Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
السعودية

هيئة التراث تنهي استعداداتها لانطلاق مهرجان "شراع" في جدة 12 يناير المقبل

تستعد هيئة التراث في المملكة العربية السعودية لإطلاق مهرجان “شراع” للسفن الخشبية في شاطئ الحمراء بجدة، وذلك في الفترة من 12 إلى 16 يناير المقبل. يهدف المهرجان إلى إبراز التراث البحري الغني للمملكة واستعادة الهوية الساحلية من خلال فعاليات ثقافية وتفاعلية متنوعة. ويعد هذا الحدث فرصة لاستكشاف تاريخ الملاحة والتجارة في المنطقة.

سيستضيف شاطئ الحمراء هذا الحدث الذي يركز على السفن الخشبية التقليدية، مع فعاليات ممتدة لخمسة أيام. تأتي هذه الخطوة في إطار جهود هيئة التراث لتعزيز الوعي بأهمية التراث الثقافي غير المادي، وتسليط الضوء على العلاقة العميقة بين الإنسان السعودي والبحر عبر العصور. المهرجان يمثل منصة لتقديم هذا التراث للأجيال الحالية والمستقبلية.

أهمية مهرجان “شراع” في صون التراث البحري

يعتبر المهرجان منصة مهمة لعرض جوانب مختلفة من التراث البحري، بما في ذلك فن بناء السفن الخشبية التقليدية، والمعروفة باسم “القلافة”، والمهن المرتبطة بالبحر مثل الصيد والملاحة. يهدف المهرجان إلى توثيق هذه المهارات ونقلها للأجيال القادمة، مما يساهم في الحفاظ على هذا الجانب الهام من الهوية الوطنية.

برنامج المهرجان ومناطق العرض

يتضمن المهرجان برنامجًا حافلًا بالعروض الثقافية والفنية التي تستحضر حكايات البحر القديمة. كما سيقدم تجربة بصرية فريدة من خلال العروض الضوئية التي ستزين السفن الخشبية، بالإضافة إلى أنشطة تفاعلية تحاكي مغامرات الإبحار في الماضي.

وقد تم تخصيص مناطق مختلفة داخل المهرجان لتعكس جوانب مختلفة من الحياة البحرية. منطقة “القلافة” مخصصة لعرض فن بناء السفن، بينما منطقة “القفال” تستضيف العروض المسرحية. كما توجد منطقة “الدانة” للفنون، ومنطقة “الطواشين” للسوق التقليدي، وكلها تحمل أسماءً ذات دلالة رمزية على الموروث البحري للمنطقة.

دور المهرجان في دعم رؤية المملكة 2030

تؤكد هيئة التراث أن مهرجان “شراع” يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030، وخاصة فيما يتعلق بصون التراث الوطني وتعزيز الهوية الثقافية. كما يساهم المهرجان في تمكين المجتمعات المحلية من خلال إتاحة الفرصة لهم لعرض منتجاتهم وحرفهم التقليدية.

بالإضافة إلى ذلك، يهدف المهرجان إلى تحويل المواقع الثقافية إلى منصات حية للتفاعل والمعرفة، مما يعزز السياحة الثقافية ويساهم في تنويع مصادر الدخل. هذا التوجه يتماشى مع الجهود الحكومية لتعزيز القطاع الثقافي والإبداعي في المملكة.

سيستفيد المهرجان من وجود أجنحة خاصة لهيئة التراث والحرفيين، مما يوفر لهم مساحة لعرض أعمالهم والتواصل مع الجمهور. كما سيشمل المهرجان مجسمات جمالية مستوحاة من البحر، وركنًا ترفيهيًا مخصصًا للعائلات والأطفال، مما يضمن تجربة ثقافية متكاملة لجميع الزوار.

يعتبر شاطئ الحمراء في جدة موقعًا مثاليًا لاستضافة هذا المهرجان، نظرًا لتاريخه البحري العريق وأهميته كأحد الموانئ التاريخية للمملكة. ويأتي اختيار هذا الموقع في إطار جهود الهيئة لربط الفعاليات الثقافية بالمواقع التاريخية، مما يعزز من قيمتها وأهميتها.

من المتوقع أن يجذب مهرجان “شراع” عددًا كبيرًا من الزوار من داخل المملكة وخارجها، مما يعزز من مكانة جدة كوجهة سياحية وثقافية هامة. كما سيساهم المهرجان في إبراز جهود المملكة في مجال صون التراث الثقافي وتعزيز السياحة المستدامة.

بالنظر إلى النجاح المتوقع للمهرجان، من المرجح أن تقوم هيئة التراث بتقييم النتائج وتحديد الخطوات التالية لتطويره وتحسينه في المستقبل. قد يشمل ذلك توسيع نطاق المهرجان ليشمل فعاليات إضافية، أو إطالة مدة إقامته، أو إضافة مواقع جديدة للعرض.

يبقى التحدي الأكبر هو ضمان استمرارية هذا المهرجان وتحويله إلى حدث سنوي ثابت، مما يساهم في الحفاظ على الذاكرة البحرية للمملكة وتعزيزها. كما يجب العمل على توفير الدعم اللازم للحرفيين والمهنيين المرتبطين بالبحر، لضمان استمرار مهاراتهم وحرفهم التقليدية.

وفي الختام، يمثل مهرجان “شراع” خطوة هامة نحو صون التراث البحري للمملكة وتعزيزه، ويدعم أهداف رؤية المملكة 2030 في مجال الثقافة والسياحة. من المنتظر أن تعلن هيئة التراث عن تفاصيل إضافية حول المهرجان في الأيام القادمة، بما في ذلك قائمة الفنانين والمشاركين، وجدول العروض والفعاليات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى