من رحلة ترفيهية إلى مأساة.. غرق طالبات الضيافة الجوية بالإسكندرية

شهد شاطئ أبو تلات في منطقة العجمي بمحافظة الإسكندرية في مصر حادثة غرق جماعي مروعة أودت بحياة 6 طالبات وأصابت 24 أخريات، خلال رحلة نظمتها إحدى الأكاديميات المتخصصة في تدريب الضيافة الجوية، إذ تحولت الرحلة، التي كانت تهدف إلى تعزيز الترابط بين الطالبات، إلى كارثة هزت المجتمع المصري.
ودفعت الحادثة السلطات المصرية إلى تكثيف جهود الإنقاذ وفتح تحقيق عاجل للوقوف على أسباب الحادثة، إذ تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال جثامين الطالبات الست المتوفيات، وما زالت التحقيقات جارية لتحديد ملابسات الحادثة ومدى التزام الأكاديمية بإجراءات السلامة.
ووفقاً لبيانات وزارة الصحة والسكان المصرية، وقعت الحادثة في وقت مبكر من صباح السبت عندما نزلت مجموعة من الطالبات إلى شاطئ أبو تلات، على الرغم من رفع الرايات الحمراء التي تحذر من السباحة بسبب ارتفاع الأمواج واضطراب البحر، كما أعلنت الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية مسبقاً.
وتلقت هيئة الإسعاف المصرية بلاغاً عاجلاً، فتم الدفع بـ16 سيارة إسعاف مجهزة إلى الموقع، إذ تم إسعاف 3 مصابات ميدانياً، ونقل 13 إلى مستشفى العجمي التخصصي، و8 إلى مستشفى العامرية العام لتلقي العلاج وفق بروتوكولات التعامل مع حالات الغرق.
وأكد نائب رئيس الوزراء وزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبدالغفار أن الوزارة تتابع عن كثب حالة المصابات، موجهاً بتوفير كافة سبل الرعاية الطبية والدعم النفسي للضحايا وأسرهم. في الوقت نفسه، تتابع وزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة مايا مرسي تداعيات الحادثة، موجهة فرق الإغاثة بالهلال الأحمر المصري ومديرية التضامن الاجتماعي بالإسكندرية لتقديم التدخلات الإغاثية اللازمة.
وتُعد شواطئ العجمي، خصوصاً شاطئ أبو تلات، وجهة سياحية شعبية في الإسكندرية، لكنها تشهد حوادث غرق متكررة بسبب التيارات البحرية القوية وارتفاع الأمواج، خصوصاً في موسم الصيف، وفي يوليو 2021، رفعت الإسكندرية الرايات الحمراء على شواطئ العجمي بعد غرق 6 أشخاص، بينهم 3 من عائلة واحدة، مما يعكس المخاطر المستمرة في هذه المنطقة.
وأعربت وزارة الصحة عن حزنها العميق لفقدان 6 أرواح، مقدمة التعازي لأسر الضحايا، مؤكدة التزامها بدعم المصابات، كما وجهت وزيرة التضامن الاجتماعي بتقديم مساعدات فورية للأسر المتضررة، مع التنسيق مع الهلال الأحمر المصري لتوفير الدعم النفسي والمادي، ودعت السلطات المحلية إلى فتح تحقيق عاجل للوقوف على أسباب الحادثة، مع التركيز على مدى التزام الأكاديمية بقوانين السلامة وما إذا كانت قد تجاهلت تحذيرات السباحة.
وأثارت الحادثة موجة من الحزن والغضب في الأوساط المصرية، مع مطالبات بتشديد الرقابة على الرحلات الطلابية وتحسين إجراءات السلامة على الشواطئ، كما دعا نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي إلى ضرورة توعية الشباب بمخاطر السباحة في المناطق غير الآمنة، خصوصاً في ظل الظروف الجوية غير المستقرة.
أخبار ذات صلة