أكثر من 39 شخصًا أصيبوا بتسمم غذائي في إسطنبول خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما أثار مخاوف بشأن سلامة الغذاء في المدينة. وتشمل الحالات نقل 25 شخصًا إلى المستشفى بعد تناولهم وجبة من مطعم، بالإضافة إلى 14 طالبًا من مدرسة ثانوية يعانون من أعراض مماثلة بعد تناولهم وجبة في مقصف مدرستهم. وتأتي هذه الحوادث في أعقاب وفاة أسرة مكونة من أربعة أفراد في ظروف غامضة، مما زاد من التدقيق في معايير السلامة في إسطنبول.
تفاصيل حالات التسمم الغذائي الأخيرة
بدأت الأحداث مساء الجمعة عندما تم نقل 25 شخصًا إلى المستشفى في إسطنبول بعد تناولهم وجبة لحم بعجين من مطعم في منطقة شيشلي. وأفاد المصابون بأعراض مثل الغثيان والقيء. وأكد مدير الصحة الإقليمية في إسطنبول، عبد الله امري جونر، عبر منصة إكس أن حالة المصابين مستقرة وأنهم يخضعون للتقييم والعلاج اللازمين. وقد أغلقت السلطات المطعم المعني، بعد اكتشاف أنه يعمل بدون ترخيص.
وفي حادث منفصل، يوم السبت، نُقل 14 طالبًا من مدرسة ثانوية في إقليم كوجالي المجاور لإسطنبول إلى المستشفى بعد تناولهم وجبة دجاج من مقصف المدرسة. وأبلغ الطلاب عن شعورهم بالغثيان والقيء بعد وقت قصير من تناولهم الغداء. وأكدت السلطات أن جميع الطلاب في حالة جيدة ويتلقون الرعاية الطبية.
التحقيقات الجارية والإجراءات المتخذة
تجري السلطات حاليًا تحقيقات مكثفة في كلا الحادثين لتحديد سبب التسمم الغذائي وتحديد المسؤولين. وتشمل التحقيقات فحص عينات الطعام من المطعم والمقصف، بالإضافة إلى إجراء مقابلات مع العاملين والمصابين. وتأتي هذه التحقيقات في وقت حساس، خاصة بعد وفاة الأسرة المكونة من أربعة أفراد.
فيما يتعلق بوفاة الأسرة، كانت هناك شكوك أولية حول تسمم غذائي، ولكن التحقيقات الأولية تشير الآن إلى أن تسربًا لأدخنة ومبيدات حشرية إلى غرفتهم في الفندق قد يكون السبب في تعرضهم للمواد الكيميائية. ومع ذلك، لم يصدر تقرير الطب الشرعي النهائي بعد لتأكيد السبب الدقيق للوفاة.
تأثير الحوادث على السياحة و سلامة الأغذية
أثارت هذه الحوادث الأخيرة مخاوف بشأن سلامة الغذاء في إسطنبول، وهي وجهة سياحية رئيسية. وتشير التقارير إلى أن هناك تدقيقًا متزايدًا في معايير السلامة وإجراءات التفتيش في المطاعم والمقاصف في جميع أنحاء المدينة. وتعتبر هذه الحوادث بمثابة تذكير بأهمية الالتزام الصارم بمعايير النظافة والسلامة الغذائية لحماية صحة السكان والزوار.
بالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر هذه الحوادث على صورة إسطنبول كوجهة سياحية آمنة وموثوقة. وتعتمد المدينة بشكل كبير على السياحة، ومن الضروري اتخاذ خطوات سريعة وفعالة لاستعادة ثقة السياح. وتشمل هذه الخطوات تعزيز الرقابة على المطاعم والمقاصف، وتوفير التدريب للعاملين في مجال الأغذية، وزيادة الوعي العام بأهمية سلامة الغذاء.
وتشير بعض المصادر إلى أن هناك نقصًا في الموارد المخصصة لعمليات التفتيش على المطاعم، مما قد يكون ساهم في هذه المشكلات. وتدعو بعض الجهات إلى زيادة الاستثمار في هذا المجال لضمان تطبيق معايير السلامة بشكل فعال.
دور الجهات الحكومية والقطاع الخاص
يتطلب ضمان سلامة الغذاء في إسطنبول تعاونًا وثيقًا بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص. يجب على الجهات الحكومية تشديد الرقابة وتطبيق القوانين واللوائح المتعلقة بسلامة الأغذية بشكل صارم. وفي الوقت نفسه، يجب على المطاعم والمقاصف الالتزام بمعايير النظافة والسلامة الغذائية وتوفير التدريب المناسب للعاملين.
كما يمكن للقطاع الخاص أن يلعب دورًا في تعزيز سلامة الأغذية من خلال تبني ممارسات أفضل وتوفير برامج تدريبية للعاملين. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للقطاع الخاص أن يساهم في زيادة الوعي العام بأهمية سلامة الأغذية من خلال حملات التوعية.
من المتوقع أن تعلن السلطات عن نتائج التحقيقات في الحوادث الأخيرة في غضون أيام قليلة. وستحدد هذه النتائج الإجراءات الإضافية التي يجب اتخاذها لضمان سلامة الغذاء في إسطنبول. ويجب على الزوار والسكان المحليين البقاء على اطلاع دائم بالتطورات واتباع إرشادات السلامة الغذائية الصادرة عن السلطات.
