توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، قطاع غزة بمزيد من الهجمات المؤلمة، في وقت أخرج الدفاع المدني الفلسطيني 50 جثة من مقبرة جماعية في خان يونس جنوب القطاع.
وتحدث نتانياهو في خطاب بتقنية الفيديو أمس، قبل عطلة عيد الفصح اليهودي التي تبدأ اليوم، عن «مزيد من الضربات المؤلمة» ضد حركة حماس، قائلاً «هذا سيحدث قريباً».
وأوضح نتانياهو أنه في المفاوضات الخاصة بالتوصل لوقف لإطلاق النار مقابل إطلاق سراح مزيد من الأسرى من الجانبين، شددت «حماس» موقفها مؤخراً. وقال: «بدلاً من الابتعاد عن مواقفها المتطرفة، تقوم حماس الآن بالبناء على الانقسام بيننا، وقد شجعتها الضغوط التي تمارس على الحكومة الإسرائيلية».
وأشار إلى أنه «في الأيام المقبلة، سنزيد الضغط العسكري والدبلوماسي على حماس، لأن هذا هو السبيل الوحيد». وأضاف أن حماس رفضت حتى الآن كافة مقترحات الوساطة.
هجوم بري
ويلوّح نتانياهو منذ مّدة بشنّ هجوم بري على مدينة رفح في أقصى جنوب غزة، حيث لجأ أكثر من 1,5 مليون شخص، مؤكداً ضرورة القيام بذلك للقضاء على آخر معقل رئيسي لحركة حماس في القطاع.
وتجري إسرائيل وحماس مفاوضات غير مباشرة منذ أشهر بشأن التوصل لوقف لإطلاق النار وإطلاق سراح مزيد من الرهائن الذين اختطفوا خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر، ولكنها لم تسفر عن أي تقدم. وتشارك في هذه الوساطة مصر وقطر بدعم أمريكي.
مقبرة جماعية
في الأثناء، أكد الدفاع المدني في قطاع غزة أمس، إخراج ما لا يقل عن 50 جثة لأشخاص دفنوا بعد قتلهم بأيدي القوات الإسرائيلية في مستشفى في خان يونس بجنوب القطاع. وقال الجيش الإسرائيلي إنه يتحقق من هذه التقارير.
وبحسب الدفاع المدني الفلسطيني فقد عثر على الجثث «منزوعة الملابس» و«قد تحلل» معظمها في باحة مجمع ناصر الطبي.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل «فوجئنا بأن هناك مقابر جماعية داخل مجمع ناصر الطبي أقامها الاحتلال الإسرائيلي… فوجئنا بوجود 50 شهيداً في إحدى الحفر».
وأشار إلى وجود علامات على أن الجثث «تعرضت لأنواع من التعذيب والتنكيل وبعد ذلك تم دفنها». وأكد أن عمليات انتشال الجثامين مستمرة و«يمكن أن يرتفع عددها».
ورصد مصور فرانس برس عناصر في الدفاع المدني وهم يستخرجون الجثث من باحة المستشفى فيما لفت جثث عدة بأكفان. وتحدث عاملون في منظمة الصحة العالمية تمكنوا من الوصول إلى المستشفى المدمر عن مشاهد مروعة لجثث مدفونة جزئياً وأطراف بارزة ورائحة تحلل كريهة.
500 مفقود
وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن طواقم الإنقاذ والإسعاف كانت انتشلت أكثر من 150 جثة من مقبرة جماعية حتى الآن. وأشارت إلى وجود نحو 500 مفقود بخان يونس، ونحو 2000 فلسطيني مختف «بعد انسحاب قوات الاحتلال من مناطق عدة في القطاع».
ولفتت إلى أن الجثامين تعود لأشخاص من مختلف الفئات والأعمار «قتلتهم قوات الاحتلال أثناء اقتحامها للمجمع ودفنتهم بشكل جماعي داخله».
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أمس، ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي إلى 34 ألفاً و97 قتيلاً و76 ألفاً و980 مصاباً منذ السابع من أكتوبر الماضي. وتحدثت عن 48 قتيلاً و79 جريحاً خلال الـ24 ساعة الماضية.
