مستوطنون يقتحمون الأقصى والاحتلال يهدم منازل بمخيم نور شمس

25/6/2025–|آخر تحديث: 16:44 (توقيت مكة)
اقتحم عشرات المستوطنين صباح اليوم الأربعاء باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال.
وذكرت وكالة “وفا” أن المستوطنين نفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوسا تلمودية في باحات المسجد، في وقت شددت فيه قوات الاحتلال من إجراءاتها العسكرية على أبواب البلدة القديمة، مما أعاق دخول المصلين الفلسطينيين إلى الأقصى.
يأتي ذلك في سياق اقتحامات متكررة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث سجلت الجهات الفلسطينية اقتحام أكثر من 68 ألف مستوطن للمسجد الأقصى خلال هذه الفترة، في محاولة لفرض أمر واقع جديد داخل الحرم القدسي.
بالتزامن، صعّدت قوات الاحتلال عملياتها العسكرية في الضفة الغربية المحتلة، حيث تواصل منذ أكثر من 4 أشهر اقتحام مخيم نور شمس شرقي طولكرم ضمن حملة وصفت بأنها الأطول منذ سنوات.
وأفادت مصادر محلية بأن الاحتلال استأنف صباح اليوم عمليات هدم المنازل في إطار مخطط يستهدف تدمير 106 بنايات سكنية، منها 48 في مخيم نور شمس، في ظل إغلاق عسكري مشدد على طولكرم ومحيطها.
اعتقالات واسعة
وشهدت مناطق متعددة في الضفة الغربية حملات اقتحام واعتقال واسعة، حيث اعتقلت قوات الاحتلال 47 فلسطينيا على الأقل خلال الساعات الماضية، وشملت الاعتقالات مدنا وقرى في شمال وجنوب الضفة.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة يعبد جنوب غرب جنين، وأعلنت فرض حظر تجول شامل، تخلله اقتحام عشرات المنازل وتحويل بعضها إلى مراكز احتجاز ميدانية.
وأكدت مصادر محلية اعتقال العشرات من سكان البلدة ونقلهم إلى جهة غير معلومة.
اعتداءات المستوطنين
وفي تصعيد آخر، أحرق مستوطنون إسرائيليون فجر اليوم الأربعاء منزلا فلسطينيا في قرية سوسيا بمنطقة مسافر يطا جنوب الخليل، في جريمة جديدة ضمن سلسلة من الهجمات المتصاعدة التي تستهدف المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
وقال صاحب المنزل ناصر شريتح لوكالة الأناضول إن المستوطنين أضرموا النار في منزله ليلا عندما كان بداخله مع زوجته وأطفاله السبعة، مؤكدا أن الحريق دمر المنزل بالكامل بما فيه من أثاث ومقتنيات وكاد أن يودي بحياتهم لولا “لطف الله”.
وأضاف شريتح أنه شاهد المستوطنين أثناء فرارهم من المكان، مشيرا إلى أن الهدف من هذا الاعتداء هو دفع عائلته لمغادرة الأرض لصالح توسيع المستوطنات، لكنه أكد أنهم “باقون هنا رغم كل العنف والاعتداءات”.
ويعيش سكان قرية سوسيا في مساكن بدائية مهددة بالهدم منذ سنوات في ظل منع الاحتلال البناء فيها بهدف توسيع المستوطنات المقامة على أراضي القرية منذ عام 1983.
وقال الناشط في مقاومة الاستيطان نصر نواجعة إن الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين في جنوب الضفة الغربية تتصاعد بشكل خطير، مشيرا إلى أن “العنف في مناطق (ج) لا يقتصر على المستوطنين، بل هو برعاية كاملة من الدولة الإسرائيلية”، محذرا من أن “الخطر بات اليوم يطال حياة الفلسطينيين داخل منازلهم”.
وبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، قُتل 23 فلسطينيا على يد المستوطنين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في حين نُفذ خلال مايو/أيار الماضي وحده 415 اعتداء من قبل المستوطنين، شملت هجمات مسلحة وتخريب ممتلكات وتجريف أراضٍ واقتلاع أشجار وفرض إغلاقات.
ويأتي هذا التصعيد في الضفة الغربية بالتوازي مع العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، حيث تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين في الضفة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكثر من 980 شهيدا، وأصيب ما لا يقل عن 7 آلاف، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
وطالبت جهات حقوقية وناشطون المجتمع الدولي باتخاذ خطوات عملية لحماية السكان الفلسطينيين من عنف المستوطنين المدعومين من جيش الاحتلال، محذرين من محاولات تهجير قسري واسعة النطاق في مناطق “ج”، التي تخضع لسيطرة إسرائيلية أمنية ومدنية كاملة.