مع تزايد معدلات الإصابة بمرض السكري عالميًا، يسعى الباحثون إلى تطوير استراتيجيات فعالة للوقاية منه. وفي هذا السياق، كشفت دراسة حديثة أن مستخلص براعم البروكلي، الغني بمركب السلفورافان، قد يساهم في تحسين مستويات السكر في الدم لدى بعض الأفراد، خاصة الذين يمتلكون تكوينًا معينًا من ميكروبات الأمعاء.
تشير الأبحاث الحديثة إلى أن تكوين الميكروبات المعوية قد يؤثر على استجابة الأفراد للتدخلات الغذائية، مما يفتح المجال أمام علاجات مخصصة تعتمد على تحليل الميكروبيوم المعوي.
وقد وجدت الدراسة أن السلفورافان، وهو مركب موجود في مستخلص براعم البروكلي، قادر على تقليل إنتاج الجلوكوز في الكبد، إلا أن فعاليته في الوقاية من السكري لم تكن واضحة حتى الآن. كما تبين أن قدرة الجسم على تنشيط السلفورافان تعتمد على جين بكتيري معين (BT2160)، الذي يلعب دورًا في تحويل السلائف غير النشطة للمركب إلى شكلها الفعال.
تفاصيل الدراسة ونتائجها
أُجريت التجربة على أفراد يعانون من مقدمات السكري، وهي الحالة التي يكون فيها مستوى السكر في الدم بين الحد الطبيعي والحد الذي يُشخص به مرض السكري. وتم اختيار المشاركين وفقًا لمعايير محددة، منها: أعمارهم بين 35-75 عامًا – مستوى الجلوكوز في الدم 6.1-6.9 مليمول/لتر – مؤشر كتلة الجسم (BMI) بين 27-45 كغ/م².
وبعد استبعاد الحالات غير المؤهلة، تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين: مجموعة من 44 شخصًا تناولت مستخلص براعم البروكلي، ومجموعة من 45 شخصًا تناولت دواءً وهميًا.
تمت مراقبة المؤشرات الأيضية للمشاركين، بما في ذلك مستويات الجلوكوز الصائم، مقاومة الإنسولين، ووظيفة خلايا بيتا، إلى جانب تحليل ميكروبات الأمعاء باستخدام تسلسل الحمض النووي.
النتائج
أظهرت مجموعة مستخلص البروكلي انخفاضًا طفيفًا في مستويات الجلوكوز الصائم بمقدار 0.2 مليمول/لتر مقارنة بالمجموعة الوهمية، إلا أن هذا الانخفاض لم يصل إلى الهدف المحدد مسبقًا وهو 0.3 مليمول/لتر.
لم تسجل الدراسة فروقًا كبيرة في المؤشرات الأيضية الثانوية مثل مؤشر كتلة الجسم أو مقاومة الإنسولين.
كان التأثير أكثر وضوحًا لدى فئة معينة، وهم الأفراد الذين يعانون من سمنة خفيفة ومقاومة منخفضة للإنسولين، حيث انخفضت مستويات الجلوكوز لديهم بمقدار 0.4 مليمول/لتر.
وجود جين BT2160 في ميكروبات الأمعاء كان مرتبطًا بزيادة فعالية السلفورافان في خفض مستويات السكر.
تشير نتائج الدراسة إلى أن مستخلص براعم البروكلي قد يكون مفيدًا لبعض الأفراد، خاصة أولئك الذين يمتلكون تكوينًا معينًا من ميكروبات الأمعاء. ومع ذلك، فإن التأثير العام كان محدودًا، مما يتطلب مزيدًا من الدراسات لفهم كيفية تحسين فعاليته على المدى الطويل.
وتفتح هذه النتائج المجال أمام تطوير استراتيجيات علاجية مخصصة تعتمد على الميكروبيوم الشخصي، مما قد يساعد مستقبلاً في الوقاية من مرض السكري بشكل أكثر دقة وفعالية.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك
