مشاهد لحمم من بركان “هايلي غوبي” الإثيوبي.. ما حقيقتها؟

تداولت وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع مقاطع فيديو وصور ادعى روادها أنها تظهر ثورانًا بركانيًا هائلاً في بركان “هايلي غوبي” الواقع في إقليم عفر بشمال شرق إثيوبيا. وقد أثارت هذه المشاهد قلقًا واسع النطاق بشأن سلامة السكان المحليين، وتسببت في انتشار معلومات مضللة حول حجم وخطورة البركان. تحقق فريق الجزيرة من صحة هذه الادعاءات.
وبدأت هذه التقارير في الانتشار بعد يوم الأحد، حيث زعم العديد من المستخدمين أنهم شاهدوا تدفقات حمم بركانية وتوهجًا في السماء. وقد أدت هذه المشاهد إلى حالة من الذعر والتكهنات حول تأثير الثوران على المناطق المحيطة، بما في ذلك اليمن المجاورة.
التحقق من صحة مقاطع الفيديو المتداولة حول البركان
أظهرت عملية التحقق التي أجراها فريق الجزيرة أن العديد من مقاطع الفيديو والصور التي انتشرت على أنها من ثوران بركان “هايلي غوبي” هي في الواقع مشاهد قديمة أو مأخوذة من مواقع بركانية أخرى.
أحد مقاطع الفيديو التي انتشرت على نطاق واسع، والذي يظهر تدفقات حمم بركانية ضخمة، تبين أنه يعود إلى بركان كيلاوا في هاواي بالولايات المتحدة الأمريكية. وقد تم نشر نسخة قديمة من هذا الفيديو في الأصل على منصة “ريديت” في أكتوبر الماضي، وأكدت وكالة المسح الجيولوجي الأمريكية صحة ذلك عبر حسابها على “إنستغرام”.
وبالمثل، فإن مقاطع الفيديو الأخرى التي تدعي تصوير ثوران “هايلي غوبي” والتي تظهر تدفقات حمم وغازات، تبين أنها مشاهد قديمة من نفس البركان، تم التقاطها ونشرها في يناير الماضي. هذا ينفي بشكل قاطع ارتباطها بالثوران الأخير.
تأثيرات محتملة على اليمن
كما أشارت تقارير إلى أن محافظات يمنية مطلة على البحر الأحمر تأثرت بموجة من الغبار والرماد البركاني. ومع ذلك، لم يتم بعد تحديد مدى تأثير هذه الموجة على الصحة والبيئة في اليمن.
الوضع الحالي لبركان “هايلي غوبي”
وفقًا للمراقبين، يشهد بركان “هايلي غوبي” نشاطًا متزايدًا، ولكن حجم التدفقات البركانية لا يزال محدودًا. وتشير التقارير إلى أن النشاط الزلزالي في المنطقة قد ازداد أيضًا، مما يثير مخاوف بشأن احتمال حدوث ثوران أكبر في المستقبل.
يقع إقليم عفر في منطقة نشطة زلزونيًا وبركانيًا، ويشتهر بوجود العديد من البراكين النشطة. وتعتبر هذه المنطقة ذات أهمية إستراتيجية كبيرة، حيث تحد من إريتريا وجيبوتي، وتزخر بالموارد الطبيعية.
الخلاصة: معلومات مضللة حول ثوران البركان
أظهر التحقيق الذي أجراه فريق الجزيرة أن العديد من المعلومات التي تم تداولها حول ثوران بركان “هايلي غوبي” كانت مضللة وغير دقيقة. وتشير الأدلة إلى أن المشاهد التي انتشرت على أنها من الثوران الأخير هي في الواقع مقاطع فيديو وصور قديمة أو مأخوذة من مواقع بركانية أخرى.
ومع استمرار النشاط الزلزالي وازدياد احتمالية حدوث ثوران أكبر، يجب على السلطات الإثيوبية واليمنية مواصلة مراقبة الوضع عن كثب واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية السكان. ومن المتوقع أن تصدر هيئة المسح الجيولوجي الإثيوبية تقريرًا مفصلًا عن الوضع في غضون 48 ساعة، وهو ما سيساعد في تقييم المخاطر المحتملة بشكل أفضل.





