وزيرة الشؤون تفقّدت مجمع رعاية المعاقين في «جنوب الصباحية»: تقديم أفضل الخدمات للنزلاء

في خطوة تعكس اهتمام القيادة الكويتية بقضايا ذوي الإعاقة، قامت وزيرة الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة، الدكتورة أمثال الحويلة، بزيارة تفقدية مفاجئة لمجمع جنوب الصباحية لرعاية وتأهيل المعاقين. جاءت الزيارة في إطار متابعة سير العمل والتأكد من التزام الكوادر البشرية بتقديم الرعاية اللازمة لهذه الفئة الهامة من المجتمع، وفقاً لتوجيهات صاحب السمو الأمير.
الزيارة التي جرت في شهر شعبان الحالي، ركزت على تقييم الخدمات المقدمة في المجمع، والتحقق من جاهزية الموظفين، والتأكد من توفير بيئة مناسبة للمستفيدين. وتهدف هذه الجولة الميدانية إلى رفع مستوى جودة الرعاية المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة، وضمان حصولهم على كافة حقوقهم.
متابعة ميدانية لخدمات رعاية المعاقين
أكدت الدكتورة أمثال الحويلة، خلال الزيارة، على أهمية حسن التعامل مع نزلاء المجمع، وسرعة الاستجابة لمتطلباتهم، وتقديم أفضل الخدمات الإنسانية والاجتماعية الممكنة. وقالت الوزيرة أن هذه الزيارات الميدانية تأتي تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الأمير بالنزول إلى الميدان وتلمس احتياجات هذه الفئة.
ووفقاً لبيان صادر عن وزارة الشؤون الاجتماعية، شملت الزيارة تفقد الأقسام المختلفة في المجمع، والاطمئنان على الحالات الفردية، ومتابعة تنظيم الزيارات العائلية بما يراعي الجوانب النفسية والاجتماعية للمستفيدين. كما تم التأكيد على ضرورة الالتزام بالضوابط المعتمدة لتنظيم هذه الزيارات.
تقييم مستوى الخدمات
ركزت الزيارة على تقييم جودة الخدمات المقدمة في مجالات الرعاية الصحية، والتأهيل المهني، والأنشطة الاجتماعية والثقافية. وتهدف هذه التقييمات إلى تحديد نقاط القوة والضعف في المجمع، ووضع خطط لتطوير وتحسين الأداء.
وتأتي هذه الجهود في سياق خطط الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة لتطوير مراكز الرعاية والتأهيل، وتوفير بيئة متكاملة تلبي احتياجات هذه الفئة. وتشمل هذه الخطط توفير الكوادر البشرية المؤهلة، وتحديث المعدات والأجهزة، وتطوير البرامج والخدمات.
أهمية الزيارات العائلية
شددت الوزيرة الحويلة على أهمية الزيارات العائلية للمستفيدين من خدمات المجمع، مشيرة إلى أنها تلعب دوراً هاماً في تعزيز استقرارهم النفسي والاجتماعي. وأكدت على ضرورة تسهيل هذه الزيارات وتنظيمها بما يراعي ظروف الأسر واحتياجات المستفيدين.
وتعتبر الزيارات العائلية جزءاً أساسياً من برامج الرعاية الشاملة التي تقدمها الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة، حيث تساهم في تخفيف الشعور بالوحدة والعزلة لدى المستفيدين، وتعزيز الروابط الأسرية.
بالإضافة إلى ذلك، تهدف هذه الزيارات إلى إشراك الأسر في عملية الرعاية والتأهيل، وتزويدهم بالمعلومات والتوجيهات اللازمة لتقديم الدعم المناسب لأبنائهم. وتعتبر مشاركة الأسرة عنصراً أساسياً لنجاح برامج الرعاية والتأهيل.
وتأتي هذه الزيارة في ظل اهتمام متزايد بقضايا ذوي الإعاقة في الكويت، وتطبيق قوانين وأنظمة تضمن لهم حقوقهم وكرامتهم. كما تتوافق مع رؤية الكويت 2035 التي تهدف إلى بناء مجتمع متكافل يعتمد على العدالة والمساواة.
وتشير التقارير إلى أن عدد الأشخاص ذوي الإعاقة في الكويت يتزايد باستمرار، مما يتطلب زيادة الاستثمار في خدمات الرعاية والتأهيل، وتطوير البرامج والسياسات التي تلبي احتياجاتهم المتغيرة. وتعتبر الرعاية الاجتماعية جزءاً لا يتجزأ من هذه الجهود.
من ناحية أخرى، تعمل وزارة الشؤون الاجتماعية على تطوير آليات التعاون مع القطاع الخاص والمجتمع المدني لتقديم خدمات أفضل لذوي الإعاقة. وتشمل هذه الآليات توفير الدعم المالي والفني للمؤسسات التي تعمل في هذا المجال، وتشجيع المبادرات المجتمعية التي تهدف إلى دمج ذوي الإعاقة في المجتمع.
وفي سياق متصل، تعمل الهيئة العامة لشؤون ذوي الاحتياجات الخاصة على تطوير نظام معلومات متكامل يهدف إلى جمع وتحليل البيانات المتعلقة بهذه الفئة، واستخدامها في وضع الخطط والبرامج المناسبة. ويعتبر هذا النظام خطوة هامة نحو تحقيق الشفافية والمساءلة في تقديم الخدمات.
من المتوقع أن تعلن وزارة الشؤون الاجتماعية عن نتائج الزيارة الميدانية، والإجراءات التي سيتم اتخاذها لتحسين مستوى الخدمات في مجمع جنوب الصباحية، خلال الأسبوعين القادمين. وستشمل هذه الإجراءات ربما تخصيص ميزانية إضافية لتطوير المجمع، وتوفير المزيد من الكوادر البشرية المؤهلة، وتحديث المعدات والأجهزة.
يبقى التحدي الأكبر هو ضمان استدامة هذه الجهود، وتوفير التمويل اللازم لتطوير خدمات الرعاية والتأهيل بشكل مستمر. كما يتطلب الأمر تضافر جهود جميع الجهات المعنية، بما في ذلك الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، لتحقيق الهدف المنشود وهو بناء مجتمع دامج يحترم حقوق ذوي الإعاقة ويقدر إمكاناتهم.





