«نزاهة» تنظم المنتدى الخامس بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفساد غداً

تنظم الهيئة العامة لمكافحة الفساد في الكويت، المعروفة باسم “نزاهة”، منتدى سنويًا في التاسع من ديسمبر من كل عام بالتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة الفساد. يهدف هذا المنتدى إلى تعزيز الجهود الوطنية والدولية في مواجهة الفساد، وتسليط الضوء على أهميته في دعم التنمية والأمن. المنتدى الخامس هذا العام، المقرر عقده غدًا الثلاثاء، سيناقش الاستراتيجيات الحالية والمستقبلية لمكافحة هذه الظاهرة.
وستعقد فعاليات المنتدى في مقر الهيئة بمنطقة الشامية، بدءًا من الساعة العاشرة صباحًا. يأتي هذا الحدث كجزء من سلسلة أنشطة وطنية تهدف إلى الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الفساد، الذي أعلنت عنه الأمم المتحدة. تؤكد “نزاهة” على أن مكافحة الفساد هي مسؤولية جماعية تتطلب تعاونًا وثيقًا بين القطاعات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني.
أهمية الاستراتيجيات الوطنية لمكافحة الفساد
تعتبر الاستراتيجيات الوطنية إطارًا شاملاً لتوجيه الجهود الحكومية والخاصة نحو تحقيق مستويات أعلى من الشفافية والمساءلة. وفقًا لـ “نزاهة”، فإن هذه الاستراتيجيات تعزز كفاءة الأداء المؤسسي وتساهم في بناء مستقبل أكثر نزاهة. تعتمد فعالية هذه الاستراتيجيات على وجود منظومة متكاملة تشمل التشريعات، والحوكمة الرشيدة، والعمل الجماعي، والمشاركة الفعالة من جميع الأطراف المعنية.
الوقاية من الفساد وحماية النزاهة
لا تقتصر مكافحة الفساد على الإجراءات الرقابية اللاحقة، بل تركز بشكل كبير على الوقاية من حدوثه في المقام الأول. تتضمن هذه الإجراءات تطوير أدوات فعالة للوقاية من الفساد، وحماية النزاهة، وتعزيز ثقافة الالتزام الأخلاقي في المؤسسات الحكومية والخاصة. تعتبر إدارة المخاطر المرتبطة بالفساد عنصرًا أساسيًا في هذه المنظومة الوقائية.
إنجازات الاستراتيجية الوطنية 2019-2025
سيستعرض المنتدى أبرز الإنجازات التي تحققت من خلال الاستراتيجية الوطنية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد للفترة 2019-2025. وتشمل هذه الإنجازات تطورات في أدوات الوقاية، وجهود مكافحة الفساد في القطاعين العام والخاص. كما سيتم التركيز على مبادرات مثل تفعيل إدارة مخاطر الفساد، ونشر الوعي بأهمية النزاهة في المجتمع.
من بين الأمثلة التي ستُعرض خلال المنتدى، مشروع رقمنة الخدمات الحكومية من خلال تطبيق “سهل”، والذي يهدف إلى تقليل فرص الفساد من خلال زيادة الشفافية والكفاءة. بالإضافة إلى ذلك، سيتم تسليط الضوء على مشروع “أداء”، الذي يركز على تفعيل مدونات السلوك الوظيفي وتعزيز قيم النزاهة في بيئة العمل. هذه المشاريع تعكس التزام الكويت بتطبيق أفضل الممارسات الدولية في مجال مكافحة الفساد.
تعتبر الشفافية والمساءلة من الركائز الأساسية في جهود مكافحة الفساد، وتسعى الكويت إلى تعزيز هذه القيم في جميع جوانب الحياة العامة. وتشير التقارير إلى أن الاستثمار في التكنولوجيا يمكن أن يلعب دورًا حاسمًا في تحقيق هذه الأهداف، من خلال تسهيل الوصول إلى المعلومات وتقليل الاعتماد على الإجراءات اليدوية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تعزيز دور المجتمع المدني في الرقابة ومكافحة الفساد يعتبر أمرًا بالغ الأهمية. يمكن للمنظمات غير الحكومية أن تلعب دورًا فعالًا في فضح حالات الفساد، وتقديم الدعم للضحايا، والمساهمة في تطوير السياسات والإجراءات اللازمة لمكافحة هذه الظاهرة.
تعتبر نزاهة هي الجهة المسؤولة عن تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، وتعمل بشكل وثيق مع جميع الجهات الحكومية والخاصة المعنية. وتقوم الهيئة بدور حيوي في جمع وتحليل المعلومات المتعلقة بالفساد، وإجراء التحقيقات اللازمة، وتقديم المتهمين إلى العدالة.
تأتي هذه الجهود في سياق التزام الكويت بالاتفاقية الأممية لمكافحة الفساد، والتي تم التصديق عليها في عام 2003. وتتطلب الاتفاقية من الدول الأعضاء اتخاذ تدابير فعالة لمنع الفساد ومكافحته، وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال.
من المتوقع أن يشهد المنتدى مشاركة واسعة من المسؤولين الحكوميين، وممثلي القطاع الخاص، وأعضاء المجتمع المدني، والخبراء في مجال مكافحة الفساد. وسيتم خلال المنتدى تبادل الخبرات والمعلومات، ومناقشة التحديات التي تواجه جهود مكافحة الفساد في الكويت، واقتراح الحلول المناسبة.
في الختام، يمثل المنتدى السنوي لـ “نزاهة” فرصة مهمة لتقييم التقدم المحرز في مجال مكافحة الفساد في الكويت، وتحديد الأولويات المستقبلية. من المقرر أن تعلن الهيئة عن خططها للعام القادم في هذا الصدد، مع التركيز على تعزيز التعاون مع جميع الأطراف المعنية، وتطبيق أفضل الممارسات الدولية. يبقى من المبكر تحديد مدى تأثير هذه الخطط، ولكن من الواضح أن الكويت تولي أهمية كبيرة لمكافحة الفساد، وتسعى إلى بناء مستقبل أكثر نزاهة وشفافية.


