هذا شرط ترامب لتعيين رئيس الاحتياطي الفدرالي المقبل

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيختار لرئاسة مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأميركي) شخصًا يتفق مع رؤيته بشأن أسعار الفائدة، والتي تركز على تخفيضها في حال استقرار الأوضاع الاقتصادية. وتأتي هذه التصريحات في ظل ترقب واسع النطاق لتعيين رئيس جديد للاحتياطي الفدرالي، مما يثير تساؤلات حول مستقبل السياسة النقدية في الولايات المتحدة.
وقال ترامب في منشور على منصته تروث سوشيال يوم الثلاثاء، إن “أي شخص يختلف معي لن يكون رئيسًا لمجلس الاحتياطي الفدرالي أبدًا”. ويعكس هذا الموقف استياءً متزايدًا من أداء جيروم باول، الرئيس الحالي للاحتياطي الفدرالي، والذي تنتهي ولايته في مايو/أيار المقبل.
“قاعدة ترامب” وتأثيرها على الاحتياطي الفدرالي
تأتي تصريحات ترامب في أعقاب بيانات اقتصادية قوية أظهرت نموًا في الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بنسبة 4.2% في الربع الثالث من العام الحالي، متجاوزًا التوقعات. ويرى ترامب أن هذه الأرقام تدعم “قاعدة” جديدة للسياسة النقدية، حيث يجب على الاحتياطي الفدرالي خفض أسعار الفائدة عندما يكون الاقتصاد في وضع جيد.
ومع ذلك، يرى خبراء اقتصاديون أن هذا النهج قد يكون محفوفًا بالمخاطر، حيث أن خفض أسعار الفائدة في ظل نمو اقتصادي قوي قد يؤدي إلى ارتفاع التضخم. وتشير صحيفة نيوزويك إلى أن باول كان حذرًا في خفض سعر الفائدة بسبب حالة “عدم اليقين” بشأن تأثير السياسات التجارية التي يتبعها ترامب على الاقتصاد.
انتقادات ترامب لباول
وجه ترامب انتقادات حادة لباول بسبب عدم خفض أسعار الفائدة بالقدر الذي يراه مناسبًا. ووصف باول بأنه “عنيد” و”متأخر جدًا” في اتخاذ قرار خفض سعر الفائدة. ويعتقد ترامب أن باول عرقل نمو الاقتصاد من خلال رفع أسعار الفائدة للحد من التضخم.
في المقابل، يرى باول أن الحفاظ على استقرار الأسعار هو الأولوية القصوى للاحتياطي الفدرالي، وأن رفع أسعار الفائدة هو ضروري للسيطرة على التضخم وحماية الاقتصاد من الركود. وقد أثار هذا الخلاف توترات بين ترامب وباول، مما أدى إلى تساؤلات حول استقلالية الاحتياطي الفدرالي.
المرشحون المحتملون لرئاسة الاحتياطي الفدرالي
مع اقتراب نهاية ولاية باول، تتزايد التكهنات حول المرشحين المحتملين لخلافته. وتشير التقارير إلى أن من بين أبرز المرشحين المحتملين:
- كيفين هاسيت: رئيس المجلس الاقتصادي القومي، والذي كان رئيسًا لمجلس المستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض خلال ولاية ترامب الأولى.
- كيفين وارش: الرئيس السابق لمجلس الاحتياطي الفدرالي في الفترة من 2006 إلى 2011.
- كريستوفر والر: العضو الحالي في مجلس الاحتياطي الفدرالي، والذي رشحه ترامب لهذا المنصب خلال فترة رئاسته الأولى.
ويعتبر اختيار الرئيس الجديد للاحتياطي الفدرالي قرارًا حاسمًا سيؤثر على مستقبل الاقتصاد الأمريكي. ويراقب المستثمرون والأسواق المالية عن كثب تطورات هذا الملف، حيث أن أي تغيير في السياسة النقدية قد يكون له تداعيات كبيرة على النمو الاقتصادي والتضخم وأسعار الفائدة.
بالإضافة إلى ذلك، يراقب المحللون عن كثب تأثير هذه التطورات على أسواق المال العالمية، حيث أن الاحتياطي الفدرالي يلعب دورًا رئيسيًا في تحديد مسار الاقتصاد العالمي. وتشير التقديرات إلى أن قرار ترامب بشأن رئيس الاحتياطي الفدرالي قد يؤثر على قيمة الدولار الأمريكي وأسعار النفط وأسعار الأسهم.
من المتوقع أن يعلن ترامب عن مرشحه لرئاسة الاحتياطي الفدرالي في الأسابيع القليلة المقبلة. وسيخضع المرشح لعملية تأكيد في الكونجرس، حيث يجب أن يحصل على موافقة مجلس الشيوخ قبل أن يتم تعيينه رسميًا. ويظل مستقبل السياسة النقدية في الولايات المتحدة غير مؤكد، حيث أن القرار النهائي يعتمد على اختيار ترامب وموافقة الكونجرس.





