Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

وزيرا الخارجية والدفاع السوريان يبحثان مع بوتين التعاون العسكري والاقتصادي

التقى وزيرا الخارجية والدفاع السوريان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، يوم الثلاثاء الموافق 24 ديسمبر 2025، لمناقشة تعزيز التعاون الشامل بين البلدين. وتأتي هذه الزيارة في ظل تطورات سياسية واقتصادية وعسكرية تشهدها سوريا، وتهدف إلى بحث آفاق جديدة لدعم الاستقرار الإقليمي وتعزيز العلاقات الثنائية، خاصة في مجال التعاون العسكري. وتعد هذه المحادثات الأحدث في سلسلة لقاءات بين مسؤولين سوريين وروسيين منذ فترة.

الاجتماع، الذي عقد في الكرملين، ركز بشكل خاص على سبل تطوير الشراكة الاستراتيجية في مجالات الدفاع والصناعات العسكرية، بالإضافة إلى استعراض التحديات الاقتصادية التي تواجه سوريا والبحث عن آليات لدعم عملية إعادة الإعمار. وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن اللقاء تناول أيضًا قضايا ذات اهتمام مشترك بين البلدين.

تعزيز العلاقات السورية الروسية: نظرة على التعاون العسكري

وفقًا لبيان صادر عن الرئاسة الروسية، ناقش بوتين والوزيران السوريان الوضع الراهن في سوريا، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادتها. كما تم بحث سبل تعزيز التعاون العسكري والتقني، بما في ذلك نقل الخبرات الفنية والتعاون في مجال البحث والتطوير.

التركيز على الصناعات العسكرية

أكد الجانبان على أهمية تطوير الصناعات العسكرية السورية، مع الاستفادة من الخبرات الروسية في هذا المجال. وتشمل هذه الصناعات إنتاج وتحديث الأسلحة والمعدات العسكرية، بالإضافة إلى تطوير القدرات الدفاعية السورية. وتأتي هذه الخطوة في إطار سعي سوريا لتعزيز قدراتها العسكرية لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة في المنطقة.

بالتوازي مع ذلك، عقد وزير الدفاع السوري اللواء مرهف أبو قصرة لقاءً منفصلاً مع نظيره الروسي أندريه بيلوسوف، حيث تم تبادل وجهات النظر حول القضايا الدفاعية المشتركة، وسبل تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب.

هذه الزيارة تأتي بعد فترة من التوتر الإقليمي، وتعتبر بمثابة رسالة دعم قوية من روسيا للحكومة السورية. وتشير التقارير إلى أن روسيا حريصة على الحفاظ على نفوذها في سوريا، وتأمين اتفاقيات بشأن قاعدتي حميميم الجوية وطرطوس البحرية، اللتين تعتبران حيوية لمصالحها الاستراتيجية في المنطقة.

وفي الجانب الاقتصادي، ناقش المسؤولون السوريون والروس آفاق توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، بما في ذلك دعم مشاريع إعادة الإعمار في سوريا، وتطوير قطاعات البنية التحتية، وتشجيع الاستثمارات الروسية في سوريا. كما تم بحث سبل تعزيز التبادل التجاري وتسهيل الشراكات بين الشركات السورية والروسية. إعادة الإعمار في سوريا تمثل تحديًا كبيرًا، وتتطلب استثمارات ضخمة ودعمًا دوليًا.

يُذكر أن روسيا كانت حليفًا رئيسيًا للحكومة السورية خلال الحرب الأهلية السورية، حيث قدمت دعمًا عسكريًا وسياسيًا حاسمًا. وقد ساهم هذا الدعم في بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة، وشنّت القوات الجوية الروسية غارات جوية على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة. الوضع السياسي في سوريا لا يزال معقدًا، ويتطلب حلولًا شاملة ومستدامة.

وصل كل من أبو قصرة والشيباني إلى موسكو برفقة وفد من المسؤولين الاستخباراتيين، مما يشير إلى أن المحادثات شملت أيضًا جوانب أمنية واستخباراتية. وتأتي هذه الزيارة بعد زيارة مماثلة قام بها أبو قصرة إلى موسكو في يوليو 2025، حيث التقى بوزير الدفاع الروسي ورئيس الاستخبارات العامة الروسية.

من المتوقع أن تستمر المشاورات بين الجانبين السوري والروسي في الأسابيع القادمة، بهدف بلورة خطة عمل مشتركة لتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال الزيارة. وسيراقب المراقبون عن كثب التطورات السياسية والاقتصادية والعسكرية في سوريا، وتقييم تأثير التعاون الروسي السوري على الوضع الإقليمي. العلاقات الثنائية بين سوريا وروسيا تشكل عاملاً رئيسيًا في تحديد مستقبل سوريا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى