اختتم مهرجان الكويت الدولي للمونودراما دورته الثامنة يوم الخميس الماضي، مسلطًا الضوء على الإبداعات المسرحية المنفردة من مختلف أنحاء العالم العربي وخارجه. وقد حظيت المسرحية التونسية “ماسح الأحذية” للمخرج حافظ خليفة، والتي تمثل دولة قطر، بتقدير خاص من المهرجان. هذا الحدث الثقافي المهم يعزز مكانة المونودراما كشكل فني متميز، ويساهم في تبادل الخبرات بين الفنانين.
أبرز فعاليات مهرجان الكويت الدولي للمونودراما وتكريم المبدعين
استمر المهرجان لمدة أربعة أيام، وشهد عروضًا متنوعة قدمها فنانون من دول عربية وأجنبية. تركزت الأعمال المقدمة على قضايا اجتماعية وإنسانية مختلفة، مما أثرى الحوار الثقافي. المسرحية “ماسح الأحذية” التي نالت التقدير الخاص، قدمت قصة مؤثرة لأستاذ جامعي يواجه صعوبات الحياة ويضطر للعمل في مهنة متواضعة، ليتأمل في معنى الوجود والظروف المحيطة به.
تألفت لجنة التحكيم من نخبة من خبراء المسرح، برئاسة المخرج السعودي فهد ردة الحارثي، وعضوية المخرج البحريني خالد فارس الرويعي، والممثلة والإعلامية الكويتية أبرار علي المفيدي. وقد قامت اللجنة بتقييم العروض بناءً على معايير فنية وأدائية صارمة، مع الأخذ في الاعتبار أصالة النصوص والإخراج والتمثيل.
الجوائز والتكريمات
تم الإعلان عن الفائزين في مختلف فئات الجوائز במהלך حفل الاختتام. حصدت كاترين هاشم جائزة أفضل ممثلة عن دورها في مسرحية “قمر أحمر” (العراق)، وتقاسمت الجائزة مع تهاني سليم عن مسرحية “أصوات عميقة” (فلسطين). المسرح شهد تكريمًا للمواهب النسائية البارزة.
في فئة أفضل ممثل، فاز سيفمو موتسوري عن مسرحية “بي بتر دوج” (جنوب أفريقيا). كما فاز رافاييل بونيتو بجائزة أفضل سينوغرافيا عن مسرحية “ميديا ترينو” (إسبانيا). أيضًا، حصل خالد الجابر على جائزة أفضل نص عن “ماسح الأحذية”، بينما نال رافاييل بونيتو جائزة أفضل مخرج عن “ميديا ترينو”.
توصيات لجنة التحكيم وتطوير فن المونودراما
قدمت لجنة التحكيم مجموعة من التوصيات التي تهدف إلى تطوير فن المونودراما في الكويت وخارجها. وأوصت بزيادة مدة المهرجان لإتاحة فرصة أوسع للتنظيم والتجهيز الفني للعروض، بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل متخصصة في تقنيات الأداء المنفرد والإخراج. يهدف ذلك إلى رفع مستوى المهارات الفنية لدى الفنانين.
واقترحت اللجنة تطوير البنية التحتية للمسارح، من خلال تحسين الإضاءة والصوت والتصميم، وتجهيزها خصيصًا لتقديم عروض المونودراما. وأكدت على أهمية توثيق العروض في أرشيف خاص، للحفاظ على التراث المسرحي ونقله إلى الأجيال القادمة. المهرجان يطمح إلى أن يصبح مرجعًا إقليميًا لهذا النوع الفني.
أثر المهرجان على المشهد الثقافي
يعتبر مهرجان الكويت الدولي للمونودراما منصة هامة لتبادل الأفكار والخبرات بين الفنانين المسرحيين. يساهم المهرجان في إثراء المشهد الثقافي الكويتي وتعزيز الحوار بين الثقافات المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، يشجع المهرجان على الابتكار والإبداع في مجال المسرح، ويساهم في دعم المواهب الشابة.
تشير المؤشرات إلى أن المهرجان اكتسب شعبية متزايدة في دوراته الأخيرة، مما يعكس الاهتمام المتزايد بفن المونودراما. ويتوقع أن يستمر المهرجان في النمو والتطور في السنوات القادمة، ليصبح حدثًا ثقافيًا بارزًا على مستوى المنطقة.
من المتوقع أن تعلن اللجنة المنظمة للمهرجان عن تفاصيل الدورة القادمة في الأشهر المقبلة. من بين الأمور التي ستخضع للمراجعة، مدة المهرجان والتوصيات الخاصة بتطوير البنية التحتية للمسارح. تجدر الإشارة إلى أن نجاح المهرجان يعتمد على الدعم المستمر من الجهات الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى المشاركة الفعالة من الفنانين والجمهور.
