أكد وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري حرص الحكومة على تعزيز المنظومة السياحية في الكويت بالشراكة مع القطاعين العام والخاص. جاء ذلك خلال زيارة تفقدية لموقع مشروع “جيوبارك الكويت”، الذي يهدف إلى إبراز التراث الطبيعي والجيولوجي والتاريخي للبلاد، وجذب السياح المحليين والأجانب. ومن المتوقع أن يساهم المشروع في تنويع مصادر الدخل الوطني وتعزيز مكانة الكويت كوجهة سياحية متميزة.
تطوير “جيوبارك الكويت” يعزز السياحة الثقافية والبيئية
زار وزير الإعلام والثقافة، عبدالرحمن المطيري، موقع مشروع “جيوبارك الكويت” للاطلاع على سير الأعمال ومتابعة مراحل الإعداد. يقع المشروع تحت إشراف وزارة الإعلام، ويتم تنفيذه بالتعاون بين شركة نفط الكويت، وشركة المشروعات السياحية، وجمعية علوم الأرض، بالإضافة إلى عدد من الجهات الحكومية الأخرى. ويهدف المشروع إلى تقديم تجربة سياحية فريدة تجمع بين العلم والطبيعة والتاريخ.
وأشار الوزير المطيري إلى أن المشروع يمثل تحويلًا للتحديات إلى فرص، مؤكدًا على أهمية الشراكة بين جميع الأطراف المعنية لتحقيق النجاح. وأضاف أن “جيوبارك” سيشمل فعاليات متنوعة تترجم الرؤية على أرض الواقع، وتسلط الضوء على البيئة الكويتية الفريدة.
أهمية الموقع التاريخية والجيولوجية
يتمتع موقع “جيوبارك الكويت” بقيمة تاريخية استثنائية، حيث يرتبط بمواقع أثرية تعود إلى فترة الحضارة العبيدية، التي تعتبر من أقدم الفترات الحضارية في منطقة الخليج العربي. وفقًا لدراسات أثرية، تمتد هذه الفترة من حوالي 5500 إلى 4900 قبل الميلاد، وتمثل مرحلة مبكرة من الاستقرار البشري والتفاعل الثقافي في المنطقة. هذا البعد التاريخي والإنساني يمنح الموقع أهمية خاصة.
بالإضافة إلى ذلك، يتميز الموقع بخصائصه الجيولوجية الفريدة التي تعكس طبيعة البيئة والمناخ في الكويت. وتشير التقارير إلى أن “جيوبارك” سيكون وجهة مميزة للسياح، حيث سيتم تقديم مواد علمية وخدمات متنوعة تساهم في إثراء تجربتهم. كما يهدف المشروع إلى أن يكون نموذجًا سياحيًا مختلفًا يميز دول مجلس التعاون الخليجي.
من جانبه، أكد محمد العبدالجليل، نائب الرئيس التنفيذي للتخطيط والابتكار في شركة نفط الكويت، أن الشركة تتولى الإشراف على أعمال الإنشاء والتطوير للموقع، مستفيدة من خبراتها الفنية والميدانية في إدارة المواقع الصحراوية والبيئية. وأضاف أن هذا الدور يأتي في إطار المسؤولية الوطنية للشركة في دعم المشاريع الثقافية والبيئية ذات الأهمية الاستراتيجية.
وتعتبر شركة نفط الكويت من الجهات الرئيسية المساهمة في تطوير البنية التحتية للمشروع، بما في ذلك توفير الدعم اللوجستي والمالي اللازمين. وتعمل الشركة بشكل وثيق مع وزارة الإعلام والجهات الأخرى المعنية لضمان تنفيذ المشروع وفقًا لأعلى المعايير.
تأتي هذه الخطوة في سياق جهود الكويت المتواصلة لتنويع اقتصادها وتعزيز قطاع السياحة، الذي يعتبر من الروافد الهامة للدخل الوطني. وتشمل هذه الجهود تطوير البنية التحتية السياحية، وتنظيم الفعاليات والمهرجانات، والترويج للكويت كوجهة سياحية جاذبة. كما تولي الحكومة اهتمامًا خاصًا بتطوير السياحة البيئية والثقافية، التي تعتمد على استغلال الموارد الطبيعية والتراث الثقافي للبلاد.
وتشير التوقعات إلى أن “جيوبارك الكويت” سيساهم بشكل كبير في جذب السياح المهتمين بالجيولوجيا والتاريخ والطبيعة. ومن المتوقع أن يوفر المشروع فرص عمل جديدة للشباب الكويتي، ويعزز التنمية المستدامة في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يصبح “جيوبارك” مركزًا للبحث العلمي والتعليم في مجال الجيولوجيا والبيئة.
في الختام، من المقرر أن يتم الإعلان عن تفاصيل إضافية حول خطط التطوير والفعاليات المقترحة لـ جيوبارك الكويت في الأشهر القادمة. وستراقب الجهات المعنية عن كثب التقدم المحرز في المشروع، والتحديات التي قد تواجهه، لضمان تحقيق أهدافه المنشودة. وتعتبر الشراكة المستمرة بين القطاعين العام والخاص أمرًا بالغ الأهمية لنجاح هذا المشروع الطموح، ولتحقيق رؤية الكويت في أن تصبح وجهة سياحية رائدة في المنطقة.
