Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

وزير الخارجية الإثيوبي: العلاقات مع إريتريا مصدر توتر مزمن

قال وزير الخارجية الإثيوبي جيديون تيموثاوس إن العلاقات بين بلاده وإريتريا لا تزال تمثل أحد أكثر الملفات الإقليمية تعقيدا، مشيرا إلى أن منطقة القرن الأفريقي تعيش مرحلة “بالغة الاضطراب” رغم ما تمتلكه من موارد طبيعية وبشرية وفرص تنموية واعدة. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال منبر سياسي نظمته جامعة أديس أبابا.

وأشار تيموثاوس إلى أن التوتر بين إثيوبيا وإريتريا ليس حالة استثنائية، وإنما هو امتداد لصراعات متواصلة منذ ستينيات القرن الماضي. وأوضح أن الاتفاقيات السابقة لم تعالج جذور الخلاف، مما أبقى البلدين في حالة توتر مزمن.

عوامل التوتر بين إثيوبيا وإريتريا

أبرز تيموثاوس خمسة عوامل رئيسية تفسر استمرار حالة عدم الاستقرار بين أديس أبابا وأسمرة، منها تدخل الحكومة الإريترية في الشأن الداخلي الإثيوبي، وتأثير القيادة الإريترية كأداة بيد قوى خارجية تسعى لإضعاف إثيوبيا. وأكد أن النهج العسكري والأمني الذي تتبناه إريتريا يعوق التعاون الإقليمي ويعرقل فرص بناء شراكات سلمية وتنموية.

وفي سياق تحليله، أشار إلى أن “عقيدة أسياس” -المتمثلة في الرئيس الإريتري أسياس أفورقي- تقوم على فرضية أن بقاء الدولة الإريترية يتطلب حالة دائمة من انعدام الأمن وعدم الاستقرار في إثيوبيا. وأوضح أن هذا النهج يعزز التوتر ويعيق أي محاولات للتقارب بين البلدين.

التكامل الاقتصادي كحل

وفيما يتعلق برؤية إثيوبيا للمنطقة، أكد تيموثاوس أن بلاده تعتمد نهجا يقوم على التكامل الاقتصادي الإقليمي مع احترام سيادة ووحدة الدول. وأشار إلى أن تحقيق هذا الهدف يتطلب ربط البنى التحتية وتعزيز التجارة والاستثمار بين دول المنطقة.

واقترح تيموثاوس إنشاء منطقة تجارة حرة بين إثيوبيا وإريتريا، إلى جانب الاستثمار المشترك في مشاريع البنية التحتية الحيوية. وشدد على أن هذا النموذج قابل للتوسع ليشمل جميع دول المنطقة، مما يمكن أن يحول القرن الأفريقي إلى محرك للنمو في القارة.

فرص التعاون مع مصر

وفي رده على أسئلة الحضور، أشار تيموثاوس إلى أن إثيوبيا تمر بمرحلة صعود، وأن إدراك الأشقاء في مصر لهذا الواقع سيفتح المجال أمام فرص تعاون تحقق مصالح مشتركة. وأكد أن الحكومة الإثيوبية لا تتأثر بالتصريحات الاستعراضية، وأنها ماضية في سياساتها وتحقيق أهدافها الاستراتيجية.

دعم جهود السلام في السودان

وفيما يتعلق بالأزمة السودانية، أشار تيموثاوس إلى استمرار دعم إثيوبيا لجهود إنهاء النزاع من خلال وساطات هادئة. وأعرب عن حزن بلاده العميق لما يشهده السودان من صراع ومعاناة، مؤكدا أن الشعب الإثيوبي يتأثر بذلك بشكل مؤلم.

وفي الختام، شدد تيموثاوس على أن إثيوبيا لا تعتبر الحرب خيارا حتميا، وأن الإرادة السياسية والتعاون النزيه يمكن أن يفتحا آفاقا لحل التصعيد. وأوضح أن الأوضاع الراهنة تنطوي على مخاطر جسيمة، ما يستدعي تدخلا عاجلا وجهودا أكثر جدية لتفادي تفاقم الأزمات في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى