هشاشة أمنية أم ذريعة؟ ناشطون يعلقون على استهداف الحرس الوطني الأميركي

شهدت العاصمة الأمريكية واشنطن حادثة إطلاق نار بالقرب من البيت الأبيض، حيث أطلق مهاجر أفغاني النار على أفراد من الحرس الوطني، مما أثار جدلاً واسعاً حول الأمن القومي وإجراءات الهجرة. الحادث، الذي وقع في 27 نوفمبر 2025، دفع الإدارة الأمريكية إلى تعليق معالجة طلبات الهجرة المتعلقة بالأفغان وإعادة تقييم بروتوكولات الأمن المحيطة بالمباني الحكومية الحيوية.
وفقًا لتقارير إعلامية، خرج المهاجم من محطة مترو على بعد حوالي 800 متر من البيت الأبيض وأطلق النار على اثنين من جنود الحرس الوطني، مما أدى إلى إصابتهما بجروح خطرة. تدخل أفراد الحرس الوطني المتواجدون في الموقع بسرعة وتمكنوا من إيقاف المهاجم. ولم يُصب الرئيس في الحادث، حيث لم يكن متواجدًا في البيت الأبيض لحظة وقوعه.
تداعيات حادث إطلاق النار على الأمن القومي
يعتبر البيت الأبيض أحد أكثر الأماكن تحصينًا في الولايات المتحدة، ويحظى بحماية مشددة من قبل جهاز الخدمة السرية، بالإضافة إلى دعم من شرطة العاصمة وشرطة المتنزهات، وحديثاً قوات الحرس الوطني. ومع ذلك، أثار هذا الحادث تساؤلات حول مدى فعالية هذه الإجراءات الأمنية، خاصةً في ظل التهديدات المتزايدة.
أعلنت عمدة واشنطن، مورييل باوزر، أن المهاجم بدا وكأنه يستهدف أفراد الحرس الوطني تحديدًا. هذا التصريح عزز فرضية أن الحادث قد يكون له دوافع مرتبطة بالتوترات السياسية أو الأيديولوجية، وهو ما يتطلب تحقيقًا معمقًا لتحديد الأسباب الحقيقية.
ردود فعل متباينة على وسائل التواصل الاجتماعي
تباينت ردود الأفعال على الحادث عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر البعض أنه دليل على ضعف الأمن الداخلي الأمريكي، بينما رأى آخرون أنه مجرد ذريعة لتشديد السياسات المتعلقة بالهجرة والمهاجرين.
وعلق أحد المغردين، الشاذلي، قائلاً: “بداية المشهد الأميركي تتغيّر.. واشنطن تستدعي القوة قبل أن تفقد السيطرة.. إرسال 500 جندي رسالة واضحة: الحكومة تستعد لأسوأ السيناريوهات، والأيام الجاية شكلها أكثر سخونة من كل التوقعات.”
أما جوزيف، فكتب: “كأن المنفذ في مخيلته يريد أن يقول للإدارة: “أنفقتم الملايين على تعزيز الأمن، وأنا أثبت لكم ببضع طلقات أن كل شيء لا يزال هشا!”.
وعبر عصام عن رأي مختلف، قائلاً: “مسرحيات أميركية، لا شيء يأتي بالصدفة، كله تخطيط أميركي والهدف هو خدمة السياسة الحالية بإيقاف الهجرة وتبرير نشر الحرس الوطني حسب رغبة ترامب.”
فيما أضاف فريد: “يعني لما كان ترامب يطلب نشر قوات بأعداد كبيرة من الحرس الوطني كان معه حق، وأيضا إيقاف عمليات الهجرة وقبول اللاجئين.. هذا الحادث رح يكون أكبر ورقة بيد ترامب لتنفيذ أهدافه.”
تعليق إجراءات الهجرة ومراجعة البروتوكولات الأمنية
على إثر الحادث، أعلنت الإدارة الأمريكية تعليقًا مؤقتًا لجميع طلبات الهجرة المتعلقة بالأفغان، وذلك بهدف إجراء مراجعة شاملة لإجراءات الأمن والتحقق من الهوية. هذه الخطوة تأتي وسط دعوات متزايدة لتشديد الرقابة على المهاجرين وتقييم المخاطر المحتملة التي قد يشكلونها.
وفي سياق منفصل، كان الرئيس ترامب قد قرر في الشهر الماضي نشر قوات إضافية من الحرس الوطني في مدن مثل لوس أنجلوس وواشنطن وممفيس، بدعوى مكافحة الجريمة ودعم الشرطة المحلية، وهو ما أثار اعتراضات من السلطات المحلية في تلك المدن.
وقد أدى حادث إطلاق النار إلى زيادة عدد جنود الحرس الوطني المكلفين بحماية العاصمة واشنطن بـ500 جندي إضافي، ليصل العدد الإجمالي إلى 2500 جندي. يعكس هذا التحرك حرص الإدارة الأمريكية على تعزيز الحماية الرئاسية وتأمين المنطقة المحيطة بالبيت الأبيض.
من المرجح أن تستمر الإدارة الأمريكية في مراجعة إجراءات الأمن والتحقق من الهوية، وأن تتخذ خطوات إضافية لتعزيز السلامة العامة. من المتوقع أيضًا أن يشهد الكونجرس مناقشات حول قضايا الهجرة والأمن القومي، وقد يتم اقتراح قوانين جديدة لتشديد الرقابة على المهاجرين. يبقى من الضروري مراقبة التطورات اللاحقة وتأثيرها على السياسات الأمنية والهجرة في الولايات المتحدة.





