مصابون في الضفة والقدس و917 مستوطنا يقتحمون الأقصى

أصيب شابان فلسطينيان برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي شمال مدينة القدس يوم الأحد، بينما أفادت تقارير بإصابة ثلاثة آخرين نتيجة اعتداء مستوطنين في الضفة الغربية، بالتزامن مع اقتحام مكثف للالمسجد الأقصى من قبل المستوطنين. وتأتي هذه الأحداث في سياق تصعيد مستمر للتوترات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة الشابين خلال محاولة لتجاوز الجدار الفاصل في بلدة الرام. كما ذكرت مصادر محلية أن مستوطنين هاجموا قرية بيت ليد قرب طولكرم، مما أدى إلى إصابة ثلاثة فلسطينيين بالضرب. وفي القدس، وثقت السلطات اقتحام 917 مستوطنًا للمسجد الأقصى.
الاعتداءات المتزايدة وتأثيرها على الفلسطينيين
تتزايد حوادث إصابة الفلسطينيين بالقرب من الجدار الفاصل بشكل ملحوظ، خاصةً مع محاولات العمال الوصول إلى أماكن عملهم داخل إسرائيل. يعاني العمال الفلسطينيون من قيود شديدة على الحركة، مما يدفع البعض إلى المخاطرة بتسلق الجدار، على الرغم من المخاطر الأمنية الكبيرة. ووفقًا لبيانات الاتحاد العام لعمال فلسطين، فقد استشهد 44 عاملًا فلسطينيًا برصاص الجيش الإسرائيلي أو خلال محاولاتهم البحث عن عمل منذ بدء الحرب في غزة حتى نهاية أكتوبر. ويشير ذلك إلى تدهور خطير في ظروف العمل للفلسطينيين.
ومنذ بدء العمليات العسكرية في قطاع غزة في أكتوبر 2023، فرضت إسرائيل قيودًا مشددة على دخول العمال الفلسطينيين إلى إسرائيل. هذا الحظر دفع العديد من العمال إلى البحث عن طرق بديلة، بما في ذلك تسلق الجدار الفاصل، مما يعرض حياتهم للخطر المستمر. الوضع الإنساني للعمال الفلسطينيين يثير قلقًا متزايدًا.
هيكلية الجدار الفاصل وأثارها السياسية
يحيط بمدينة القدس جدار فاصل من الأسمنت والأسلاك الشائكة، تم بناؤه في معظمه على أراضي الضفة الغربية، ويبلغ ارتفاعه أكثر من 8 أمتار وطوله حوالي 202 كيلومترًا. تدعي إسرائيل أن الجدار قد شُيد لأسباب أمنية، لكن الفلسطينيون والمنظمات الدولية يؤكدون أنه جزء من خطة لضم الأراضي الفلسطينية إلى إسرائيل. ويعتبر بناء الجدار من قبل الفلسطينيين انتهاكًا للقانون الدولي.
تصاعد اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى
تشهد القدس تصعيدًا في وتيرة اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، وهو ما يعتبره الفلسطينيون استفزازًا وانتهاكًا للمواقع الدينية المقدسة. وبلغ عدد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد في شهر نوفمبر الماضي 4266 مستوطنًا، بالإضافة إلى 15220 سائحًا أجنبيًا، وفقًا لمعطيات محافظة القدس. ويأتي هذا الاقتحام المكثف في ظل تزايد التوترات السياسية والأمنية.
وسمحت الشرطة الإسرائيلية، منذ عام 2003، باقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى بشكل أحادي، على الرغم من الاحتجاجات المتكررة من دائرة الأوقاف الإسلامية. وسع إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي، من هذه الاقتحامات منذ توليه منصبه في نهاية عام 2022. تفاقم الوضع بسبب مشاركة بن غفير ووزراء ونواب في الكنيست في هذه الاقتحامات.
تطورات إضافية في الضفة الغربية
بالتزامن مع الحرب في غزة، زادت قوات الاحتلال والمستوطنون من اعتداءاتهم على الفلسطينيين في الضفة الغربية. وبلغ عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بداية الحرب أكثر من 1102 شخصًا، فيما أصيب حوالي 11 ألفًا آخرين، واعتقل أكثر من 21 ألفًا. تشير هذه الأرقام إلى أزمة إنسانية متفاقمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وساهمت هذه الأحداث في حالة من عدم الاستقرار والتوتر في المنطقة.
قد يستمر الوضع الحالي في الضفة الغربية والقدس في التدهور في حال استمرار العمليات العسكرية في غزة واستمرار القيود المفروضة على حركة الفلسطينيين. من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة المزيد من التوترات والاقتحامات، ويتعين مراقبة تطورات الوضع عن كثب لتقييم الآثار المحتملة.





