وزراء الصحة العرب يثمنون جهود مصر في القضاء على فيروس سي

أشاد مجلس وزراء الصحة العرب بتجربة مصر الرائدة في القضاء على فيروس سي، معربًا عن تقديره للجهود المبذولة من قبل الحكومة المصرية في هذا المجال. جاء هذا الإشادة خلال أعمال الهيئة العليا للمجلس المنعقدة في ليبيا، ضمن فعاليات الدورة الثالثة والستين، بحضور وزراء الصحة العرب وممثلي الدول الأعضاء. وتعتبر هذه الخطوة بمثابة اعتراف إقليمي بأهمية التجربة المصرية في مجال الصحة العامة.
وقد عقد المجلس في العاصمة الليبية طرابلس، حيث تم استعراض العديد من التجارب الصحية الناجحة في الدول العربية. وشملت هذه التجارب بالإضافة إلى مصر، مبادرات من ليبيا وتونس والجزائر، بهدف تعميمها والاستفادة منها في مختلف الدول الأعضاء. ويهدف المجلس إلى تعزيز التعاون العربي في مجال الصحة والوقاية من الأمراض.
تجربة مصر في القضاء على فيروس سي: نموذج يحتذى به
استعرض الدكتور محمد حساني، مساعد وزير الصحة والسكان المصري لشئون مشروعات ومبادرات الصحة العامة، تفاصيل البرنامج الوطني المصري لمكافحة فيروس سي. وأكد حساني على الدعم الكامل من القيادة السياسية المصرية، الذي كان حاسمًا في نجاح هذه المبادرة الطموحة. يركز البرنامج على الكشف المبكر عن الإصابات وتوفير العلاج اللازم لجميع المرضى.
بدأ البرنامج المصري في عام 2014، واستهدف فحص وعلاج جميع المواطنين المصريين، مع إعطاء الأولوية للفئات الأكثر عرضة للخطر. وقد اعتمد البرنامج على استخدام أحدث التقنيات في التشخيص والعلاج، بالإضافة إلى توفير الأدوية بأسعار معقولة. تشير التقديرات إلى أن البرنامج عالج ملايين المصريين من فيروس سي.
التحديات التي واجهت البرنامج المصري
واجه البرنامج الوطني المصري لمكافحة فيروس سي تحديات كبيرة، بما في ذلك الوصول إلى الفئات السكانية النائية، والتغلب على الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالمرض، وضمان استمرارية توفير الأدوية. ومع ذلك، تمكن البرنامج من التغلب على هذه التحديات بفضل التخطيط الجيد والتنسيق الفعال بين مختلف الجهات المعنية.
تضمنت استراتيجيات التغلب على هذه التحديات حملات توعية مكثفة لرفع مستوى الوعي العام حول المرض وأهمية الكشف المبكر والعلاج. كما تم توفير خدمات الفحص والعلاج في أماكن يسهل الوصول إليها، مثل المراكز الصحية والمدارس والجامعات. بالإضافة إلى ذلك، تعاونت وزارة الصحة والسكان مع المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص لزيادة نطاق البرنامج.
تجارب صحية عربية أخرى حظيت بالإشادة
بالإضافة إلى التجربة المصرية، أشاد مجلس وزراء الصحة العرب بتجربة ليبيا في تطوير نظام المعلومات الصحية. ووفقًا للوزارة، يهدف هذا النظام إلى تحسين جودة وكفاءة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين الليبيين. ويعتمد النظام على استخدام نظم المعلومات المناطقية لجمع وتحليل البيانات الصحية.
كما أثنى المجلس على تجربة تونس في مجال التطعيم الإلكتروني. تتيح هذه التجربة للمواطنين تسجيل بياناتهم وحجز مواعيد التطعيم عبر الإنترنت، مما يساهم في تسهيل عملية التطعيم وزيادة التغطية. ويعد التطعيم الإلكتروني خطوة مهمة نحو تحقيق التحول الرقمي في القطاع الصحي.
إلى جانب ذلك، سلط المجلس الضوء على التجربة الجزائرية الرائدة في مكافحة المخدرات. تركز هذه التجربة على الوقاية من تعاطي المخدرات وتوفير العلاج للمدمنين، بالإضافة إلى مكافحة تهريب المخدرات. وتعد مكافحة المخدرات أولوية قصوى بالنسبة للحكومة الجزائرية.
الصحة العامة في المنطقة العربية تشهد تطورات متسارعة، مدفوعة بالتعاون الإقليمي وتبادل الخبرات. يعتبر القضاء على الأمراض المعدية وتحسين جودة الخدمات الصحية من أهم أهداف هذه التطورات. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه القطاع الصحي في المنطقة، مثل نقص الموارد البشرية والمالية، وضعف البنية التحتية، وتزايد انتشار الأمراض المزمنة.
في هذا السياق، أكد الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان المصرية، أن المجلس وجه الأمانة الفنية بتعميم هذه التجارب الناجحة على جميع الدول الأعضاء. ويهدف هذا التعميم إلى تمكين الدول العربية من الاستفادة من هذه التجارب وتكييفها مع احتياجاتها الخاصة. ويتوقع أن تسهم هذه الخطوة في تحسين الوضع الصحي في المنطقة بشكل عام.
من المتوقع أن تقوم الأمانة الفنية للمجلس بإعداد تقرير مفصل عن كل تجربة من التجارب التي تم الإشادة بها، بما في ذلك التحديات التي واجهتها والدروس المستفادة. سيكون هذا التقرير متاحًا لجميع الدول الأعضاء في المجلس. في الوقت الحالي، لا يوجد جدول زمني محدد لإنجاز هذا التقرير، ولكن من المتوقع أن يتم الانتهاء منه في غضون الأشهر القليلة القادمة. وتُعد متابعة التقدم في تنفيذ هذه التوصيات أمرًا بالغ الأهمية لضمان تحقيق الفوائد المرجوة.





