ممثل الأمين العام للأمم المتحدة: التعددية والديبلوماسية من أجل السلام ضرورة وسط التحديات العالمية

أكدت ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والمنسق المقيم للأمم المتحدة لدى الكويت غادة الطاهر أمس الخميس أن التعددية والديبلوماسية من أجل السلام تمثلان ضرورة ملحة وسط التحديات العالمية المعقدة، داعية إلى تجديد الالتزام بقيم التعاون الدولي والتضامن.
وقالت الطاهر لـ «كونا» بمناسبة اليوم الدولي لتعددية الأطراف والديبلوماسية من أجل السلام الذي يصادف 24 أبريل كل عام إن العالم يواجه منعطفات تاريخية كبرى مع اقتراب الأمم المتحدة من الاحتفال بمرور 80 عاما على تأسيسها.
وأضافت أن التحديات المتزايدة تشمل التوترات الجيوسياسية والأزمات المناخية والإنسانية إضافة إلى التحولات التكنولوجية مما يتطلب إصلاحا يتجاوز التعديلات الهيكلية إلى معالجة جذرية للمشكلات الراهنة.
وأوضحت أن الأمم المتحدة منذ إنشائها العام 1945 بعضوية 51 دولة نمت لتشمل 193 دولة، إضافة إلى آلاف الجهات الفاعلة من منظمات غير حكومية وقطاع خاص ومنظمات دولية، مما يعكس اتساع مسؤولياتها ودورها كمظلة جامعة للتعاون الدولي.
وأكدت أن الحاجة باتت ماسة لتحول ثقافي داخل المنظمة الدولية يعكس التنوع الحقيقي للدول الأعضاء ويستثمر في الكفاءات البشرية بما يواكب طبيعة التحديات الجديدة، مبينة أن فعالية الأمم المتحدة لا تقاس بحجمها، بل بقدرتها على الاستباق والتأثير والاستجابة.
ولفتت إلى ما شهدته قمة المستقبل التي انعقدت في سبتمبر الماضي، حيث شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على ضرورة إصلاح المؤسسات العالمية استنادا إلى ميثاق الأمم المتحدة كما شهدت القمة اعتماد «ميثاق المستقبل» و«التعاهد الرقمي العالمي» و«إعلان الأجيال القادمة».
وأشارت إلى تأكيد سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد خلال مشاركته في القمة على أهمية الديموقراطية في اتخاذ القرار والتمثيل العادل للدول، مشيرة إلى توافق هذه الرؤية مع أهداف رؤية «كويت جديدة 2035» التي ترتكز على التنمية المستدامة والتعاون الدولي.
وذكرت أن تعليق المساعدات الدولية بأكثر من 60 مليار دولار مطلع عام 2025 له أثر سلبي على العمليات الإنسانية في أنحاء العالم مشيرة، إلى أن أكثر من 117 مليون شخص تأثروا سلبا وفقا لبرنامج الغذاء العالمي، فيما حذرت «اليونيسف» من حرمان ملايين الأطفال من خدمات التغذية.
وبينت الطاهر أن الأمم المتحدة لاتزال شريكا موثوقا بفضل نهجها القائم على الحقوق والعدالة والشمول، مشيرة إلى أن تعاون المنظمة مع الجهات الحكومية والمجتمع المدني في الكويت يجسد نموذجا ناجحا في تحويل الطموحات إلى إنجازات ملموسة.
وأكدت أن التعددية لم تعد خيارا بل ضرورة وجودية، مشددة على أهمية إعادة تعريف مفهوم التعددية ليصبح أكثر شفافية ومساءلة وفاعلية، مضيفة «لو لم يكن مفهوم الأمم المتحدة موجودا لكان من الواجب اختراعه».