شهدت المباراة الافتتاحية لمنتخب المغرب في كأس الأمم الأفريقية 2025 لحظة تاريخية، حيث سجل اللاعب أيوب الكعبي هدفًا مذهلاً بضربة مقصية، أثار إعجاب المتابعين ووضع اسمه بقوة ضمن المرشحين لجائزة بوشكاش لأفضل هدف في العام. جاء الهدف في الدقيقة 74 من المباراة التي انتهت بفوز المغرب على جزر القمر بنتيجة 2-0، ليُضفي بهجة خاصة على مشجعي “أسود الأطلس”.
وقام أنس صلاح الدين بتمريرة متقنة للكعبي، الذي استقبل الكرة بمهارة فائقة وسددها بضربة مقصية رائعة، هزت شباك جزر القمر وأشعلت المدرجات. سرعان ما انتشرت مقاطع الفيديو للهدف على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أشاد بها المحللون واللاعبون السابقون والمشجعون على حد سواء.
هدف الكعبي المقصي: إشادة واسعة وتنافس على جائزة بوشكاش
الهدف الذي سجله الكعبي لم يكن مجرد هدف عادي، بل كان تعبيرًا عن مهارة فردية عالية وقدرة على استغلال الفرص بشكل مثالي. جمال السلامي، مدرب منتخب الأردن، وصف الهدف بأنه دليل على تمرس الكعبي على هذه الضربات في التدريبات والمباريات، مشيرًا إلى أنه يذكرنا بالهدافين الكبار في عالم كرة القدم. وأضاف أن دخول الكعبي كبديل كان له تأثير كبير على أداء المنتخب المغربي.
قصة الكعبي الملهمة
لم تقتصر الإشادة على الجانب الفني للهدف، بل امتدت لتشمل قصة اللاعب أيوب الكعبي نفسه. تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي قصته الملهمة، حيث كان يعمل نجارًا قبل أن يحقق النجاح كلاعب كرة قدم محترف. عمر موماني، أحد المغردين، اعتبر الكعبي مثالًا حقيقيًا على الكفاح والصعود إلى القمة، سواء مع ناديه أو المنتخب.
تحليل فني للهدف
العديد من المحللين الرياضيين أشادوا بالصعوبة التقنية للهدف. أشار البعض إلى أن الكعبي قام بتغيير اتجاه ركضه ونفذ المقصية بشكل دقيق للغاية، خاصة وأن الكرة كانت فوق رأسه. وصفه آخرون بأنه هدف “خيالي” لا يشاهد كثيرًا في الملاعب، نظرًا للظروف التي أحاطت بتسجيله.
وتذكر المغردون تألق الكعبي في كأس أفريقيا للمحليين عام 2018، حيث كان هدافًا متميزًا مع نهضة بركان، وسجل 9 أهداف في 6 مباريات، محققًا رقمًا قياسيًا في البطولة. هذا التألق السابق يعزز من مكانته كأحد أبرز اللاعبين في المنتخب المغربي.
الاحتفالات لم تقتصر على اللاعبين والمشجعين، بل شملت أيضًا ولي العهد المغربي الأمير مولاي الحسن، الذي بدا سعيدًا للغاية بالهدف، ورئيس جزر القمر الذي كان يجلس بجانبه. هذا يعكس الأهمية الكبيرة التي يحظى بها هذا الهدف على المستوى المحلي والإقليمي.
مواقع رياضية مثل “هسبريس” و”المرصد برو” نشرت مقاطع فيديو لأبرز الأهداف التي سجلها الكعبي بضربات مقصية، مؤكدة أن هذه الضربات أصبحت “علامة تجارية مسجلة” باسمه. حساب “صوفا سكور عربية” نشر صورة تجمع أبرز هذه الأهداف، مشيرًا إلى أن الكعبي سجل هدفًا مماثلاً في مرمى بنين في وقت سابق من عام 2025.
الصحفي الرياضي سامر جرادات أشار إلى أن الكعبي يسعى للمنافسة على جائزة بوشكاش، خاصة وأن مواطنه أسامة طنان سبق له التسجيل في نهائي كأس العرب بهدف رائع. هذا يضيف بعدًا تنافسيًا إضافيًا إلى قصة هذا الهدف المذهل.
وتساءل حساب “كرة الكويت” عن سر الأهداف الجميلة التي يسجلها منتخب المغرب، بينما طالب الحساب الرسمي لكأس أمم أفريقيا بمشاهدة لقطة هدف الكعبي مجددًا، مؤكدًا أنه أمر مدهش وممكن تحقيقه. حساب “أحمدوف” شرح الهدف بالتفصيل، مشيرًا إلى المهارة العالية التي أظهرها الكعبي في التخلص من المدافع وتنفيذ المقصية.
في الختام، هدف أيوب الكعبي المقصي سيظل محفوراً في الأذهان كأحد أجمل الأهداف في تاريخ كأس الأمم الأفريقية. من المتوقع أن يتم تقييم هذا الهدف من قبل لجنة جائزة بوشكاش، وسيتم الإعلان عن قائمة المرشحين النهائية في الأشهر القادمة. يبقى أن نرى ما إذا كان الكعبي سيتمكن من الفوز بهذه الجائزة المرموقة، ولكن المؤكد أنه قدم هدية فنية لعشاق كرة القدم في جميع أنحاء العالم. التركيز الآن سينصب على أداء المنتخب المغربي في باقي مباريات البطولة، ومحاولة تحقيق اللقب.
