مصرع 18 مهاجرا إثر غرق قاربهم قبالة جزيرة كريت اليونانية

لقي ما لا يقل عن 18 مهاجراً حتفهم في حادث غرق قارب مطاطي في البحر الأبيض المتوسط جنوب جزيرة كريت، وفقاً لإعلان السلطات اليونانية يوم السبت. وتأتي هذه المأساة في سياق تزايد محاولات الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، حيث يواجه المهاجرون ظروفاً بحرية قاسية ومخاطر جمة. وتُركز الجهود حالياً على البحث عن ناجين محتملين وتقديم المساعدة الإنسانية.
ارتفاع ضحايا الهجرة غير الشرعية في البحر المتوسط
أكدت السلطات اليونانية أن سفينة شحن تركية عابرة كانت أول من اكتشف القارب الغارق وأبلغ عن الحادث. ووفقاً لجهاز خفر السواحل اليوناني، فقد تم إرسال فرق بحث وإنقاذ تتضمن سفن تابعة لوكالة فرونتكس الأوروبية بالإضافة إلى مروحية وطائرة لمسح المنطقة. وقد تم بالفعل إنقاذ شخصين ونقلهما إلى جزيرة كريت لتلقي الرعاية الطبية.
وذكر مسؤول في خفر السواحل اليوناني أن القارب عُثر عليه على بعد حوالي 40 كيلومتراً جنوب جزيرة كريسي الصغيرة. وأشار الناجيان إلى أن القارب كان يعاني من سوء الأحوال الجوية، وأن الركاب لم يكن لديهم أي مؤن أو مياه شرب. هذه الحادثة تسلط الضوء على المخاطر التي يتعرض لها المهاجرون الذين يسعون للوصول إلى أوروبا عبر البحر.
ظروف الرحلة والمأساة
أفاد رئيس بلدية إييرابترا، مانوليس فرانغوليس، بأن الضحايا كانوا جميعاً من الشباب. وأضاف أن القارب كان مفرغاً من الهواء من الجانبين، مما أدى إلى تدافع الركاب وازدحامهم في مساحة صغيرة. هذا الازدحام، بالإضافة إلى الظروف الجوية السيئة، يُعتقد أنه ساهم في انقلاب القارب.
ومنذ العام الماضي، شهدت جزيرة كريت زيادة في عدد المهاجرين الذين يحاولون الوصول إليها من ليبيا، مستغلين موقعها كبوابة للدخول إلى الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، فإن هذه الرحلات البحرية تعتبر خطيرة للغاية، وغالباً ما يقع فيها ضحايا بسبب قدم القوارب وسوء الأحوال الجوية وعدم كفاية الإمدادات. الهجرة غير الشرعية تمثل تحدياً إنسانيا وأمنياً كبيراً.
تزايد أعداد المهاجرين والجهود المبذولة
تأتي هذه الحادثة في وقت تشهد فيه اليونان ارتفاعاً في أعداد قوارب المهاجرين القادمة من ليبيا، خاصةً إلى جزر كريت وجافدوس وكريسي. على الرغم من أن تدفقات المهاجرين قد انخفضت مقارنة بعامي 2015 و 2016، إلا أن الحوادث المميتة لا تزال تحدث بشكل مأساوي. البحر الأبيض المتوسط يعتبر من أخطر مسارات الهجرة في العالم.
وفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فقد وصل أكثر من 16,770 شخصاً يسعون للحصول على اللجوء إلى جزيرة كريت منذ بداية العام. وتعمل المفوضية والمنظمات الإنسانية الأخرى على تقديم المساعدة للمهاجرين واللاجئين، بما في ذلك توفير المأوى والغذاء والرعاية الطبية. اللاجئون غالباً ما يفرون من الحروب والاضطهاد والفقر المدقع.
تتواصل عمليات البحث عن ناجين آخرين من حادث الغرق، لكن الآمال في العثور عليهم تتضاءل مع مرور الوقت. وتواجه فرق الإنقاذ صعوبات كبيرة بسبب الظروف الجوية السيئة واتساع منطقة البحث.
في المقابل، تواصل السلطات اليونانية جهودها لمكافحة تهريب البشر وتعزيز الرقابة على الحدود البحرية. ومع ذلك، فإن هذه الجهود غالباً ما تكون غير كافية لمنع المهاجرين من المخاطرة بحياتهم في محاولة الوصول إلى أوروبا.
من المتوقع أن تستمر عمليات البحث والإنقاذ في الأيام القادمة، مع التركيز على تحديد هوية الضحايا وتقديم الدعم اللازم للناجين. وستواصل السلطات اليونانية والأوروبية العمل معاً لمواجهة تحديات الهجرة غير الشرعية وتوفير الحماية للمهاجرين واللاجئين.




