مقتل رئيس شركة تأمين يعكس أزمة النظام الصحي في أميركا
كشف مقتل بريان تومبسون، الرئيس التنفيذي لشركة “يونايتد هيلث كير” الأميركية، عن استياء كبير من النظام الصحي الأميركي البالغ قيمته تريليون دولار، مما أثار موجة من الغضب والجدل.
وفي واقعة جديدة، قُتل تومبسون في هجوم وصفته الشرطة بأنه “مستهدف وبطريقة وقحة” خارج فندق في نيويورك، وفق ما نقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطاني “بي بي سي”.
هذه الجريمة، رغم أن دوافعها لم تُكشف بعد، سلطت الضوء على الغضب المتزايد تجاه شركات التأمين الصحي التي تواجه اتهامات برفض تغطية مطالب المرضى، بحسب “بي بي سي”.
تفاصيل الجريمة وآثارها
واكتشفت الشرطة رسائل مكتوبة على الأغلفة الفارغة للرصاص المستخدم في الجريمة، تحمل كلمات مثل “ارفض”، “دافع”، و”اعزل”، التي يعتقد أنها تشير إلى تكتيكات تستخدمها شركات التأمين لزيادة الأرباح.
وفقا لتصريحات زوجة تومبسون، بوليت تومبسون، فإن زوجها تلقى تهديدات مسبقا، وقالت “كانت هناك تهديدات بسبب نقص التغطية الطبية، لكن لا أعرف التفاصيل”.
غضب شعبي من شركات التأمين
وفي احتجاجات نُظمت هذا الصيف أمام مقر “يونايتد هيلث كير” في مينيسوتا الأميركية، تجمع أكثر من 100 شخص للاعتراض على سياسات الشركة.
وقال أوناي مونتيس-إيروستي، منظم الاحتجاجات، “المتظاهرون لديهم تجارب شخصية مع رفض المطالب الصحية”.
وظهر هذا الغضب -أيضا- على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصف العديد من العملاء تجاربهم مع رفض تغطية العلاجات الموصى بها من الأطباء.
وفي أحد التعليقات على منشور لتومبسون على موقع “لينكد إن” كتبت امرأة تعاني من سرطان الرئة “تركنا يونايتد هيلث كير بسبب الرفض المستمر لتغطية أدويتي”.
تعقيد وتكاليف متصاعدة
وقالت سارة كولينز، باحثة بارزة في مؤسسة “ذي كومونويلث فند” لبي بي سي، “النظام معقد للغاية. حتى الأشخاص المؤمن عليهم يواجهون صعوبات مالية بسبب الفواتير غير المتوقعة أو رفض التغطية”.
ووجدت أبحاث حديثة أن:
- %45 من البالغين العاملين المؤمَّن عليهم دفعوا تكاليف كانوا يعتقدون أنها مغطاة.
- %17 تم رفض تغطية الرعاية الطبية التي أوصى بها الأطباء.
- ووفقا لمؤسسة “كيه إف إف” المسحية، فإن حوالي ثلثي الأميركيين يعتقدون أن شركات التأمين تتحمل “جزءا كبيرا” من اللوم على ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية.
تحديات التأمين وأزمات الديون
وأظهرت البيانات أن تكلفة التأمين لعائلة أميركية معيارية تصل إلى 25 ألف دولار سنويا، مع تكاليف إضافية يمكن أن تصل إلى آلاف الدولارات حسب المواقف.
ويقول كريستين إيبر، اقتصادي في مؤسسة “راند” لبي بي سي: “تزايد رفض تغطية العلاجات، مما يضع عبئا ماليا كبيرا على الأفراد”.
وتواجه شركة “يونايتد هيلث كير” حاليا دعوى قضائية جماعية، بسبب استخدام الذكاء الاصطناعي لإنهاء العلاجات بشكل مبكر.
كما سبق لها أن دفعت تسوية في قضية طالبت فيها طالبا جامعيا مريضا بتغطية تكاليف علاجه التي بلغت 800 ألف دولار.