هل تعتذر إسرائيل عن اتهام إيران باغتيال نونو لوريرو؟

كشفت تحقيقات أجرتها السلطات الأمريكية عن تفاصيل جديدة تتعلق بوفاة أستاذ الفيزياء النووية نونو لوريرو في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، وأكدت عدم وجود أدلة تدعم الرواية الإسرائيلية التي ربطت الجريمة بإيران. وتأتي هذه التطورات بعد العثور على جثة المشتبه به بإطلاق النار على نفسه في ولاية رود آيلاند، مما أثار موجة من ردود الفعل والانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي حول محاولات تصوير الحادثة بشكل مغاير للواقع.
وأعلنت الشرطة الأمريكية يوم الخميس (20 ديسمبر 2025) عن إغلاق التحقيق في مقتل لوريرو، وأكدت أن القاتل والضحية كانا زميلين سابقين في جامعة لشبونة بالبرتغال. ولا تزال دوافع الجريمة غير واضحة، إلا أن السلطات استبعدت أي ارتباط لها بجهات خارجية أو أجندات سياسية، بما في ذلك الاتهامات التي أطلقتها وسائل إعلام إسرائيلية.
استياء واسع وتشكيك في الرواية الإسرائيلية حول مقتل لوريرو
أثارت الاتهامات الإسرائيلية بفعل إيران في كل من جريمتي القتل في معهد MIT وجامعة براون موجة من الاستياء والتشكيك على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي. ورصد برنامج “هاشتاغ” على قناة الجزيرة مباشر (19 ديسمبر 2025) تفاعلات واسعة من مدونين وكتاب ومحللين، أعربوا عن رفضهم لما وصفوه بنمط سردي يعتمد على الاتهام المسبق ونشر معلومات مضللة.
واعتبر العديد من المغردين والناشطين أن هذه الاتهامات تأتي في سياق جهود إسرائيلية مستمرة لتشويه صورة إيران وتهيئة الرأي العام الدولي لتبرير أي إجراءات عدائية محتملة. وتساءلوا عن الأسباب التي تدفع وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى نشر مثل هذه المزاعم دون تقديم أدلة قاطعة.
تفاعل رواد التواصل الاجتماعي مع القضية
علقت الكاتبة فرانسيس كاسندرا قائلة: “إذًا مطلق النار في جامعة براون لم يكن إرهابيا عربيا، وبحسب ما نعرف لم يكن يستهدف أستاذا يهوديا أو طلابا يهودا، وكذلك فإن حادثة إطلاق النار التي قتل فيها أستاذ في معهد MIT لم يكن لها أي علاقة بإيران، فهذه مزاعم طرحت في وسائل إعلام إسرائيلية. لماذا تفلت إسرائيل من نشر مثل هذه الأكاذيب؟”.
بدوره، انتقد الكاتب البريطاني جورج غالاوي الرواية الإسرائيلية بشدة، مستغربا من تكرار الاتهامات لإيران في كل حادث أو جريمة تقع في أمريكا أو أوروبا. وتساءل: “كلكم زعمتم أن قاتل طلاب جامعة براون وMIT كان يصرخ ’الله أكبر‘ أثناء قتله الضحايا، وكلكم زعمتم أن لإيران دورا، وكلكم ادعيتم أن الأستاذ كان يهوديا مؤيدا لإسرائيل، والآن انكشفتم كحمقى أو ككذابين، أيهم أنتم؟”.
وأشار مدون آخر إلى أن هذه الاتهامات تندرج ضمن إستراتيجية أوسع تتبعها إسرائيل لتصوير إيران على أنها مصدر للشرور وعدم الاستقرار في المنطقة والعالم. وتساءل: “زعمت إسرائيل أن لديها أدلة على أن مقتل عالم معهد MIT كان بتدبير من إيران، لكن القاتل مجرد رجل برتغالي يبدو غبيا، وكان يعرف الأستاذ الذي هو أيضا برتغالي، فهل ستواجه إسرائيل يوما أي عواقب على أكاذيبها الفاضحة؟”.
ولفت طارق، في تعليق له، إلى أن الاتهامات الإسرائيلية غالبا ما تكون مبالغ فيها أو عارية عن الصحة، وأنها تهدف إلى تحقيق أهداف سياسية محددة. وأضاف: “من الآمن افتراض أن إسرائيل تكذب دائما، فهي تتعامل مع الإعلام كسلاح، وأجندتها في الوقت الراهن واضحة وصريحة، إنهم يحاولون زرع الفتنة الداخلية في الدول الغربية عبر التحريض ضد المسلمين والمهاجرين”.
الخلفية والتداعيات المحتملة
تأتي هذه القضية في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، وتداول اتهامات متبادلة بين إسرائيل وإيران. وتراقب الأطراف المعنية عن كثب تطورات الوضع، وتحلل الدوافع المحتملة وراء هذه الاتهامات. و تشمل المخاوف المحيطة بالحادث تأثيره على الخطاب العام والسعي لتجنب تضخيم التوترات الجيوسياسية.
يُذكر أن إسرائيل اتهمت إيران في السابق بالوقوف خلف العديد من الحوادث والأعمال التخريبية في دول مختلفة، بما في ذلك هجمات على ناقلات نفط، واختراقات إلكترونية، ومحاولات اغتيال. إلا أن هذه الاتهامات عادة ما تفتقر إلى أدلة قاطعة، وتثير شكوكا في أوساط المراقبين والمحللين.
من المتوقع أن تستمر هذه القضية في إثارة الجدل والتساؤلات حول دور إسرائيل وإيران في الأحداث الجارية، وأن تساهم في مزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني في المنطقة. ويبقى من الضروري مراقبة ردود الفعل الرسمية والتحقيقات الإضافية للكشف عن المزيد من الحقائق والتفاصيل





