Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

الاعتراف بفلسطين.. هل هذا فقط ما يحتاجه حل الدولتين؟

فيما جددت دول أوروبية وازنة، دعمها الثابت والراسخ لحل الدولتين، بحسبانه الحل الوحيد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، من خلال اعترافها أخيراً بدولة فلسطين، أخذت دعوات إسرائيلية لإنهاء السلطة الفلسطينية تنهض، ما يثير المخاوف من تقويض الجهود الدولية لإعلاء صروح ومداميك هذا الحل.

وبات واضحاً أن بداية تغيير بدأت تتبلور في العالم تجاه القضية الفلسطينية في ضوء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وأن ثمة انقلاب في موازين الرأي الدولي وتحولات في المواقف بدأت تلوح في الأفق، وتنادي بضرورة إيجاد حل عادل وشامل، يوقف الحرب، ويقود إلى إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، استناداً إلى حل الدولتين، الذي تجمع عليه الأسرة الدولية، وإن توقفت المفاوضات بشأنه بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي قبل سنوات عدة.

غير أن هذا التحول، كما يقول مراقبون، حتى وإن أخذ في التزايد والتعاظم، إلا أنه يحتاج إلى خطوات فعلية على الأرض، لا سيما وأن دول الاتحاد الأوروبي لا تكل ولا تمل من الحديث عن أهمية وضرورة حل الدولتين، لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وبالقدر ذاته بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

نظرة متساوية

يقول الكاتب والمحلل السياسي رائد عبدالله، إن اعتراف دول من الاتحاد الأوروبي بدولة فلسطين، دلالة واضحة على أنه أصبح لهذه الدول نظرة متساوية لدولتين ديمقراطيتين، تتمتعان بقدر متساو من الحرية والازدهار، ما يجعل حل الدولتين مستساغاً وقابلاً للتنفيذ.

لكن من وجهة نظره، هناك خطوات أخرى يجب اتخاذها قبل الشروع في الحل، وأهمها: ثني إسرائيل عن تهديداتها المستمرة بحل السلطة الفلسطينية، وفك الحصار المالي عنها لمنع انهيارها، فضلاً عن إصدار رأي قانوني دولي عميق، يشرح العواقب والتداعيات السياسية والاقتصادية المترتبة على إفشال حل الدولتين، وإجراء انتخابات عامة في سائر الأراضي الفلسطينية لتجديد الأطر الشرعية التي ستقود الشعب الفلسطيني.

ومنذ بدء الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر، لا يكاد يمر يوم في العواصم الأوروبية، دون أن تخرج المسيرات المنادية بوقفها، وإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، واللافت أن هذه المطالب وجدت تأييداً واسعاً لدى غالبية الدول، بما فيها تلك التي اعترفت بدولة فلسطين أخيراً، رغم أن بعضها تدعم إسرائيل، وتربطها بها علاقات سياسية وتجارية متينة.

انعطافة تاريخية

واستناداً إلى الخبير في العلاقات الدولية وسام بحر، فقد شكل اعتراف دول إسبانيا وإيرلندا والنرويج بدولة فلسطين، بعد 9 دول أخرى أعضاء في الاتحاد الأوروبي، انعطافة تاريخية، تعكس رقي هذه الدول وتقديرها لحرية الشعوب، وتؤكد دعمها للشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته.

ومن وجهة نظره، تبدو هذه التحركات جدية، ما يجعلها مختلفة عن كل المبادرات والجهود الدولية السابقة، مضيفاً: «الحديث عن حل الدولتين بدأ مع اتفاق أوسلو قبل أكثر من ثلاثين عاماً، لكن ما هو المختلف هذه المرة؟.. الإطار العام للمساعي السياسية بدأ يستند إلى تغيير جذري في الموقف الأوروبي، يأخذ بعين الاعتبار تطلعات الفلسطينيين للعيش بأمن وسلام كسائر شعوب الأرض، ويأتي مدعوماً باعتراف دول وازنة بدولة فلسطين».

ويرجح مراقبون أن تتوالى الاعترافات الدولية بدولة فلسطين، وأن ينال الشعب الفلسطيني بعض حقوقه التي ظلت لسنوات خارج سرب الاهتمام العالمي، واصفين ما يجري من تداعيات بـ«تسونامي سياسي» قوامه تفعيل البعد القانوني الدولي، وتعظيم الحراك الشعبي في مختلف العواصم، مؤكدين أن العالم بدأ يعود إلى «رشده» في مواقفه الرسمية تجاه فلسطين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى