السفير البحريني: العلاقات البحرينية – الكويتية نموذج راسخ للأخوة والتعاون الخليجي

أكد دبلوماسيون ومحللون أن تولي مملكة البحرين رئاسة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وفوزها بعضوية مجلس الأمن الدولي يعكسان الثقة المتزايدة في دورها الدبلوماسي وجهودها في دعم الاستقرار الإقليمي. وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه المنطقة تحديات جيوسياسية متزايدة، مما يجعل الدور البحريني أكثر أهمية في تعزيز التعاون الخليجي المشترك وإيجاد حلول للأزمات القائمة. هذا النجاح يعزز مكانة البحرين كلاعب رئيسي في الساحة الدولية.
رئاسة البحرين لمجلس التعاون: تعزيز العمل الخليجي المشترك
يمثل تولي البحرين رئاسة الدورة الحالية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية خطوة مهمة نحو تعزيز التكامل والتعاون بين الدول الأعضاء. وتشير التقارير إلى أن البحرين تهدف خلال رئاستها إلى إعطاء دفعة جديدة لمسيرة العمل الخليجي المشترك، خاصة في المجالات الاقتصادية والأمنية والاجتماعية.
صرح السفير صلاح المالكي، سفير مملكة البحرين لدى الكويت، بأن العلاقات بين البحرين والكويت تمثل نموذجًا للتعاون الخليجي، مبنية على الاحترام المتبادل والتنسيق الوثيق. وأضاف أن هذه العلاقات تحظى بدعم مباشر من القيادتين في البلدين، الملك حمد بن عيسى آل خليفة والأمير مشعل الأحمد الجابر المبارك الصباح.
أولويات الرئاسة البحرينية
تتضمن أولويات الرئاسة البحرينية لمجلس التعاون، وفقًا لتصريحات رسمية، تسريع وتيرة تحقيق المواطنة الاقتصادية الكاملة بين الدول الأعضاء. ويشمل ذلك تيسير حركة التجارة والاستثمار، وتوحيد الإجراءات الجمركية، وإزالة الحواجز غير التجارية. بالإضافة إلى ذلك، تركز البحرين على تعزيز الأمن الإقليمي ومواجهة التحديات المشتركة، مثل الإرهاب والتطرف، من خلال تفعيل آليات التعاون الأمني المشترك.
وتولي البحرين اهتمامًا خاصًا بتعزيز دور مجلس التعاون في حل النزاعات الإقليمية بالطرق السلمية، من خلال الحوار والتفاوض. وتدعو إلى إيجاد حلول عادلة وشاملة للقضايا العالقة، بما يحقق الاستقرار والازدهار للجميع.
فوز البحرين بعضوية مجلس الأمن: اعتراف دولي بدورها الدبلوماسي
يعتبر فوز مملكة البحرين بعضوية غير دائمة في مجلس الأمن الدولي للفترة 2026-2027 اعترافًا دوليًا بجهودها الدبلوماسية ومساهماتها في حفظ السلام والأمن الدوليين. وقد حصلت البحرين على دعم واسع من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، مما يعكس ثقتها في قدرة البحرين على لعب دور بناء وفعال في مجلس الأمن. هذا الفوز يعزز من مكانة البحرين كصوت معتدل ومسؤول في المجتمع الدولي.
أكد السفير المالكي أن هذا الفوز يعكس ثقة المجتمع الدولي في النهج الدبلوماسي البحريني المعتدل والمسؤول. وتعتزم البحرين، خلال عضويتها في مجلس الأمن، العمل على تعزيز الحوار والتفاهم بين الدول، وإيجاد حلول سلمية للنزاعات، ودعم جهود التنمية المستدامة.
وتشير التحليلات إلى أن البحرين ستسعى، من خلال عضويتها في مجلس الأمن، إلى التركيز على قضايا الأمن البحري، ومكافحة الإرهاب، وحماية حقوق الإنسان. كما ستعمل على تعزيز التعاون بين مجلس الأمن والمنظمات الإقليمية، مثل مجلس التعاون لدول الخليج العربية، لمواجهة التحديات المشتركة.
بالإضافة إلى ذلك، جددت البحرين دعمها الثابت للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. كما رحبت بالجهود الدولية الرامية إلى تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.
وفي الختام، من المتوقع أن تستمر البحرين في لعب دور محوري في المنطقة، من خلال رئاستها لمجلس التعاون وعضويتها في مجلس الأمن. وستركز على تعزيز التعاون الخليجي المشترك، وإيجاد حلول للأزمات الإقليمية، ودعم جهود السلام والأمن الدوليين. يبقى التحدي الأكبر هو تحقيق التوازن بين المصالح الوطنية والإقليمية، والتغلب على العقبات التي تعترض طريق تحقيق الاستقرار والازدهار في المنطقة.



