مصدر بغزة يكشف للجزيرة معلومات حول اغتيال مقدم بجهاز الأمن الداخلي

كشفت مصادر أمنية في قطاع غزة عن تفاصيل جديدة في قضية اغتيال المقدم في جهاز الأمن الداخلي، أحمد زمزم، الذي وقع يوم الأحد الماضي. وتشير التحقيقات الأولية إلى تورط شبكة من العملاء لصالح مخابرات الاحتلال الإسرائيلي في التخطيط وتنفيذ الجريمة، مما يثير تساؤلات حول الأمن الداخلي في القطاع وتصاعد التوترات الأمنية.
وأكدت وزارة الداخلية في غزة أنها ألقت القبض على أحد المشتبه بهم الرئيسيين، وأن التحقيقات لا تزال جارية لكشف جميع ملابسات الحادث وتحديد هوية المتورطين الآخرين. يأتي هذا الاغتيال في وقت يشهد فيه قطاع غزة حالة من عدم الاستقرار، مع استمرار التحديات الأمنية والسياسية.
اغتيال زمزم: تفاصيل التحقيق الأولية
وبحسب المصادر، فإن المقدم زمزم كان ضابطًا بارزًا في جهاز الأمن الداخلي، وتولى مهام حساسة تتعلق بملاحقة العملاء والجواسيس، خاصةً خلال فترات التصعيد والعدوان الإسرائيلي. وقد استهدفته هذه العملية تحديدًا بسبب دوره الفعال في كشف الخلايا التابعة للاحتلال.
وأشارت التحقيقات إلى أن مخابرات الاحتلال قامت بتجنيد عدد من العملاء المحليين، وكُلّفتهم بمراقاة تحركات زمزم وتحديد نقاط ضعفه. وقد تم تزويد هؤلاء العملاء بالمعدات اللازمة لتنفيذ عملية الاغتيال، بما في ذلك الأسلحة وكاميرات المراقبة ووسائل الاتصال.
دور العملاء في عملية المراقبة والتخطيط
ووفقًا لما تم تداوله عبر منصات التواصل الاجتماعي، وخصوصًا تلك المرتبطة بأمن المقاومة، فقد اعترف أحد العملاء المقبوض عليه بتفاصيل اللقاءات التي عقدها مع ضباط مخابرات إسرائيليين. وكشف العميل عن تلقيه تعليمات مباشرة بقتل زمزم، وتزويده بالإحداثيات والمعلومات اللازمة لتنفيذ الجريمة.
وأضاف العميل أن العملية شارك فيها ثلاثة أفراد، وأن كل منهم لعب دورًا محددًا في المراقبة والتخطيط والتنفيذ. وقد تم استخدام دراجات نارية لتسهيل التنقل وتجنب الشبهات، بالإضافة إلى كاميرات صغيرة مثبتة على الملابس لتسجيل عملية الاغتيال.
الخلفية الأمنية وتصاعد التوترات
يأتي هذا الاغتيال في سياق أمني معقد يشهد عليه قطاع غزة، حيث تتزايد المخاوف من محاولات إسرائيلية لزعزعة الاستقرار وتقويض جهود المصالحة الفلسطينية. وتشهد المنطقة أيضًا نشاطًا متزايدًا من قبل الجماعات المتطرفة، مما يزيد من التحديات الأمنية التي تواجهها الأجهزة الأمنية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الوضع الاقتصادي والإنساني المتردي في غزة يساهم في تفاقم التوترات الاجتماعية والسياسية، مما يجعل القطاع أكثر عرضة للاختراقات الأمنية. وتشير التقارير إلى أن البطالة والفقر واليأس تدفع بعض الأفراد إلى التعاون مع جهات معادية مقابل الحصول على مكافآت مالية.
وتشير بعض التحليلات إلى أن هذا الاغتيال قد يكون جزءًا من سلسلة عمليات تستهدف قيادات أمنية فلسطينية، بهدف إضعاف قدرة الأجهزة الأمنية على مواجهة التحديات الإسرائيلية. وتعتبر هذه العمليات بمثابة رسالة تحذيرية من قبل إسرائيل، مفادها أنها لن تتسامح مع أي محاولة لتقويض أمنها.
التحقيق لا يزال مستمرًا، وتكثف الأجهزة الأمنية جهودها لضبط المتورطين الآخرين في الجريمة. وتتوقع المصادر أن يتم الإعلان عن تفاصيل إضافية في الأيام القليلة القادمة، بما في ذلك هوية العملاء الآخرين والدوافع الحقيقية وراء عملية الاغتيال. كما من المتوقع أن تتخذ الأجهزة الأمنية إجراءات إضافية لتعزيز الأمن في قطاع غزة ومنع تكرار مثل هذه الحوادث.
من الجدير بالذكر أن قضية التعاون الأمني مع إسرائيل تعتبر من القضايا الحساسة في المجتمع الفلسطيني، حيث يواجه العملاء عقوبات صارمة تصل إلى الإعدام. وتحرص الأجهزة الأمنية على كشف هؤلاء العملاء وتقديمهم للعدالة، وذلك بهدف حماية الأمن القومي وردع أي محاولة لتقويض الاستقرار.



