من قاعة المحاضرات إلى مكب النفايات.. معيد جامعي تطيح به الحرب إلى قاع المعاناة في غزة

رصدت الجزيرة مباشر حالة مأساوية لعائلة فلسطينية نازحة في مدينة غزة، اضطرت للعيش بجوار مكب نفايات بعد فشل محاولاتها المتكررة لإيجاد مأوى آمن. تعاني هذه العائلة، كغيرها من آلاف الفلسطينيين، من تدهور الأوضاع الإنسانية الحادة في القطاع، وتفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة، مما يسلط الضوء على الأزمة الإنسانية المتفاقمة وضرورة إيجاد حلول عاجلة لـالنازحين الفلسطينيين.
تقيم عائلة حمادة أبو ليلة داخل خيمة متداعية وسط أكوام القمامة، في ظروف لا توفر أي حماية من الأمراض أو الأخطار البيئية. وقد نزحت العائلة عدة مرات بين شمال وجنوب قطاع غزة، ولم تجد ملاذاً آمناً في المخيمات أو المدارس أو مراكز الإيواء المكتظة بالنازحين.
النازحون الفلسطينيون: معاناة تتفاقم في ظل الظروف القاسية
أفاد حمادة أبو ليلة، رب الأسرة، بأن اللجوء إلى هذا المكان اليائس جاء بعد سلسلة طويلة من النزوح القسري. وأضاف أنه لم يجد أي مكان آخر يلجأ إليه بعد أن أغلقت الأبواب أمامهم في جميع مراكز الإيواء الرسمية. وتشير التقارير إلى أن عدد النازحين في قطاع غزة قد تجاوز 1.9 مليون شخص، مما يزيد الضغط على الموارد المحدودة ويؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية.
تعتبر هذه الحالة مثالاً صارخاً على الأزمة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في غزة، حيث يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء والماء والدواء والمأوى. وتشير منظمات الإغاثة الدولية إلى أن الوضع يزداد سوءاً مع استمرار القتال وتدهور البنية التحتية.
من الحياة الأكاديمية إلى العيش في مكب النفايات
أشار أبو ليلة إلى المفارقة القاسية في مسار حياته، موضحاً أنه حاصل على ثلاث شهادات جامعية وكان يعمل معيداً في الجامعة قبل الحرب. وأضاف: “كنت أقف في قاعات المحاضرات أدرس الطلاب، واليوم أعيش وسط مكب نفايات بين الأوبئة والأمراض”. يعكس هذا التحول المأساوي تداعيات الحرب على جميع جوانب الحياة في غزة، بما في ذلك التعليم والوظائف.
الأخطار الصحية والبيئية تهدد حياة العائلة
مع حلول الليل، تتضاعف معاناة العائلة، حيث تتحول ساعات الراحة إلى ساعات رعب. ويصف أبو ليلة ما يعيشه ليلاً قائلاً: “الليل بالنسبة للناس راحة، أما أنا فأكره أن يأتي الليل، أستيقظ من النوم فأجد بجانبي فئراناً أو حشرات”. كما أشار إلى أن مياه الأمطار الملوثة تغمر الخيمة في فصل الشتاء، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض.
وتشكل الأخطار الصحية والبيئية تهديداً خطيراً على صحة الأطفال بشكل خاص. أفاد أبو ليلة أنه اضطر لنقل ابنته إلى المستشفى بسبب التهابات جلدية ناتجة عن التلوث. وتؤكد منظمة الصحة العالمية على أن الظروف المعيشية غير الصحية تزيد من انتشار الأمراض المعدية وتضعف جهاز المناعة لدى الأطفال.
رسالة إلى العالم
وجه حمادة أبو ليلة رسالة إلى العالم، داعياً إلى وقف الحرب وتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة للنازحين في غزة. وقال: “أوقفوا الحرب، فالحرب لم تنته بعد، ونحن ما زلنا نعاني”. وتدعو العديد من المنظمات الدولية إلى تحقيق وقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون قيود.
من المتوقع أن تستمر الأزمة الإنسانية في غزة في التفاقم ما لم يتم التوصل إلى حل سياسي شامل. وتشير التقديرات إلى أن هناك حاجة ماسة إلى توفير المساعدات الغذائية والطبية والمأوى للنازحين، بالإضافة إلى إعادة بناء البنية التحتية المتضررة. وستظل الأوضاع الإنسانية في غزة محل اهتمام دولي كبير في الأشهر القادمة، ويتوقع أن تصدر المزيد من التقارير والتحذيرات حول الوضع المتدهور.





