة لحل الصراع. في المقابل، أكدت دلال عريقات على أهمية الدور العربي في دعم العملية السياسية، وضرورة إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يضمن حقوق الشعب الفلسطيني.
من جهته، أوضح إبراهيم المدهون أن القيادة الفلسطينية تولي أهمية كبيرة لموقف الإدارة الأميركية من القضية الفلسطينية، وتأمل في أن تلعب الولايات المتحدة دورًا بناءً في تحقيق السلام. ومع ذلك، أعرب عن قلقه من استمرار التحيز الأميركي لإسرائيل، وعدم الضغط الكافي عليها للامتثال للقانون الدولي.
تعتبر قضية تبادل الأسرى أيضًا من القضايا التي قد تطرح خلال اللقاء. وتطالب إسرائيل بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الذين تحتجزهم حماس، بينما تطالب حماس بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم. ويعتبر هذا الملف من الملفات الحساسة والمعقدة التي تتطلب جهودًا دبلوماسية مكثفة.
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يناقش الطرفان التعاون في مجالات أخرى، مثل مكافحة الإرهاب، والأمن السيبراني، والبحث والتطوير التكنولوجي. وتسعى إسرائيل إلى تعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة في هذه المجالات، والاستفادة من الخبرات والتكنولوجيا الأميركية.
في الختام، يمثل لقاء نتنياهو وترامب في ميامي فرصة لتقييم الوضع الإقليمي، وتبادل وجهات النظر حول التحديات والفرص المتاحة. ومن غير المتوقع أن يؤدي هذا اللقاء إلى اختراقات كبيرة في العملية السياسية، ولكن من الممكن أن يساهم في الحفاظ على مستوى معين من الاستقرار والتهدئة في المنطقة. وستراقب الأوساط الإقليمية والدولية عن كثب نتائج هذا اللقاء، وتأثيره على مستقبل العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية، والأمن الإقليمي بشكل عام. ومن المقرر أن يصدر بيان مشترك عن الطرفين بعد انتهاء اللقاء، يتناول أبرز القضايا التي تم بحثها، والاتفاقات التي تم التوصل إليها.





