هل تعرض ريال مدريد لظلم تحكيمي في مواجهة مانشستر سيتي؟

شهدت مباراة الإياب بين مانشستر سيتي وريال مدريد في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، والتي انتهت بفوز السيتي 2-1، عدة قرارات تحكيمية أثارت جدلاً واسعاً بين المتابعين والمحللين. وتناول حساب “أركيفو فار” المتخصص في التحكيم، أربعة حالات تحديداً، مؤكداً وجود أخطاء مؤثرة في بعضها، بينما أشاد بقرارات أخرى اتخذها الحكم الفرنسي كليمنت توربين. وتعتبر التحكيمات الجدلية جزءاً لا يتجزأ من كرة القدم، وغالباً ما تؤثر على نتائج المباريات.
وقد أشار الحساب إلى أن ثلاثة من القرارات كانت خاطئة، بينما كان القرار الرابع صحيحاً، مما يعكس تقييماً مختلطاً لأداء الحكم في هذه المباراة الحاسمة. وتأتي هذه التحليلات في ظل تزايد الاعتماد على تقنية الفيديو المساعد (VAR) بهدف تقليل الأخطاء التحكيمية، إلا أن الجدل حول بعض القرارات لا يزال مستمراً.
الحالة الأولى: هدف التعادل المثير للجدل
أولى الحالات التي أثارت الجدل كانت هدف التعادل الذي سجله نيكو أورايلي لصالح مانشستر سيتي في الدقيقة 35. ورأى حساب “أركيفو فار” أن الحكم أخطأ في عدم احتساب مخالفة لصالح كورتوا حارس مرمى ريال مدريد، حيث قام برناردو سيلفا لاعب السيتي بشد ذراعه بشكل متكرر، مما أعاقه عن التدخل لإيقاف الكرة العرضية.
وأضاف الحساب أن حكم الفيديو المساعد (VAR) ركز على الشد والجذب بين روديغير وروبن دياز، متجاهلاً المخالفة الواضحة التي ارتكبها سيلفا ضد كورتوا. وخلص التحليل إلى أن الهدف كان غير صحيح بسبب هذه المخالفة السابقة.
الحالة الثانية: ركلة الجزاء لصالح مانشستر سيتي
أما الحالة الثانية، فقد تتعلق بركلة الجزاء التي احتسبها الحكم لصالح مانشستر سيتي بعد إعاقة من روبن دياز على فينيسيوس جونيور. وقد أيد حساب “أركيفو فار” هذا القرار، مشيراً إلى أن الإعاقة كانت واضحة وتستحق ركلة جزاء.
تقييم دقيق لقرار الحكم
وبعد مراجعة حكم الفيديو المساعد (VAR)، تبين أن الإعاقة حدثت خارج منطقة الجزاء، مما دفع الحكم إلى تغيير قراره واحتساب ركلة حرة مباشرة بدلاً من ركلة جزاء. وقد أشاد الحساب بالتعامل السليم للحكم مع هذه الحالة، وتأكيد صحة قراره بعد المراجعة.
الحالة الثالثة: لمسة يد مشكوك فيها
وتناولت الحالة الثالثة لمسة يد من ماتيوس نونيز لاعب مانشستر سيتي داخل منطقة فريقه. ولكن الحكم لم يحتسب ركلة جزاء لصالح ريال مدريد. وقد أكد حساب “أركيفو فار” أن اللمسة كانت طبيعية وأن يد اللاعب كانت قريبة من جسمه، وبالتالي فإن قرار الحكم بعدم احتساب ركلة جزاء كان صحيحاً.
الحالة الرابعة: تقييم عام لأداء الحكم
بشكل عام، يرى حساب “أركيفو فار” أن أداء الحكم كليمنت توربين كان متذبذباً، مع وجود أخطاء مؤثرة في بعض الحالات، وقرارات صائبة في حالات أخرى. وتشير هذه التحليلات إلى أن التحكيم في كرة القدم لا يزال يواجه تحديات كبيرة، وأن الاعتماد على تقنية الفيديو المساعد (VAR) لا يضمن بالضرورة تجنب الأخطاء بشكل كامل. وتعتبر هذه الحالات مثالاً على صعوبة اتخاذ القرارات في لحظات حرجة خلال المباريات.
وتأتي هذه الأحداث في سياق منافسات دوري أبطال أوروبا، حيث يشتد التنافس بين الفرق المؤهلة، وتزداد أهمية كل قرار تحكيمي. وتشكل هذه القرارات التحكيمية نقطة نقاش رئيسية بين الجماهير والمحللين، وتساهم في إثارة الجدل حول مباريات كرة القدم.
من المتوقع أن يقوم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) بمراجعة أداء الحكم في هذه المباراة، وقد يتخذ إجراءات تأديبية في حال ثبوت وجود أخطاء جسيمة. وستظل هذه الحالات موضع تحليل وتقييم من قبل خبراء التحكيم، بهدف تحسين مستوى التحكيم في المستقبل وتقليل الأخطاء.





