Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اقتصاد

هل يعرض حصار واشنطن لنفط فنزويلا اقتصاد كوبا للانهيار؟

لا تقتصر الآثار الاقتصادية لحصار الولايات المتحدة لناقلات النفط الفنزويلية في منطقة البحر الكاريبي على فنزويلا وحدها، بل تمتد لتشمل كوبا التي تعتمد بشكل كبير على الدعم المستمر من كاراكاس منذ سنوات طويلة. وتواجه كوبا تحديات اقتصادية متزايدة نتيجة لهذه التطورات، مما يثير مخاوف بشأن استقرارها الاقتصادي والاجتماعي.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، تعاني كوبا بالفعل من أزمة اقتصادية حادة، حيث انكمش اقتصادها بنسبة 15% منذ عام 2018. وتفاقم هذه الأزمة مع تصاعد الضغوط على فنزويلا، الشريك التجاري الرئيسي لها، والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.

أهمية نفط فنزويلا لكوبا

تعتمد كوبا بشكل كبير على النفط الخام الفنزويلي لتلبية احتياجاتها من الطاقة. وتغطي واردات النفط الفنزويلي حوالي 40% من احتياجات كوبا من النفط المستورد، وهو أمر بالغ الأهمية لعمل محطات توليد الطاقة وقطاع النقل.

ومع ذلك، انخفض حجم النفط المدعوم الذي تتلقاه هافانا إلى حوالي 30 ألف برميل يوميًا، وفقًا لتقرير وول ستريت جورنال، بسبب احتجاز الولايات المتحدة لناقلات النفط الفنزويلية. وهناك احتمال حقيقي بتوقف هذه الإمدادات تمامًا إذا استمرت الأزمة وتصاعدت.

تاريخ العلاقات بين البلدين

بدأت هذه العلاقة الوثيقة في عام 1999، عندما أكد الرئيس الفنزويلي السابق هوجو تشافيز على عمق الروابط بين البلدين، واصفًا إياها بـ “بحر من السعادة”. في المقابل، قدمت كوبا إلى فنزويلا أطباء ومدربين رياضيين وعملاء استخبارات للمساعدة في دعم نظام تشافيز. وتواصل كوبا حاليًا دعم نظام مادورو، الذي تلقى تدريبًا على المبادئ الاشتراكية في هافانا خلال شبابه.

الوضع الاقتصادي المتردي في كوبا

تأتي هذه التهديدات في وقت تعاني فيه كوبا من أسوأ أزمة اقتصادية منذ تولى فيدل كاسترو السلطة في عام 1959. وتعتبر هذه الأزمة أكثر صعوبة من تلك التي واجهتها كوبا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، والذي كان يقدم دعمًا كبيرًا لهافانا.

تشير تقديرات ريكاردو توريس بيريز، الخبير الاقتصادي الكوبي في الجامعة الأمريكية بواشنطن، إلى أن اقتصاد كوبا انكمش بنسبة 15% منذ عام 2018. كما ارتفع معدل التضخم بشكل كبير، حيث بلغ حوالي 450% منذ بداية الأزمة.

بالإضافة إلى ذلك، انهار سعر صرف البيزو الكوبي، حيث يتم تداوله حاليًا بحوالي 450 بيزو للدولار الواحد في السوق السوداء، مقارنة بحوالي 30 بيزو للدولار في عام 2020.

وبحسب استطلاع للرأي أجراه مرصد الحقوق الاجتماعية، يعيش ما يقرب من 90% من المواطنين في كوبا في فقر مدقع، ولا يحصل 70% منهم على وجبة واحدة على الأقل يوميًا.

هجرة واسعة النطاق

أدت هذه الظروف الاقتصادية الصعبة إلى هجرة واسعة النطاق من كوبا. تشير التقديرات إلى أن حوالي 2.7 مليون شخص، أي ما يقرب من ربع سكان الجزيرة، غادروا البلاد منذ عام 2020، متجهين بشكل رئيسي إلى الولايات المتحدة بحثًا عن فرص أفضل.

وتشير التقارير إلى أن نقص الغذاء وانقطاع التيار الكهربائي المتكرر هما من بين المخاوف الرئيسية التي تدفع الكوبيين إلى الهجرة. قد يستمر انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 18 ساعة يوميًا في بعض المناطق.

وبلغت صادرات نفط فنزويلا 900 ألف برميل يوميًا خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حيث يتم توجيه 80% منها إلى الصين. ويعتبر هذا الدخل شريان الحياة للاقتصاد الفنزويلي، وبالتالي يؤثر بشكل مباشر على قدرته على دعم كوبا.

من المتوقع أن تستمر الولايات المتحدة في ممارسة الضغوط على فنزويلا، مما قد يؤدي إلى مزيد من التدهور في الوضع الاقتصادي في كوبا. وستراقب الأسواق العالمية عن كثب تطورات الأزمة، وتأثيرها المحتمل على أسعار النفط والإمدادات العالمية. وستكون كوبا بحاجة إلى إيجاد مصادر بديلة للطاقة والدعم الاقتصادي لتخفيف آثار هذه الأزمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى