نيوزويك: اليابان تكشف عن سلاح ليزر سيغير قواعد الحرب

كشفت مجلة نيوزويك الأمريكية عن تطورات مهمة في مجال الدفاع الجوي الياباني، حيث أكدت وكالة دفاع يابانية أنها تجري اختبارات على نظام ليزر عالي الطاقة قادر على إسقاط المسيّرات، وذلك على متن سفينة حربية. يمثل هذا النظام خطوة متقدمة في تكنولوجيا الأسلحة الموجهة للطاقة، والتي تسعى العديد من الدول إلى تطويرها. الهدف من هذه التجارب هو تقييم فعالية هذا السلاح الجديد في مواجهة التهديدات المتزايدة.
تجري هذه الاختبارات في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، وتهديدات محتملة من الطائرات بدون طيار. وتعتبر هذه التكنولوجيا بمثابة تحول في استراتيجيات الدفاع، حيث توفر بديلاً أقل تكلفة وأكثر دقة للأسلحة التقليدية. التركيب الأولي للنظام تم على السفينة التجريبية “أسوكا” التابعة لقوات الدفاع الذاتي البحرية اليابانية.
تطوير أسلحة الليزر لمواجهة المسيّرات
يعمل نظام الليزر الياباني بقدرة 100 كيلوواط، وهو قيد التطوير من قبل وكالة “ألطا” التابعة لوزارة الدفاع. وقد أظهرت التجارب الأولية قدرة النظام على إتلاف قذائف الهاون وتدمير المسيّرات الصغيرة. وتشير التقارير إلى أن النظام يستخدم الطاقة الموجهة لتسخين الأهداف بسرعة، مما يؤدي إلى تعطيلها.
مزايا استخدام الليزر في الدفاع
تعتبر أسلحة الليزر ذات مزايا عديدة مقارنة بالأسلحة التقليدية. فهي أقل تكلفة على المدى الطويل، حيث لا تتطلب ذخيرة مستمرة. بالإضافة إلى ذلك، توفر دقة عالية وسرعة استجابة فائقة، مما يجعلها فعالة في مواجهة التهديدات السريعة مثل المسيّرات. كما أن استخدام الليزر يحد من الأضرار الجانبية المحتملة، مما يجعله خيارًا جذابًا في البيئات الحضرية.
السياق الإقليمي والتنافس التكنولوجي
يأتي تطوير هذا النظام في سياق التنافس المتزايد على التكنولوجيا العسكرية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وتواجه اليابان تحديات متزايدة بسبب القوة العسكرية الصينية المتنامية، وتعتبر أسلحة الليزر وسيلة لتعزيز قدراتها الدفاعية. الأسلحة الموجهة بالطاقة تعتبر جزءًا من استراتيجية أوسع نطاقًا لضمان الأمن الإقليمي.
وفي خطوة موازية، نشرت البحرية الأمريكية المدمرة “يو إس إس بريبل” المزودة بسلاح الليزر (هيليوس) بقدرة 60 كيلوواط في اليابان في أكتوبر 2024. ويظهر هذا الانتشار التزام الولايات المتحدة بدعم حلفائها في المنطقة، وتعزيز قدراتهم الدفاعية. يشكل هذا التعاون الأمريكي الياباني جبهة مشتركة في مواجهة التحديات الأمنية الإقليمية.
ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات فنية تواجه تطوير أسلحة الليزر. تتضمن هذه التحديات القدرة على التعامل مع الظروف الجوية المختلفة، مثل الضباب والأمطار، بالإضافة إلى الحاجة إلى مصدر طاقة قوي وموثوق. بالإضافة إلى ذلك، فإن دقة النظام تتأثر بالحركة السريعة للأهداف وقدرة العدو على تطوير تدابير مضادة.
من المتوقع أن تستمر اليابان في إجراء المزيد من التجارب على نظام الليزر الخاص بها في الأشهر القادمة. ستركز هذه التجارب على تقييم أداء النظام في ظروف بحرية مختلفة، وتحسين قدرته على استهداف وتدمير المسيّرات والأهداف الأخرى. كما تشير التقارير إلى أن اليابان قد تتعاون مع الولايات المتحدة في تبادل التكنولوجيا والمعلومات في هذا المجال. ويبدو أن مستقبل الدفاع الجوي الياباني يتجه نحو الاعتماد بشكل أكبر على الأسلحة الموجهة بالطاقة.





