Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اقتصاد

“منظمة شنغهاي للتعاون” دور اقتصادي عالمي مؤثر وتحد للهيمنة الأميركية

نظمت الصين قبل أيام قمة منظمة شنغهاي للتعاون “إس سي أو” (SCO) بمشاركة قادة من نحو 20 دولة حول العالم، واستمرت ليومين، واختتمتها بعرض عسكري ضخم في العاصمة بكين بمناسبة الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية.

ومن أبرز القادة الذين حضروا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الإيراني مسعود بزكشيان، ورئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، إضافة إلى رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت، ورئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم، بمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والأمين العام لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) كاو كيم هورن، وغيرهم من قادة العالم.

القمة الأهم

تُعد قمة منظمة شنغهاي للتعاون لعام 2025 في الصين الأهم منذ تأسيس المنظمة عام 2001، إذ انعقدت وسط أزمات دولية متشابكة أثرت بشكل مباشر على أعضائها، بدءًا من المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة وكل من الصين والهند، مرورا بالحرب الروسية على أوكرانيا، والملف النووي الإيراني والضربات العسكرية الإسرائيلية والأميركية على طهران، وصولا إلى حرب إسرائيل على غزة وقضية تايوان، فضلا عن قضايا دولية ملحة أخرى، وفقا لمنصة “مودرن دبلوماسي”.

وفي كلمته الافتتاحية، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ “منظمة شنغهاي للتعاون تمثل نموذجا لعلاقات دولية جديدة، علينا الدفاع عن التعددية القطبية المتوازنة، والعولمة الاقتصادية الشاملة، وتعزيز نظام حوكمة عالمي أكثر عدلا وإنصافا”.

وفي هجوم مبطن على حملة التعريفات الجمركية العالمية التي يشنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قال الرئيس الصيني لنظرائه في خطابه الافتتاحي “إن ظلال عقلية الحرب الباردة والتنمر لم تتبدد مع تزايد التحديات الجديدة”.

وقال شي “إن العالم دخل مرحلة جديدة من الاضطرابات مع وجود الحوكمة العالمية عند مفترق طرق جديد”، داعيا إلى بذل جهود مشتركة لبناء إطار حوكمة دولية أكثر عدلا وتوازنا وفقا لشبكة “سي إن بي سي” (CNBC).

تُجسد قمة منظمة شنغهاي 2025 عرضا رئيسيا للتضامن بين دول الجنوب العالمي في مواجهة الهيمنة الأميركية والغربية

وتُجسد قمة 2025 عرضا رئيسيا للتضامن بين دول الجنوب العالمي في مواجهة الهيمنة الأميركية والغربية، ودعا شي قادة المنظمة إلى لعب دور أكبر في حماية السلام والاستقرار الإقليمي والدولي، مشددا على أن بلاده “قوة عالمية مستقرة” ستقف إلى جانب العالم النامي.

وحث الرئيس الصيني الدول الأعضاء على استثمار إمكانات سوقهم الضخم، كاشفا عن طموحه لتأسيس نظام أمني واقتصادي عالمي جديد يمثل تحديا مباشرا للولايات المتحدة.

تأتي هذه التصريحات في ظل مساعي بكين لترسيخ مكانتها قائدا رئيسيا للعالم النامي، إذ يُنظر إلى “قمة تيانجين” باعتبارها فرصة لتعزيز التضامن مع بلدان الجنوب العالمي، وفي الوقت ذاته يعلق المجتمع الدولي -لا سيما دول الجنوب- آمالا واسعة على أن تلعب منظمة شنغهاي للتعاون دورا محوريا في تعزيز الأمن العالمي والحوكمة الاقتصادية، في مواجهة السياسات والإملاءات الأميركية المهيمنة، وفقا لمنصة “مودرن دبلوماسي”.

ذوبان الجليد بين الهند والصين

شهدت القمة عقد لقاء بين رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس الصيني شي جين بينغ، وهي قمتهما الأولى على الأراضي الصينية منذ 7 سنوات، إذ تقاسما رؤية كونهما شريكين وليسا متنافسين.

وتعهد زعيما أكبر دولتين من حيث عدد السكان في العالم، اللتين تمثلان نحو 2.8 مليار نسمة، بتكثيف التعاون والعمل على حل نزاعهما الحدودي المستمر منذ فترة طويلة.

يأتي التقارب في وقتٍ يواجه فيه البلدان ضغوطا من الرسوم الجمركية الأميركية الباهظة، ونقلت شبكة “سي إن بي سي” (CNBC) الأميركية عن ويندي كاتلر نائبة الرئيس الأولى في معهد سياسات جمعية آسيا قولها “استخدم مودي وشي كل الكلمات الدبلوماسية المتاحة للإشارة إلى التزام جديد مدفوعا جزئيا بالرسوم الجمركية الباهظة التي فرضها ترامب على كليهما”.

وشهدت القمة اجتماع شي ومودي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وهم يمسكون بأيدي بعضهم بعضا ويتشاركون الضحكات الطيبة، في الوقت الذي اتهمت فيه الولايات المتحدة الهند والصين بتأجيج حرب موسكو على أوكرانيا.

 تعقد دول الجنوب آمالا واسعة على أن تلعب “منظمة شنغهاي للتعاون” دورا محوريا في تعزيز الأمن العالمي والحوكمة الاقتصادية، في مواجهة السياسات والإملاءات الأميركية المهيمنة

أبرز نتائج القمة

وفقا لوزارة الخارجية الصينية، فقد خرجت القمة بعدد من النتائج والاتفاقيات بين الدول الأعضاء ومن أهمها:

  • إستراتيجية عشرية: وضع خطة شاملة لتطوير منظمة شنغهاي للتعاون للسنوات العشر القادمة، لترسيخ التعاون والمنفعة المتبادلة وبناء عالم متعدد الأقطاب.
  • النظام التجاري: إعلان موقف داعم للنظام التجاري متعدد الأطراف بقيادة منظمة التجارة العالمية، والدعوة لإلغاء الإجراءات الأحادية التي تنتهك قواعدها.
  • بنك التنمية: اتخاذ قرار سياسي بإنشاء بنك تنمية تابع للمنظمة لتعزيز البنية التحتية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة الأوراسية.
  • منصات التعاون: إطلاق 6 منصات تعاون عملية في مجالات الطاقة والصناعة الخضراء والاقتصاد الرقمي ومراكز للابتكار العلمي والتعليم العالي والتعليم المهني والتقني.
  • خطط التنمية: اعتماد 6 خطط عمل للتنمية العالية الجودة تشمل الطاقة المستدامة والصناعة الخضراء والاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي والابتكار العلمي والتعاون الاقتصادي والتجاري.

أهداف المنظمة

وفقا لموقع المنظمة الرسمي، تتمثل الأهداف الرئيسية لمنظمة شنغهاي للتعاون في تعزيز الثقة المتبادلة وعلاقات حسن الجوار بين الدول الأعضاء، وتطوير التعاون الفعال في مجالات السياسة والتجارة والاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا والثقافة، إضافة إلى التعليم والطاقة والنقل والسياحة وحماية البيئة وغيرها من القطاعات الحيوية.

وتسعى المنظمة إلى بذل جهود مشتركة للحفاظ على السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، والعمل نحو إقامة نظام سياسي واقتصادي دولي جديد يقوم على أسس الديمقراطية والعدالة والعقلانية.

تاريخ المنظمة

أُعلن عن تأسيس منظمة شنغهاي للتعاون يوم 15 يونيو/حزيران 2001 بمدينة شنغهاي الصينية من قِبل كل من كازاخستان والصين وقرغيزستان والاتحاد الروسي وطاجيكستان وأوزبكستان.

قبل ذلك، كانت جميع هذه الدول -باستثناء أوزبكستان- أعضاءً في مجموعة شنغهاي الخماسية، وهي رابطة سياسية أُنشئت استنادا إلى اتفاقيتين بارزتين:

  • اتفاقية بناء الثقة في المجال العسكري على الحدود (شنغهاي، 1996).
  • اتفاقية التخفيض المتبادل للقوات المسلحة في المناطق الحدودية (موسكو، 1997).

ساهمت هاتان الاتفاقيتان في تعزيز الثقة المتبادلة في المجال العسكري وترسيخ شراكات حقيقية بين دول المنطقة، ومع انضمام أوزبكستان عام 2001، أعيدت تسمية المجموعة إلى “منظمة شنغهاي للتعاون”، وفقا للمصدر السابق.

ركزت المنظمة في بداياتها على مواجهة التحديات الأمنية المشتركة في آسيا الوسطى، وعلى رأسها الإرهاب ومكافحة الحركات الانفصالية والتطرف.

 

وفي يونيو/حزيران 2002 وُقع ميثاق منظمة شنغهاي للتعاون خلال قمة سانت بطرسبرغ لرؤساء الدول، ودخل حيز النفاذ يوم 19 سبتمبر/أيلول 2003، ليصبح الوثيقة التأسيسية التي تحدد أهداف المنظمة ومبادئها وهياكلها ومجالات نشاطها.

وتوسعت مهام المنظمة لاحقا، ففي عام 2006 أعلنت خططا لمكافحة الاتجار الدولي بالمخدرات باعتباره مصدرا لتمويل الإرهاب، وفي 2008 شاركت بفعالية في جهود تطبيع الوضع في أفغانستان.

وعززت المنظمة تعاونها الاقتصادي، إذ وقع رؤساء الدول الأعضاء في سبتمبر/أيلول 2003 برنامج التعاون التجاري والاقتصادي متعدد الأطراف لمدة 20 عاما، بهدف إنشاء منطقة تجارة حرة بين الدول الأعضاء، مع العمل على تهيئة بيئة استثمارية وتجارية أكثر ملاءمة على المدى القريب.

شهدت المنظمة توسعا مهما في عضويتها، ففي عام 2017 -خلال قمة أستانا- حصلت الهند وباكستان على العضوية الكاملة، وعام 2023 -خلال قمة نيودلهي- انضمت إيران بوصفها عضوا كاملا.

الدول الأعضاء

وفقا للموقع الرسمي للمنظمة، تنقسم العضوية في المنظمة إلى 3 أنواع:

  • العضوية الكاملة: حاليا تضم منظمة شنغهاي للتعاون 9 دول أعضاء بصفة كاملة وهي: الصين، وروسيا، والهند، وإيران، وكازاخستان، وقرغيزستان، وباكستان، وطاجيكستان، وأوزبكستان.
  • صفة مراقب: تتمتع 3 دول بهذه الصفة وهي: أفغانستان وبيلاروسيا ومنغوليا.
  • صفة شريك في الحوار: حصلت 14 دولة على صفة شريك في الحوار وهي: أذربيجان، وأرمينيا، والبحرين، وكمبوديا، ومصر، والكويت، وجزر المالديف، وميانمار، ونيبال، وقطر، والسعودية، وسريلانكا، وتركيا، والإمارات.

 

الأهمية الاقتصادية

  • تُعد منظمة شنغهاي للتعاون اليوم أكبر منظمة إقليمية من حيث المساحة الجغرافية وعدد السكان، وتتمتع بسوق واسعة وموارد متنوعة وإمكانات نمو واعدة.
  • تمثل أراضي الدول الأعضاء في “منظمة شنغهاي للتعاون” مجتمعة حوالي 27% من مساحة اليابسة في العالم، وأكثر من 60% من مساحة أوراسيا.
  • يتجاوز مجموع سكان دول المنظمة 42.8% من سكان العالم، أي 3.4 مليارات نسمة من أصل 8 مليارات نسمة في العالم، وفقا لمنصة “ذا دبلوماتيك إنسايت”.
  • تُنتج دول المنظمة 23.6% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و33.8% منه بناءً على تعادل القوة الشرائية.
  • تحتل الصين والهند -على وجه الخصوص- المرتبتين الثانية والسابعة عالميا من حيث الناتج المحلي الإجمالي الاسمي (18.75 تريليون دولار و3.91 تريليونات دولار على التوالي)، والأولى والثالثة من حيث الناتج المحلي الإجمالي المُعادل للقوة الشرائية (38.15 تريليون دولار و16.19 تريليون دولار على التوالي).
  • تُحقق دول منظمة شنغهاي للتعاون معدلات نمو اقتصادي مرتفعة بمتوسط 5.4% في عام 2024، مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ 3.3%.
  • في الوقت نفسه، تضم المنظمة اقتصادات متباينة الأحجام، ذات مزايا تنافسية متفاوتة في السلع ومستويات انفتاح سوقي متفاوتة، ويُظهر التبادل التجاري اختلالا لصالح أكبر الاقتصادات، وفي مقدمتها الصين وروسيا والهند.

ارتفعت التجارة البينية بين دول منظمة شنغهاي بحلول العام 2024 إلى 725 مليار دولار، ويُعزى ذلك إلى إعادة توجيه روسيا تجارتها بعيدا عن الغرب نحو الشرق

حجم التجارة بين دول المنظمة

وفقا لمنصة “ذا دبلوماتيك إنسايت”، شهد حجم التجارة البينية داخل “منظمة شنغهاي للتعاون” نموا ملحوظا في السنوات الأخيرة:

  • على سبيل المثال، بلغ إجمالي الصادرات البينية داخل المنظمة 463 مليار دولار في عام 2021، أي ما يعادل 10.4% من إجمالي صادرات المنظمة، وارتفع بحلول عام 2024 إلى 725 مليار دولار، أي ما يعادل 15.3%، ويُعزى النمو الأخير في التجارة البينية داخل المنظمة بشكل كبير إلى إعادة توجيه روسيا تجارتها بعيدا عن الغرب نحو الشرق، وخاصة الصين والهند.
  • منذ عام 2021، نمت صادرات روسيا إلى الصين بمقدار 1.7 مرة من 78 مليار دولار إلى 129 مليار دولار، في حين زادت صادرات الصين إلى روسيا بمقدار 1.7 مرة من 68 مليار دولار إلى 116 مليار دولار.
  • كما نمت صادرات روسيا إلى الهند بمقدار 7.4 مرات، من 8.7 مليارات دولار إلى 64.2 مليار دولار، في حين ارتفعت صادرات الهند إلى روسيا من 3.3 مليارات دولار إلى 4.9 مليارات دولار.
  • ونتيجة لذلك، ارتفعت حصة دول “منظمة شنغهاي للتعاون” من إجمالي صادرات روسيا من 20.7% في عام 2021 إلى 59.6% في عام 2024، كما ارتفعت حصة الصين من الصادرات إلى دول المنظمة من 6.8%  في عام 2021 إلى 9.4% في عام 2024.
  • تُسجل دول أعضاء أخرى في “منظمة شنغهاي للتعاون” حصة عالية من صادراتها داخل المنظمة: بيلاروسيا (58.1%) وطاجيكستان (52.3%) وقرغيزستان (50.1%) وكازاخستان (37.1%) وأوزبكستان (33.4%) وإيران (33%).
  • في المقابل، تُعد الهند وباكستان أقل اعتمادا على أسواق المنظمة، حيث تُوجه 5.3% و8.8% من صادراتهما إلى دول المنظمة على التوالي.

وفي إجمالي التجارة البينية بين دول منظمة شنغهاي للتعاون، تبلغ حصة الصين 336.1 مليار دولار (46.2%) وروسيا 258.7 مليار دولار (35.7%) وإيران 34.5 مليار دولار (4.8%) وكازاخستان 30.3 مليار دولار (4.2%) وبيلاروسيا 28.6 مليار دولار (3.9%) والهند 23.4 مليار دولار (3.2%) وأوزبكستان 9 مليارات دولار (1.2%) وباكستان 2.8 مليار دولار (0.4%) وقرغيزستان 1.9 مليار دولار (0.3%) وطاجيكستان مليار دولار (0.1%).

آفاق المستقبل

نقلت وكالة أسوشيتد برس عن ديريك غروسمان أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جنوب كاليفورنيا قوله إنه “حتى لو كان نطاق وتأثير قمة منظمة شنغهاي للتعاون محدودا في نهاية المطاف فإن ثمة أمرا واحدا واضحا: الصين في حالة صعود دبلوماسي والولايات المتحدة تدمر نفسها”.

ربما يلخص هذا القول واقع الحال أكثر من أي شيء آخر، فأحد الأهداف الرئيسية لمنظمة شنغهاي للتعاون هو محاربة الهيمنة الأميركية على الاقتصاد والأمن العالمي.

وتجتذب المنظمة كل يوم أعضاء جددا لها من دول تعاني من الهيمنة الإمبريالية الغربية على مقدراتها، فمنظمة شنغهاي للتعاون تمثل نموذجا لعلاقات دولية جديدة تسعى للدفاع عن “التعددية القطبية المتوازنة والعولمة الاقتصادية الشاملة وتعزيز نظام حوكمة عالمي أكثر عدلا وإنصافا”، وفقا لتعبير الرئيس الصيني.

ولتحقيق هذه الأهداف تسعى المنظمة إلى:

  • بناء نظام مالي مستقل جديد

تبنت القمة تأسيس بنك تنمية لمنظمة شنغهاي، وستقدم بكين مساعدات مجانية بقيمة ملياري يوان (280 مليون دولار) للدول الأعضاء هذا العام، بالإضافة إلى 10 مليارات يوان أخرى من القروض لاتحاد بنوك “منظمة شنغهاي للتعاون”، وفقا لوكالة رويترز.

ويشجع قادة المنظمة تسوية التجارة بين دولهم باستخدام اليوان الصيني والعملات المحلية، وإمكانيات لتوسيع مفهوم “إلكترو-يوان” (electro-yuan) في تجارة الطاقة (الكهرباء والطاقات المتجددة)، مما يمكن أن يحد من هيمنة الدولار الأميركي في التجارة العالمية، وفقا لتقرير آخر لوكالة رويترز.

  • تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والابتكار

أعلنت الصين عن إطلاق منصات للتعاون في الاقتصاد الرقمي والطاقة المتجددة والصناعة الخضراء والذكاء الاصطناعي والابتكار العلمي بين الدول الأعضاء، مرتكزة على خبرتها لتسريع التنمية الإقليمية المشتركة، وفقا للمصدرين السابقين.

  • دور متزايد على الساحة العالمية

تطمح المنظمة إلى لعب دور حيوي في رسم نظام عالمي متعدد الأقطاب دفاعا عن التعددية، وتقديم نموذج بديل للهيمنة الغربية ضمن إطار “منظمة التجارة العالمية” والنظام العالمي القائم على الأمم المتحدة.

وقال الرئيس الصيني في القمة الأخيرة إنه يفتح الطريق أمام الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون لاستخدام “نظام بيدو” الصيني للأقمار الاصطناعية، وهو بديل لنظام تحديد المواقع العالمي “جي بي إس” (GPS) الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة، وفقا لوكالة أسوشيتد برس.

وأعرب بوتين عن دعمه لمبادرات شي قائلا إنه يعتقد أن “منظمة شنغهاي للتعاون يمكن أن تتولى الدور القيادي في الجهود الرامية إلى تشكيل نظام أكثر عدالة ومساواة للحكم في العالم”.

  • الشراكة في الذكاء الاصطناعي

تسعى المنظمة بقيادة الصين إلى كسر الهيمنة الأميركية على الذكاء الاصطناعي ومعطيات الثورة الرقمية، وفي هذا السياق أكد إعلان تيانجين الصادر عن مجلس “منظمة شنغهاي للتعاون” على الالتزامات بتعزيز التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي، مشددا على الحقوق المتساوية لجميع البلدان في تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي، وفقا لشبكة “سي إن بي سي” (CNBC).

وختاما، تمثل منظمة شنغهاي للتعاون اليوم أكثر من مجرد إطار إقليمي للتنسيق الأمني، فهي تتجه بخطى متسارعة نحو لعب دور اقتصادي وسياسي عالمي مؤثر، مدفوعة بطموحات أعضائها في بناء نظام دولي أكثر توازنا وعدالة.

ورغم التحديات الداخلية والتعقيدات الجيوسياسية، فإن آفاقها المستقبلية تعكس فرصا واعدة لتشكيل قوة جماعية قادرة على تعزيز الاستقرار والتنمية في العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى