ميزة جديدة على “إكس” خلال الساعات القليلة القادمة تربك الذباب الإلكتروني

أعلنت منصة “إكس” (تويتر سابقًا) عن خطط لإضافة ميزة جديدة تهدف إلى زيادة الشفافية حول مستخدميها، وذلك في محاولة لمكافحة انتشار الحسابات الآلية (البوتات) المزيفة وتحديد هوية الجهات الفاعلة بشكل أفضل. تأتي هذه الخطوة بعد تزايد المخاوف بشأن تأثير هذه الحسابات الوهمية على النقاش العام والأمن القومي، خاصة في سياق الانتخابات والمواضيع السياسية الحساسة.
بدأت الفكرة في التداول العام بعد تغريدة نشرتها الصحفية كيتي بافليش موجهة إلى إيلون ماسك، تطالبه بإلزام جميع الحسابات بعرض الدولة التي ينتمي إليها أو يقطن فيها المستخدم، وذلك بهدف كشف الحسابات الأجنبية التي قد تساهم في نشر الانقسام والتضليل. ورد نيكيتا بير، رئيس قسم المنتجات في “إكس”، بشكل إيجابي على هذا الطلب، معيدًا وعودًا بتطوير هذه الميزة.
تطوير ميزة “حول الملف الشخصي” لمكافحة الحسابات الوهمية
من المتوقع أن تظهر الميزة الجديدة تحت اسم “حول الملف الشخصي” (About Profile) في الأيام القليلة القادمة. تهدف هذه الميزة إلى تجميع وعرض معلومات مفصلة حول الحساب، بما في ذلك تاريخ إنشائه، وموقعه الجغرافي، وعدد مرات تغيير اسم المستخدم، وكيفية تفاعله مع المنصة، وفقًا لتصريحات نيكيتا بير. تعتبر هذه المعلومات بمثابة مؤشرات يمكن للمستخدمين استخدامها لتقييم مصداقية الحساب.
كيف ستعمل الميزة الجديدة؟
يرى بير أن عرض هذه المعلومات سيساعد المستخدمين على التمييز بين الحسابات الحقيقية والحسابات الآلية أو المسيئة. على سبيل المثال، قد يثير الشك حساب يظهر موقعه في بلد ما، بينما تشير معلومات حسابه إلى استخدامه من دولة مختلفة. تشير أيضًا التقارير إلى أن الميزة قد تكشف ما إذا كان الحساب يستخدم شبكات افتراضية خاصة (VPN) لإخفاء موقعه الحقيقي.
بالإضافة إلى ذلك، قد تكتشف الميزة ما إذا تم تحميل تطبيق “إكس” من متجر تطبيقات في بلد مختلف عن الذي يدعي الحساب أنه ينتمي إليه. على الرغم من أن هذا لا ينفي إمكانية الانتقال بين البلدان، إلا أنه يمكن أن يكون مؤشرًا إضافيًا على وجود نشاط مشبوه. ومع ذلك، لا يزال استخدام هذه المؤشرات بشكل فردي غير كافٍ لإثبات وجود حساب وهمي.
مخاوف تتعلق بالخصوصية والاستجابة لها
أعرب البعض عن قلقهم بشأن تأثير هذه الميزة على خصوصية المستخدمين، خاصة في البلدان التي قد تكون فيها حرية التعبير مقيدة. رد بير على هذه المخاوف مشيرًا إلى أن “إكس” قد تستبدل المنطقة الجغرافية بدلاً من الدولة في الحالات التي قد يكون فيها الكشف عن موقع المستخدم محفوفًا بالمخاطر. هذا الحل يهدف إلى توفير بعض المستوى من الشفافية مع حماية المستخدمين في الوقت نفسه.
يخطط فريق “إكس” لإطلاق ميزة “حول الملف الشخصي” في مرحلة تجريبية أولاً، حيث سيتم اختبارها على حسابات الموظفين لجمع الملاحظات وتحسين الأداء. بعد ذلك، سيتم طرحها على نطاق واسع للمستخدمين، مع إمكانية تعطيل عرض هذه المعلومات، ولكن مع الإشارة إلى أن تعطيلها قد يظهر بشكل واضح في الملف الشخصي. هذا الإجراء يهدف إلى تشجيع المستخدمين على المشاركة في تعزيز الشفافية.
هذا التطور يأتي في أعقاب حملة سابقة ضد الحسابات الآلية على “إكس”، أسفرت عن إزالة أكثر من 1.7 مليون حساب. وبينما تهدف هذه الإجراءات إلى تحسين جودة النقاش على المنصة، يرى الخبراء أن المحتالين والمرسليين العشوائيين سيجدون دائمًا طرقًا جديدة للتحايل على هذه الإجراءات. يتطلب مكافحة التزييف والتضليل جهدًا مستمرًا وتطورًا في التقنيات المستخدمة.
مع ذلك، من المرجح أن تكون خطوة “إكس” في هذا الاتجاه بمثابة تطور إيجابي نحو بناء الثقة الرقمية، وتشجيع التفاعلات الهادفة على المنصة. من المنتظر أن ترى المنصة ردود فعل المستخدمين على الميزة الجديدة، وكيف ستؤثر على سلوكهم وتفاعلهم مع المحتوى. ستكون الفترة القادمة حاسمة لتقييم فعالية هذه الميزة وتحديد ما إذا كانت ستؤدي إلى النتائج المرجوة في مكافحة الحسابات الوهمية والمعلومات المضللة.





