هجوم روسي كبير على غرب أوكرانيا وأوروبا تربط أي اتفاق سلام بمشاركتها

شنّت القوات الروسية هجوماً جوياً واسع النطاق على مناطق غرب أوكرانيا ليلة أمس، مما أسفر عن مقتل 26 شخصاً وإصابة العشرات، وفقاً لمسؤولين أوكرانيين. يأتي هذا التصعيد في الوقت الذي يبحث فيه وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خططاً لإنهاء الحرب، بما في ذلك مقترحات أمريكية جديدة، مع التأكيد على ضرورة مشاركة الأوكرانيين والأوروبيين في أي عملية سلام ناجحة. وتشكل هذه التطورات تحدياً جديداً للجهود الدبلوماسية الرامية إلى تحقيق السلام في أوكرانيا.
أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا أطلقت 476 طائرة مسيّرة هجومية و48 صاروخاً على أهداف أوكرانية. أحد الصواريخ أصاب مجمعاً سكنياً في تيرنوبيل، حيث لا تزال فرق الإنقاذ تعمل على انتشال ناجين من تحت الأنقاض. أفاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن 22 شخصاً لا يزالون مفقودين، وأن عمليات البحث والإنقاذ مستمرة.
خطة إنهاء الحرب في أوكرانيا
يبحث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم في بروكسل آخر التطورات في أوكرانيا، بعد الكشف عن خطة أمريكية لإنهاء الحرب. وتأتي هذه المناقشات في ظل ارتفاع عدد قتلى القصف الروسي على غرب أوكرانيا إلى ما لا يقل عن 26 شخصاً، في واحدة من أسوأ الضربات الروسية على هذه المنطقة. ويناقش الوزراء مع وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها الاحتياجات الأكثر إلحاحاً لكييف.
شددت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس على أن تحقيق السلام في أوكرانيا غير ممكن إلا بمشاركة الأوروبيين والأوكرانيين، رداً على سؤال حول الخطة الأمريكية التي تدعو كييف إلى التنازل عن أراض وخفض عديد جيشها إلى النصف. وقالت كالاس قبيل اجتماع لوزراء خارجية التكتل: “لكي تنجح أي خطة، يجب إشراك الأوكرانيين والأوروبيين، وهذا واضح جداً.”
ردود الفعل الأوروبية
عبر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو عن رفضه لأي حلول تتضمن استسلاماً أو تنازلاً عن الأراضي الأوكرانية. وأكد على أن “السلام لا يمكن أن يعني الاستسلام”، وأن “الأوكرانيين سيرفضون دائماً أي شكل من أشكال الاستسلام”. وشدد على حرص الأوروبيين على مبدأ السلام “العادل” و”الدائم”.
أضاف بارو: “نريد سلاماً دائماً يقترن بالضمانات اللازمة لمنع أي عدوان إضافي من جانب روسيا بقيادة فلاديمير بوتين.” من جانبه، أكد وزير الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكامب أهمية موافقة أوكرانيا على أي خطة لتحقيق السلام مع روسيا، داعياً للتوصل إلى إنهاء الحرب.
تشير التقارير إلى أن الخطة الأمريكية الجديدة تتضمن شروطاً سبق أن طرحتها روسيا، والتي تعتبرها السلطات الأوكرانية بمثابة استسلام. وبحسب مصدر أوكراني كبير، تنص مسودة الاقتراح على “الاعتراف بشبه جزيرة القرم ومناطق أخرى سيطرت عليها روسيا” و”خفض عديد الجيش إلى 400 ألف جندي”.
الكرملين رفض التعليق على هذه التقارير، لكنه أكد في السابق على أن أي حل للنزاع يجب أن يأخذ في الاعتبار مصالح الأمن الروسي. وتطالب روسيا بالتنازل عن خمس مناطق أوكرانية والتخلي عن مشروع الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وهي مطالب ترفضها كييف بشدة.
الأزمة الأوكرانية مستمرة منذ ما يقرب من أربع سنوات، وقد شهدت جولات مفاوضات عديدة دون تحقيق تقدم كبير. وتعتبر هذه المفاوضات معقدة بسبب التباين الكبير في المواقف بين الطرفين، وعدم وجود ثقة متبادلة.
من المتوقع أن يستمر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في مناقشة هذه القضايا خلال اجتماعهم اليوم، وأن يبحثوا عن سبل لتعزيز الدعم لأوكرانيا والضغط على روسيا للتوصل إلى حل سلمي. وستراقب الأوساط الدولية عن كثب نتائج هذا الاجتماع، وتقييم مدى إمكانية تحقيق تقدم في عملية السلام. يبقى مستقبل المفاوضات غير مؤكدًا، ويتوقف على استعداد الطرفين لتقديم تنازلات متبادلة.





