مشاركة متدنية بانتخابات هونغ كونغ

شهدت انتخابات هونغ كونغ اليوم الأحد إقبالاً ضعيفاً من الناخبين، حيث توجهوا إلى مراكز الاقتراع لاختيار أعضاء المجلس التشريعي في ظل نظام انتخابي جديد يركز على اختيار “الوطنيين”. يأتي هذا الاستحقاق الانتخابي بعد حريق مأساوي أودى بحياة العشرات، مما ألقى بظلاله على العملية الانتخابية وأثار دعوات للمرشحين للمساهمة في جهود الإغاثة. وتعتبر الانتخابات في هونغ كونغ محط أنظار دولية، خاصةً بعد التغييرات التي طرأت على النظام الانتخابي.
وبحسب الأرقام الرسمية الصادرة عن مكتب الانتخابات، بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات في هونغ كونغ حتى الآن 31.9%، حيث أدلى 1.3 مليون شخص من أصل 4.1 مليون ناخب مسجل بأصواتهم. ويأتي هذا الرقم أقل من توقعات العديد من المراقبين، ويعكس ربما حالة الإحباط السائدة في أوساط بعض الناخبين.
تأثير الحريق المأساوي على العملية الانتخابية
توقفت الحملات الانتخابية في أواخر نوفمبر الماضي بعد اندلاع حريق هائل في مجمع سكني قيد الترميم في تاي بو، أسفر عن مقتل 159 شخصًا على الأقل وتشريد الآلاف. وقد أثر هذا الحادث المأساوي بشكل كبير على الأجواء العامة، حيث تحول التركيز من القضايا السياسية إلى جهود الإغاثة وتقديم الدعم للمتضررين.
مطالبات بتحقيق شامل ومحاسبة المسؤولين
عبر العديد من السكان المتضررين عن غضبهم واستيائهم من الحريق، مطالبين بإجراء تحقيق شامل لتحديد أسباب الكارثة ومحاسبة المسؤولين. وقالت إحدى السكان، التي فقدت منزلها في الحريق، إن “الحريق يستوجب تحقيقًا موسعًا”، مشيرة إلى أن أعضاء المجلس التشريعي الجدد “يجب أن يراقبوا الحكومة”.
وأضافت أن “وجوب محاسبة كل من أخطأ” هو مطلب أساسي للمتضررين. كما عبرت مواطنة أخرى عن صدمتها من الحادث، مؤكدة على ضرورة أن تستمع الحكومة إلى أصوات متنوعة في أعقاب هذه المأساة، بما في ذلك أصوات المعارضة التي “تحب البلد وتحب هونغ كونغ”.
التغييرات في النظام الانتخابي
أدخلت الصين تعديلات على النظام الانتخابي لهونغ كونغ في عام 2021، بعد احتجاجات واسعة النطاق مؤيدة للديمقراطية شهدت بعضها أعمال عنف. تهدف هذه التعديلات إلى ضمان ولاء أعضاء المجلس التشريعي للحكومة المركزية في بكين.
وشهدت هونغ كونغ أول انتخابات بموجب النظام الانتخابي الجديد في وقت لاحق من عام 2021، حيث بلغت نسبة المشاركة 30%، وهو أدنى مستوى لها على الإطلاق. ويرى بعض المحللين أن هذه النسبة المنخفضة تعكس تراجع الثقة في العملية السياسية وتضاؤل الأمل في تحقيق إصلاحات ديمقراطية. السياسة في هونغ كونغ أصبحت أكثر تركيزًا على الولاء السياسي.
بالإضافة إلى ذلك، أدت التغييرات في النظام الانتخابي إلى تقليل عدد المقاعد التي يتم اختيارها بالاقتراع المباشر، وزيادة عدد المقاعد التي يتم اختيارها من قبل لجنة انتخابية موالية للحكومة المركزية. وقد أثار هذا الأمر انتقادات واسعة من قبل المعارضة الديمقراطية، التي اعتبرته تقويضًا للديمقراطية في هونغ كونغ. الوضع السياسي في هونغ كونغ يشهد تحولات مستمرة.
مستقبل هونغ كونغ والخطوات القادمة
من المتوقع أن يعلن مكتب الانتخابات عن النتائج النهائية لـ الانتخابات في هونغ كونغ في وقت لاحق من اليوم. وستكون هذه النتائج حاسمة في تحديد مستقبل هونغ كونغ السياسي والاقتصادي.
ويرى المراقبون أن التحديات التي تواجه هونغ كونغ كبيرة، بما في ذلك الحاجة إلى معالجة الآثار الاقتصادية للحريق المأساوي، واستعادة الثقة في الحكومة، وتعزيز الحوار بين مختلف الأطراف السياسية. وستكون جهود الإغاثة والتحقيق في الحريق من القضايا الرئيسية التي ستواجه المجلس التشريعي الجديد.
يبقى من غير الواضح كيف ستتعامل الحكومة مع المطالب المتزايدة بالتحقيق والمحاسبة، وما إذا كانت ستتخذ خطوات لتهدئة التوترات السياسية. سيكون من المهم مراقبة التطورات في هونغ كونغ في الأشهر المقبلة، وتقييم تأثير النظام الانتخابي الجديد على مستقبل المدينة.





