مناورات صاروخية في عدة مدن إيرانية

أفادت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم الاثنين، عن إجراء مناورات صاروخية في عدة مدن إيرانية، مما أثار اهتمامًا إقليميًا ودوليًا. وتأتي هذه المناورات في ظل تصاعد التوترات مع إسرائيل والولايات المتحدة، ووسط مخاوف تتعلق ببرنامج الصواريخ الباليستية الإيراني. وتهدف هذه التدريبات، وفقًا لمصادر، إلى اختبار قدرات الردع وتعزيز الأمن القومي.
وذكرت وكالات الأنباء الإيرانية، بما في ذلك فارس للأنباء، أن عمليات إطلاق الصواريخ شوهدت في خرم آباد ومهاباد وأصفهان وطهران ومشهد. وقد نشرت قنوات تابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية ومصادر شبه رسمية مقاطع فيديو لهذه الأحداث، لكن دون تحديد المواقع الدقيقة أو أنواع الصواريخ المستخدمة.
المناورات الصاروخية الإيرانية وتصعيد التوترات
تأتي هذه المناورات بعد فترة من الهدوء النسبي في الإعلانات الرسمية المتعلقة بالقدرات الصاروخية الإيرانية، حيث أظهرت طهران منذ يونيو الماضي حرصًا على السرية في هذه التجارب. ويرى مراقبون أن هذا التوجه يعكس رغبة في عدم إثارة المزيد من التصعيد مع خصومها، لكنه في الوقت نفسه يشير إلى استمرار تطوير هذه القدرات.
صرح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن الصواريخ التي تقوم إيران بتصميمها هي حصريًا لأغراض الدفاع عن النفس، وأنها تهدف إلى ردع أي هجوم محتمل على البلاد. وأكد بقائي أن برنامج طهران الصاروخي “ليس محل تفاوض” وأنه جزء لا يتجزأ من استراتيجيتها الأمنية.
ردود الفعل الدولية والمخاوف
أعربت إسرائيل عن قلقها العميق من برنامج الصواريخ الإيراني، واصفة إياه بأنه تهديد وجودي. وقد نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤول أمني رفيع المستوى أن تل أبيب تلاحِظ مساعي إيرانية لتصنيع صواريخ باليستية بوتيرة متسارعة، وأن هذا التسلح سيكون محور النقاش في الاجتماعات المرتقبة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
بالإضافة إلى ذلك، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها بشأن التقدم في البرنامج الصاروخي الباليستي الإيراني، متهمة طهران بعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. ويُعزى هذا القلق إلى حقيقة أن إسرائيل تقع ضمن نطاق هذه الصواريخ، وبالتالي فهي معرضة لتهديد مباشر.
وتشير تقارير إعلامية أمريكية إلى أن مسؤولين في إدارة ترامب يدرسون خيارات جديدة للرد على برنامج الصواريخ الإيراني، بما في ذلك احتمال شن هجوم جديد على أهداف إيرانية.
يذكر أن إسرائيل نفذت في يونيو الماضي عدوانًا بدعم أمريكي على إيران، استمر لمدة 12 يومًا، واستهداف خلاله مواقع عسكرية ونووية، بالإضافة إلى مناطق سكنية. وشاركت الولايات المتحدة في هذا العدوان باستهداف مواقع نووية إيرانية، مما أسفر عن مقتل وإصابة أعداد كبيرة من المدنيين.
خلفية تاريخية وتطور البرنامج الصاروخي
لطالما شكل البرنامج الصاروخي الإيراني نقطة خلاف رئيسية مع الغرب، خاصة مع إسرائيل والولايات المتحدة. وتتهم هذه الدول إيران بتطوير صواريخ قادرة على حمل أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران بشدة، مؤكدة أن برنامجها الصاروخي يهدف إلى أغراض دفاعية بالكامل.
وقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية صارمة على إيران، تستهدف بشكل خاص برنامجها الصاروخي، في محاولة لإجبارها على التخلي عنه أو على الأقل الحد من نطاقه. لكن إيران أصرت على مواصلة تطوير قدراتها الصاروخية، معتبرة ذلك حقًا سياديًا لها وضرورة لضمان أمنها القومي.
برنامج الصواريخ الإيراني شهد تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الماضية، حيث تمكنت إيران من إطلاق عدد من الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى، والتي تتميز بدقة عالية وقدرة على حمل رؤوس متفجرة متنوعة.
الخوف من الأسلحة الإستراتيجية الإيرانية، بما في ذلك الصواريخ، هو الدافع الرئيسي لجهود إسرائيل والولايات المتحدة لتقويض هذا البرنامج أو السيطرة عليه.
وفي ضوء المستجدات الأخيرة، يتوقع مراقبون أن تستمر التوترات الإقليمية في التصاعد، وأن تشهد الأيام القادمة مزيدًا من المناورات العسكرية والبيانات المتبادلة بين الأطراف المعنية. ومن المتوقع أن تركز المباحثات بين نتنياهو وترامب على سبل التعامل مع التهديد الإيراني، وإمكانية فرض المزيد من العقوبات على طهران، أو حتى اللجوء إلى خيارات عسكرية.





