اضطر حارس مرمى منتخب صربيا لكرة القدم إلى الانسحاب من المباراة القادمة أمام إيطاليا في تصفيات كأس أمم أوروبا، وذلك بعد تلقيه تهديدات من أحد أشهر مثيري الشغب الكرواتيين. تأتي هذه الأحداث في أعقاب تقارير أمنية رفعت حالة التأهب القصوى حول تواجد جماعات عنف مرتبطة بالمباراة، مما يضع الضوء على مشكلة أعمال الشغب وتأثيرها على سلامة اللاعبين واستمرار المنافسات الرياضية.
خلال بطولة يورو 2024، صنّف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) مواجهة إنجلترا وصربيا على أنها “ذات مخاطر عالية”، متوقعًا حضور ما يقارب 50 ألف مشجع. وقد أثارت التقارير استياءً بالغًا من احتمال تورط حوالي 500 مثير شغب صربي، من بينهم شخصية معروفة بأسماء “إيفان الرهيب” و “وحش جنوة”.
أعمال الشغب وتاريخ إيفان بوغدانوف
إيفان بوغدانوف، هو الشخص الذي يقف وراء هذه الألقاب الشائنة. ويرتبط اسمه بتاريخ طويل من الأنشطة المتطرفة، بما في ذلك ارتباطه بجماعات شبه عسكرية يمينية متطرفة. كما أنه مسجون سابقًا بتهمة إثارة العنف خلال مباراة تصفيات يورو 2012.
تشير التقارير إلى أن بوغدانوف لعب دورًا رئيسيًا في أعمال عنف سابقة. ففي عام 2010، قاد مجموعة من المشاغبين في إيطاليا قبل مباراة صربيا وتلقوا خلالها تحذيرات من الشرطة الإيطالية.
في ذلك الوقت، صعد بوغدانوف وآخرون إلى حافلة المنتخب الصربي، وواجهوا حارس المرمى فلاديمير ستويكوفيتش على خلفية انتقاده لترك فريق ريد ستار بلغراد، والانضمام إلى بارتيزان، الغريم التقليدي.
تأثر ستويكوفيتش بشكل كبير بهذه المواجهة، ورفض المشاركة في المباراة خوفًا على سلامته، وأيضًا نتيجة التهديدات التي تلقاها، ليس فقط خلال وجوده في الحافلة، ولكن أيضًا قبل ذلك في محيط فندق الإقامة.
الاضطرابات الأمنية في مباراة سابقة
تسببت أعمال الشغب تلك في تأجيل المباراة لمدة 40 دقيقة. واندلعت اشتباكات عنيفة بين المشجعين وقوات الشرطة، مما أدى إلى اعتقال 17 شخصًا، كان من بينهم 16 مشجعًا صربيًا. وتصاعدت الأحداث، مما استدعى إلغاء المباراة بعد ست دقائق فقط من بدايتها، إثر قيام المشجعين بإلقاء الشماريخ والألعاب النارية على أرض الملعب.
أعرب تشيزاري برانديلي، مدرب منتخب إيطاليا آنذاك، عن خيبة أمله العميقة من إلغاء المباراة، وأشار إلى أن اللاعبين الصرب تعرضوا لاعتداءات من قبل جماهيرهم في الحافلة. وأضاف أن ستويكوفيتش كان في حالة من الخوف الشديد، ليس فقط بسبب المباراة، بل أيضًا بسبب القلق من العودة إلى وطنه.
تداعيات التهديدات وتأثيرها على المباراة القادمة
التهديدات الأخيرة التي تلقاها حارس المرمى الصربي، والتي يعتقد أنها مرتبطة ببغدانوف، دفعت السلطات الأمنية إلى اتخاذ إجراءات فورية. وتشير المصادر إلى أن هناك مخاوف متزايدة بشأن تكرار سيناريوهات العنف السابقة خلال المباراة القادمة ضد إيطاليا. وتعتبر هذه الحوادث مثالاً صارخًا على خطر العنف الرياضي وتأثيره السلبي على كرة القدم.
تأتي هذه الأحداث في وقت تسعى فيه السلطات الأوروبية إلى تعزيز الأمن في الملاعب والحد من ظاهرة أعمال الشغب. وتشمل الإجراءات المتخذة زيادة أعداد الشرطة، وتطبيق قوانين صارمة ضد مثيري الشغب، وتعزيز التعاون بين الأجهزة الأمنية في مختلف الدول. كما أن هناك جهودًا مستمرة لتوعية الجماهير بمخاطر العنف الرياضي وتشجيع السلوك الحضاري في الملاعب.
من المتوقع أن يعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) عن إجراءات إضافية لتأمين المباراة القادمة بين صربيا وإيطاليا، بما في ذلك ربما نقلها إلى ملعب محايد أو تقييد عدد المشجعين الصربيين المسموح لهم بالحضور. وسيتم مراقبة الوضع الأمني عن كثب في الأيام القادمة، مع التركيز على تحديد هوية مثيري الشغب المحتملين ومنعهم من الوصول إلى الملعب. وستكون ردة فعل السلطات الإيطالية حاسمة في تحديد مسار الأحداث، مع الأخذ في الاعتبار تاريخها في التعامل مع العنف الرياضي.
في الختام، تثير هذه الأحداث قلقًا بالغًا بشأن مستقبل كرة القدم الأوروبية. ومن الضروري اتخاذ إجراءات حاسمة للحد من ظاهرة أعمال الشغب وضمان سلامة اللاعبين والجماهير. وستكون الأيام القادمة حاسمة في تحديد ما إذا كانت السلطات الأمنية ستتمكن من السيطرة على الوضع ومنع تكرار سيناريوهات العنف السابقة. يجب متابعة تطورات الوضع الأمني عن كثب، والانتظار لمعرفة ما إذا كان سيتم اتخاذ أي إجراءات إضافية لتأمين المباراة القادمة.
