Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخر الاخبار

هل تخدم تحركات العشائر مساعي الحكومة لفرض سيطرتها على السويداء؟

|

تواجه الحكومة السورية تعقيدات تعرقل مساعيها لبسط سلطتها في محافظة السويداء (جنوبي سوريا)، إذ تفاقم الوضع الأمني على وقع هجمات واتهامات متبادلة بين مقاتلي العشائر العربية ومجموعات مسلحة تتهمها حكومة دمشق بالخروج عن القانون وارتكاب فظاعات بحق مدنيين من البدو في المحافظة.

وتضع التطورات الأمنية المتلاحقة حكومة دمشق أمام خيارات صعبة، فقد واصلت قوات العشائر العربية زحفها نحو السويداء، بعد أن طالب رئيس مجلس القبائل والعشائر الشيخ عبد المنعم الناصيف بالنفير العام والتوجه فورا إلى السويداء، لإنقاذ الأهالي مما وصفها بالمذبحة الذي وقعت بحق بدو السويداء.

وتعتقد العشائر العربية أنها تخوض معركة وجودية مع المجموعات المسلحة التي تصفها الحكومة بالخارجة عن القانون، وبالتالي هي تدافع عن النفس، حسب رأي الكاتب والباحث السياسي، محمود علوش، الذي يقول إن “الدولة السورية نأت بنفسها عن هجوم العشائر، لكنها مستفيدة من حالة العشائر كورقة ضغط على الشيخ حكمت الهجري وعلى إسرائيل”.

وترى العشائر العربية أن ما يجري في السويداء هو صراع وجودي بالنسبة لها، لأن “هناك مشروعا داخل الحالة الدرزية لإحداث تغيير ديمغرافي لتفريغ المحافظة من السكان البدو”، والواقع الديمغرافي الحالي في السويداء لا يساعد مشروع الدويلة الدرزية، كما يشير علوش في حديثه لبرنامج “ما وراء الخبر”.

كيان درزي

واللافت أن الهجري -وهو أحد مشايخ عقل الدروز في السويداء- وضع الدروز في صدام مع السنة في سوريا، الذين يعتقدون أن الدروز -والكلام لعلوش- يتعاونون مع إسرائيل من أجل تقسيم سوريا، ويشير إلى وجود تيار داخل الحالة الدرزية يرفض مشروع الهجري بشكل صريح ويؤمن بالدولة السورية، لكن الهجري أظهر على مدى 7 أشهر من الأزمة أن تياره هو المهيمن.

وكان الهجري طالب -في ذروة الاشتباكات في السويداء- بتدخل دولي لحماية الدروز. وفي المقابل، أكد عدد من شيوخ الطائفة الدرزية في سوريا وقوفهم إلى جانب الدولة السورية ورفضهم الدعوات إلى التدخل الأجنبي.

وبالإضافة إلى التحديات التي تواجهها مع الدروز في السويداء، تصطدم سلطة الرئيس أحمد الشرع بالاحتلال الإسرائيلي الذي يستثمر في الحالة الدرزية لتحقيق مشروعه، المتمثل -وفق الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات لقاء مكي- في تأسيس كيان درزي من قبل عملائه يحميه ويكون منطقة عازلة بينه وبين الفوضى التي يخطط لها في سوريا وفي الشرق الأوسط، وقد يمتد إلى المناطق الدرزية في لبنان.

غير أن الولايات المتحدة الأميركية لها رأي آخر- كما يعتقد مكي- فهي تريد الاستقرار في سوريا وتريدها أن تطبع مع إسرائيل، لكن الأخيرة تفضل الفوضى وفرض شروطها على حكومة الشرع.

ورغم رهان الرئيس الشرع على الدور الأميركي في احتواء التحدي الإسرائيلي، فإن الاختبار الحقيقي للسياسة وللنوايا الأميركية -وفق الكاتب والباحث السياسي علوش- هو في ملفين أساسين: قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والتأثير الأميركي على السياسية الإسرائيلية في سوريا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى