هل أوفى الشكل الجديد لدوري أبطال أوروبا بوعوده؟
يحقق الشكل الجديد لمسابقة دوري أبطال أوروبا نجاحا منقطع النظير وهو ما أثبتته وبالدليل القاطع الساعات التي تسبق انطلاق مباريات الجولة الثامنة والأخيرة من مرحلة الدوري.
وأكدت صحيفة “ماركا” الإسبانية أن النظام الجديد لأمجد البطولات الأوروبية تم على مدار 6 سنوات باستخدام نماذج رياضية مختلفة وخوارزميات وتخطيط دقيق لجعله أكثر إثارة، ورغم ذلك سيتم الحكم على نجاح التجربة من خلال الملعب.
ويمكن القول الآن إن التغييرات المستحدثة قد أوفت بالتزامها كاملا نحو تقديم منافسة أكثر إثارة في ظل عدم القدرة على التنبؤ بمستقبل الفرق المتأهلة إلى الأدوار التالية مع وجود عدد كبير من المباريات القوية في مرحلة الدوري.
وتنطلق لقاءات الجولة الأخيرة وعددها 18 مباراة، الليلة عند الساعة 23:00 بتوقيت مكة المكرمة والدوحة، ومع صافرة البداية سيكون لدى 27 من أصل 36 فريقا الكثير للقتال من أجله، وهو التأهل المباشر إلى دور الـ16 من خلال حجز مقعد في المراكز الثمانية الأولى أو مكان في مرحلة خروج المغلوب (أصحاب المراكز من 9 إلى 24).
ولإضافة مزيد من الإثارة، ستتنافس الفرق حتى الثانية الأخيرة من أجل تحسين مواقعها في جدول الترتيب وتجنّب فرق أعلى في التصنيف في طريقها نحو النهائي.
وحتى في الجولات السبع الأولى لدوري الأبطال، شهد جدول الترتيب تغييرات مستمرة من حيث مواقع الفرق صعودا وهبوطا، فعلى سبيل المثال كان بوروسيا دورتموند الألماني المركز الخامس بعد الجولة الأولى ثم تصدّر الجدول بعد فوزه الساحق على سيلتيك الأسكتلندي (7-1) بالجولة الثانية.
وتراجع وصيف بطل النسخة الماضية إلى المركز الـ11 بعد الجولة الثالثة ثم قفز إلى المركز الرابع بعد الجولة الخامسة، والآن في المركز الـ14 قبل مباراته الأخيرة ضد شاختار دونيتسك الأوكراني، ومع ذلك يملك فرصة -وإن كانت ضئيلة- ليكون في المراكز الثمانية الأولى.
وقبل انطلاق مباريات الجولة الأخيرة، توجد 3 فرق فقط من أصحاب التصنيف الأول قبل إجراء قرعة مرحلة الدوري في المراكز الثمانية الأولى وهي ليفربول الإنجليزي وبرشلونة الإسباني وإنتر ميلان الإيطالي، وهو مؤشر واضح على مرونة الشكل الجديد، وفق “ماركا”.
كما ضمنت 3 فرق من المستوى الرابع وهي أستون فيلا الإنجليزي وموناكو وبريست الفرنسيين مكانا لها في مرحلة خروج المغلوب، بالإضافة إلى أنها تملك فرصة احتلال واحد من المراكز الثمانية الأولى.
وعن الإثارة المرتقبة في الجولة الأخيرة، تساءلت الصحيفة الإسبانية “من كان يظن أنه قبل جولة من النهاية سيحتاج مانشستر سيتي (بطل موسم 2022-2023) إلى الفوز على كلوب بروج من أجل التأهل بين 24 فريقا، أو أن ريال مدريد سيضطر للقتال للحصول على مكان في أول 8 مراكز وقد لا يتمكن من ذلك”.
ومع تراجع نتائج بعض الفرق الكبيرة في النسخة الحالية من دوري الأبطال، جذبت أخرى أقل شهرة الانتباه مثل بريست الذي نال الإعجاب في أول مشاركة له، حيث ضمن رسميا مكانا في مرحلة خروج المغلوب وقد يفعل أكثر من ذلك ويجد لنفسه مكانا بين الفرق الثمانية الأولى.
ويدلل ذلك على أن الشكل الجديد للبطولة يفتح الباب على مصراعيه لتحقيق أكبر عدد ممكن من المفاجآت.
وفي النظام القديم كانت الفرق الـ32 تتوزع على 8 مجموعات، بواقع 4 في كل مجموعة وتتواجه مرتين في مرحلة المجموعات، وعليه كان هناك 48 مواجهة مختلفة.
أما النظام الجديد فيشارك فيه 36 فريقا، يلعب كل واحد منها ضد 8 منافسين مختلفين مما يعني أننا أمام 144 مباراة مختلفة في المجموعة الموحدة مع كثير من الأهداف والنتائج غير المتوقعة والتناقضات العديدة.
وأتمت الصحيفة “سيكون شعار المرحلة الجديدة من دوري الأبطال هو توّقع غير المتوقع”.