هل نجحت الحملة ضد الذباب الإلكتروني؟
ردود فعل وطنية لم تكن متوقعة ولا في الحسبان في مواجهة كم هائل من الحسابات والأسماء المستعارة التي يقف وراءها الحاقدون على كل نجاح يخص مجلس التعاون الخليجي على شبكات التواصل الاجتماعي.
محاربة الذباب الإلكتروني ليست بجديدة، ولكن النار لا تخلف إلا الرماد، ولا تترك أثراً طيباً في نفوس الآخرين، وهذا ما كان يسعى إليه المخربون وأصحاب الفتنة، تماماً كالذي يدس السم في العسل.
كثيراً ما سعى هؤلاء المخربون إلى تكثيف الوجود خلال مشاهد عدة، منها الأزمات والمبادرات، حيث تعمل هذه الفئة المسيئة على فتح باب النقاشات المغرضة ومحاولة تشويه جميع مساعي الدول في شتى المجالات ونشر الأخبار المغلوطة التي تسعى من خلالها إلى التأثير في الرأي العام وضرب الوحدة الوطنية، حتى وصل بهم الأمر إلى أن تخرج وجهات نظر من وحي الخيال تطعن في العلاقات الثنائية، وتعمل ضمن أيديولوجية مسيسة على إحداث الفوضى بين شعوب المنطقة.
مع انطلاق الحملة الوطنية التي أطلقها معالي الشيخ عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، يوم الـ25 من أغسطس الماضي، على منصة «إكس»، دعا من خلالها إلى إيقاف الحملات الإعلامية المسيئة لدول الخليج ولرموزها، والتصدي لهذا السرطان الخبيث، واستئصال الفتنة، وحملت دعوة معاليه عنوان «تبليك_بدون_تعليق».
الشاهد في الموضوع أن هذه الحملة أصبحت مهمة وطنية على الجميع، ولاقت قبولاً خليجياً متكاملاً ومشتركاً، وشهدنا سباقاً للتصدي ولرفض جميع الحسابات المسيئة والمسيسة التي من شأنها المساس بالنسيج الاجتماعي الخليجي من خلال محاولات بعض الجهلة تخريب الوعي الوطني من خلال استفزاز الشعوب بالأخبار والمعلومات المغلوطة لخلق الفتنة.
إن ما نشاهده اليوم على منصة «إكس» بعد الحملة الوطنية ضد الذباب الإلكتروني ليس كالعهد السابق الذي كانت تكثر فيه الإساءات، ونجاح الحملة مرتبط بالحس الوطني والوعي المجتمعي الذي يسعى لأن يكون السلاح في وجه المخاطر ضد الحسابات الوهمية، ولا يعطي القدر الكبير من الاهتمام لتلك الحسابات.
اليوم أنت وأنا أصبح علينا مسؤولية وطنية لحفظ أمن الخليج العربي من خلال أن نكون نموذجاً إماراتياً محترماً من دون عنصرية ولا تمييز لنتآخى في مجتمعاتنا الخليجية.